كشفت الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة والسكان، عن تفاصيل خطة طموحة تستهدف تحسين الرعاية الصحية الأولية من خلال برنامج تدريبي متخصص لطب الأسرة وصحة الطفل، والذي يشمل تطوير 1500 وحدة صحية في المناطق الأشد احتياجًا والمعروفة بـ"المناطق الحمراء".

وخلال مداخلة هاتفية عبر برنامج "هذا الصباح" على قناة "إكسترا نيوز"، أوضحت الألفي أن اختيار هذه الوحدات تم بناءً على تصنيف علمي يستند إلى مؤشرات سكانية مركبة، حيث تم اعتماد 28 مؤشرًا لتقييم الخصائص السكانية في كل محافظة، ما أسفر عن تحديد 73 منطقة سجلت أقل من 50% في المؤشرات السكانية، ما يعكس واقعًا صحيًا واجتماعيًا يتطلب تدخلًا عاجلًا.

وأشارت إلى أن الوزارة تعمل ضمن خطة شاملة لا تقتصر على البنية التحتية فقط، بل تمتد إلى العنصر البشري، إذ يتم تدريب الأطباء على مفاهيم طب الأسرة والرعاية الوقائية، وتأهيل فرق التمريض للتعامل مع مختلف الشرائح المجتمعية، إضافة إلى رفع كفاءة مقدمي خدمات المشورة والتوعية الصحية، في خطوة تستهدف تحقيق تحول نوعي في تقديم الخدمات الصحية.

وأكدت الألفي أن هذا البرنامج يأتي بالتعاون مع عدة جهات وطنية لضمان تحقيق تأثير فعلي ومستدام في هذه المناطق التي تعاني فجوة واضحة في الخدمات الأساسية، سواء الصحية أو الاجتماعية.

ووصفت الخطة بأنها نقطة انطلاق حقيقية نحو تحسين الخصائص السكانية وجودة الحياة في تلك المناطق، مشددة على أن تطوير وحدات الرعاية الصحية الأولية يُعتبر أحد أهم المفاتيح لتحسين المؤشرات السكانية ومواجهة التحديات التنموية في المناطق المهمشة.

ويُتوقع أن يسهم هذا التوجه في رفع الوعي المجتمعي بالصحة العامة والوقاية، وتمكين المواطنين من الوصول إلى خدمات صحية متكاملة، بما يتماشى مع توجه الدولة نحو عدالة توزيع الخدمات وتحقيق التنمية المستدامة.