الاثنين 26 مايو 2025 | 05:27 مساءً

الرئيس الأمريكي والرئيس الصيني

يستعد كبار مسؤولي التجارة في الصين والاتحاد الأوروبي لعقد اجتماع مهم مطلع يونيو المقبل، في خطوة تعكس جهود الطرفين لتقريب وجهات النظر وتخفيف حدة التوترات التجارية المتصاعدة، خاصة مع تهديدات واشنطن المتجددة بفرض رسوم جمركية مشددة.

الاجتماع المرتقب سيجمع وزير التجارة الصيني، وانج ونتاو، والمفوض الأوروبي للتجارة والأمن الاقتصادي، ماروش شيفتشوفيتش، على هامش أعمال الاجتماع الوزاري لمنظمة التجارة العالمية في باريس، وذلك بحسب ما أكده متحدث رسمي باسم الاتحاد الأوروبي، دون أن يحدد موعدًا دقيقًا لهذا اللقاء المنتظر. 

ويُذكر أن صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية كانت قد سربت معلومات عن الاجتماع قبل صدور التأكيد الأوروبي.

يأتي هذا التطور عقب محادثة هاتفية جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، نتج عنها تأجيل تطبيق قرار فرض رسوم بنسبة 50% على صادرات الاتحاد الأوروبي حتى التاسع من يوليو المقبل. 

وتُعد هذه المهلة فرصة حاسمة أمام بروكسل وبكين لتقليص فجوة الخلافات عبر الحوار المباشر.

اللقاء المرتقب سيكون الثالث من نوعه بين الجانبين خلال عام 2025، حيث سبق أن زار شيفتشوفيتش بكين في مارس الماضي، تلتها محادثة عبر الفيديو في أبريل، مما يعكس زخماً دبلوماسيًا جديدًا على خط بكين – بروكسل، في مواجهة السياسات الحمائية المتزايدة من جانب واشنطن.

في هذا السياق، تحرص الصين على تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع أوروبا والعالم، لمواجهة تداعيات نظام الرسوم الجمركية الذي يعتمده ترامب، وقدمت تسهيلات غير مسبوقة لوفود أوروبية، ووعودًا بتحسين بيئة الأعمال للشركات الأجنبية. ومع ذلك، لا تزال الشكوك الأوروبية قائمة، بسبب ما يصفه المسؤولون الأوروبيون بـ"الوعود غير المنفذة" والتحديات المرتبطة بالدعم الحكومي الصيني للشركات المحلية، واستمرار الحواجز التي تعيق وصول الشركات الأوروبية إلى السوق الصيني.

تتزامن هذه التحركات مع استعداد عدد من القادة الأوروبيين لزيارة بكين لحضور قمة رفيعة المستوى مع نظرائهم الصينيين، ما يعكس أهمية المرحلة الحالية في العلاقات الثنائية، وإمكانية تحوّلها إلى نقطة مفصلية في مستقبل التعاون أو التصعيد التجاري العالمي.