الاثنين 26 مايو 2025 | 06:13 مساءً

أدوية إنقاص الوزن
أحدثت أدوية إنقاص الوزن GLP-1 الجديدة، تحوّلات جذرية بالنسبة للأشخاص المصابين بالسمنة، فيما درّت مليارات الدولارات على شركتَي الأدوية المطوّرتَين لها، "إيلي ليلي" (Eli Lilly) و"نوفو نورديسك" (Novo Nordisk).
لكن الأسعار الباهظة لهذه الأدوية ومحدودية التغطية التأمينية جعلاها بعيدة المنال بالنسبة لكثير من الأميركيين. واليوم، بدأ هذا الوضع يتغير مع طرح "ليلي" و"نوفو" نسخاً منخفضة السعر للمرضى الذين لا تشمل تغطيتهم التأمينية هذه الأدوية، في وقت توصّلت إحدى كبرى الشركات الوسيطة بين شركات التأمين وشركات الأدوية إلى اتفاق مع "نوفو" قد يسهم في خفض كلفة علاج السمنة ضمن بعض برامج التأمين الصحي.
في موازاة ذلك، بعد تحسّن توفر الأدوية الرئيسية لعلاج السمنة، أي "زيبباوند" (Zepbound) من "ليلي" و"ويغوفي" (Wegovy) من "نوفو"، حُظر بيع النسخ المقلدة منخفضة التكلفة عبر شركات الرعاية الصحية عن بعد، ما قد يضطر المرضى الذين كانوا يعتمدون على تلك البدائل لشراء الأدوية الأصلية بأسعار أعلى.
وتشير أبحاث حديثة إلى أن "زيبباوند" أظهر فاعلية أكبر في خفض الوزن وتقليص الدهون في منطقة البطن.
في ما يلي أبرز التطورات المتعلقة بأدوية السمنة وتغير طرق الحصول عليها:
ماذا يحدث في أسعار أدوية إنقاص الوزن؟
تخضع أسعار أدوية إنقاص الوزن للتغيرات الكثيرة التي طرأت على صعيد السياسات والأعمال. فقد بدأت "ليلي" و"نوفو" مؤخراً بطرح الأدوية بأسعار مخفضة للأشخاص الذين يدفعون ثمنها مباشرة لعدم شملها بتغطيتهم التأمينية. مع ذلك، لا تزال الكلفة مرتفعة، إذ تصل إلى مئات الدولارات شهرياً لمن يدفعون من جيبهم الخاص، ما يجعلها خارج متناول شريحة واسعة من المرضى.
ومع تحسّن الإمدادات، لم تعد الهيئات الناظمة تجيز للصيدليات التي تركب الأدوية ببيع النسخ المقلدة، التي كانت تُباع بأسعار أقل بكثير من الأدوية الأصلية.
في غضون ذلك، خفّضت "نوفو" مؤخراً سعر دواء "ويغوفي" لصالح بعض خطط التأمين الصحي التي تديرها شركة "كيرمارك"(Caremark) الوسيطة بين شركات التأمين وشركات الأدوية، والتابعة لمجموعة "سي في أس هيلث" (CVS Health). وبموجب الصفقة، تتوقف هذه الخطط التأمينية عن تغطية دواء "زيبباوند" من "ليلي".
لكن هذا لا يعني بالضرورة أن "ويغوفي" سيصبح أرخص، رغم أنه سيكون متاحاً لعدد أكبر من المرضى، إذ تختلف الأسعار حسب تفاصيل كل خطة تأمينية. من جهة أخرى، قد يضطر المرضى لدفع مبالغ أعلى للحصول على "زيباوند"، كما قد يخسرون التغطية التأمينية لهذا الدواء بالكامل، ما لم يحصلوا على إعفاء خاص.
فيما لا يمانع بعض مستخدمي "زيبباوند" الانتقال إلى "ويغوفي"، إلا أن آخرين قد يفضّلون الاستمرار باستخدام الدواء المعتادين عليه، لا سيما بعد أن أظهرت دراسات مموّلة من "ليلي" تفوّق "زيبباوند". إذ يعمل العقاران بآليتين مختلفتين بعض الشيء، وحصلا على موافقات لعلاج حالات متباينة، إلى جانب السمنة.
