"ماذا لو؟" سؤال يراه البعض فارغًا وغير مجدٍ، خاصة عندما يُطرح في سياقات تاريخية مضت وانتهت، وكأنه لون من ألوان العبث. ومع ذلك، لا يعني "العبث" مجرد اللهو واللعب أو تضييع الوقت، الذي هو العمر ذاته، بل يمكن التعامل معه بنظرة أعمق، تحمل أبعادًا فلسفية، تفتح بابًا للتفكير والتفكيك، وبناء تصورات قد تفيد في المستقبل، حتى وإن كانت تبحث في أطلال الماضي.
في هذا السياق، قد تكون أسئلة "ماذا لو؟" مفيدة، حتى لو ارتدت ثياب العبث. فمثلًا:
* ماذا لو قدم الفيلسوف زكي نجيب محمود برنامجًا فلسفيًا بدلًا من "العلم والإيمان" لمصطفى محمود؟
* ماذا لو لم يتحول الأزهر إلى جامعة تُدرّس العلوم المدنية؟
* ماذا لو أصبح الأب متى المسكين هو البطريرك رقم 117 للكنيسة المصرية؟
* ماذا لو تمت محاكمة جمال عبد الناصر بعد الهزيمة الكبرى عام 1967؟
* ماذا لو نجا الرئيس أنور السادات من الاغتيال في حادث المنصة عام 1981؟
* ماذا لو تم تدريس كتاب "في الشعر الجاهلي" لطه حسين، و"أولاد حارتنا" لنجيب محفوظ، و"مفهوم النص" لنصر حامد أبو زيد لطلبة المرحلة الثانوية؟
* ماذا لو بقيت أم كلثوم في قريتها طماي الزهايرة طوال حياتها؟
"ماذا لو؟" ليست مجرد نزهة عقلية تخيلية، بل طريقة تفكير تتحدى الأساليب التقليدية، وتقدّم تفسيرًا للواقع الاجتماعي، والأهم أنها تتيح مساحة واسعة للتعبير، يتجلى فيها خيال الفرد ليعبّر عن "المحال" في تغيير التاريخ، لعله بذلك يتعلم كيف يغيّر المستقبل.
إذًا، نعم… العبث قد يكون مفيدًا.
أفيه قبل الوداع:
"أنا أحب أشجع الشباب الناهض"
— الريس حنفي، في فيلم "ابن حميدو".
0 تعليق