التغطية التأمينية
يتعذر على كثير من المرضى الحصول على التغطية التأمينية أو خسروها نظراً لرفض عدد من شركات التأمين تغطية هذه الأدوية باهظة الثمن، ما اضطر المستهلكين إلى دفع الكلفة من جيوبهم أو اللجوء إلى النسخ المقلّدة التي كانت متاحة حتى وقت قريب. ووفقاً لمسح "مرسر" (Mercer ) الوطني لخطط التأمين الصحي التي يوفّرها أصحاب العمل لعام 2024، فإن نحو 44% من الشركات الكبرى تغطّي أدوية إنقاص الوزن، لكن جميعها تقريباً تقيّد الاستفادة منها بالأشخاص الذين يلبّون شروط أهلية صارمة.
لا تغطّي "ميديكير" – برنامج التأمين الصحي الحكومي للمواطنين الأميركيين الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً – أدوية إنقاص الوزن. وكانت إدارة الرئيس جو بايدن قد اقترحت إلزام "ميديكير" بتوفير هذه التغطية، إلا أن إدارة ترمب رفضت في إبريل هذا المقترح الذي كان ليتيح هذه الأدوية لملايين كبار السن، ويكلّف الحكومة مليارات الدولارات.
نقص في إمدادات أدوية إنقاص الوزن
واجهت شركتا "ليلي" و"نوفو" صعوبات في تلبية الطلب لسنوات بعد طرح أدويتهما. لكن في مطلع عام 2025، كانت أزمة الإمدادات قد حُلّت إلى حد كبير، بحسب إدارة الغذاء والدواء الأميركية.
ما هو الدواء الأكثر فعالية؟
يعمل كل من "زيبباوند" و"ويغوفي" من خلال محاكاة هرمون الأمعاء GLP-1 الكابح للشهية، الذي يفرَز بعد تناول الطعام ويمنح الشعور بالشبع. كما يستهدف "زيبباوند" هرموناً آخراً يُعرف باسم GIP، يساهم في خفض مستويات السكر في الدم وقد يعزّز عملية الأيض.
ووفقاً لدراسة مموّلة من "ليلي"، ساعد "زيبباوند" المشاركين على خسارة نحو إنشين إضافيين من محيط الخصر مقارنةً بـ"ويغوفي"، وحقق متوسط إنقاص وزن أعلى بنسبة 47% خلال فترة 72 أسبوعاً. كما تضاعف احتمال فقدان 25% على الأقل من الوزن لدى مستخدمي "زيبباوند" مقارنةً بمستخدمي "ويغوفي".
إلى ذلك، يقدّم الدواءان فوائد تتجاوز إنقاص الوزن. فيُعد "ويغوفي" الوحيد من بين أدوية GLP-1 الذي ثبتت قدرته على الوقاية من النوبات القلبية وغيرها من مشاكل القلب والأوعية الدموية لدى مرضى السمنة المصابين بأمراض قلبية. أما "زيبباوند"، فأصبح في أواخر عام 2024 أول دواء يُعتمد رسمياً لعلاج انقطاع النفس النومي.
متى ستُطرح أدوية إنقاص الوزن على شكل أقراص؟
أحرزت شركة "ليلي" تقدماً واعداً في تجاربها على دواء فموي لعلاج السمنة، ما يعزز احتمالات إتاحته بطريقة أسهل خلال الأعوام المقبلة. ففي إبريل، أعلنت الشركة أن القرص التجريبي ساعد المرضى على خفض الوزن والسيطرة على مستويات السكر في الدم بفعالية تقارب تلك التي يحققها دواء "أوزمبيك" (Ozempic) من "نوفو" المعطى عن طريق الحقن والمستخدم لعلاج السكري. وإذا واصلت النتائج مسارها الإيجابي، فقد تطرح "ليلي" النسخة الفموية من الدواء في عام 2026.
وإلى جانب سهولة تناول الدواء على شكل أقراص مقارنة بالحقن الذاتي، فإن كلفة تصنيعه أقل أيضاً، ما قد يضع هذه الفئة من الأدوية في متناول المزيد من الأشخاص.
أعلنت "نوفو" في 2 مايو أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية تراجع حالياً طلبها للحصول على الموافقة على النسخة الفموية من "ويغوفي"، وهي في الأساس عبارة عن جرعة أعلى من أقراص علاج السكري "ريبلسوس" "Rybelsus" الذي تنتجه الشركة. وعلى عكس الدواء المنافس من "ليلي"، يتعيّن تناول هذا الدواء قبل نصف ساعة من شرب القهوة أو وجبة الفطور، ما قد يشكّل عائقاً أمام تقبّله على نطاق واسع.
في غضون ذلك، لا تزال شركات عدة في المراحل الأولى من تطوير أدوية فموية لعلاج السمنة، بينما تلقّت "فايزر" انتكاسة كبيرة في هذا المجال، ما أخّرها كثيراً عن منافسيها.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق