في تطور بارز للعلاقات الاقتصادية بين باريس وهانوي، أعلنت فرنسا وفيتنام توقيع صفقة ضخمة لشراء 20 طائرة من طراز إيرباص A330 نيو، خلال زيارة رسمية يجريها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى العاصمة الفيتنامية هانوي، وهي أول زيارة لرئيس فرنسي منذ عشر سنوات، وتُعد هذه الصفقة خطوة استراتيجية لدعم التعاون بين الجانبين في مجالات الطيران المدني والصناعات المتقدمة.
تأتي هذه الاتفاقية في توقيت حساس تشهده الساحة العالمية، مع تصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وتهديد واشنطن بفرض رسوم جمركية تصل إلى 50% على السلع الأوروبية، ما يعزز رغبة فرنسا في تعزيز نفوذها في جنوب شرق آسيا، خاصة في فيتنام التي كانت في السابق مستعمرة فرنسية.
صفقة إيرباص A330 نيو ليست الوحيدة على الطاولة؛ فقد شملت الاتفاقات الموقعة التعاون في مجالات الطاقة النووية، والسكك الحديدية، وتكنولوجيا الفضاء، بالإضافة إلى شراكات في قطاع الصناعات الدوائية مع شركات فرنسية رائدة مثل "سانوفي" وتعكس هذه الصفقات رغبة باريس في توسيع حضورها الاقتصادي في آسيا بالتوازي مع التحولات الجيوسياسية العالمية.
وتحاول فيتنام، التي يعتمد اقتصادها على التصدير، أن توازن بين الضغوط الأمريكية المتزايدة ودعم علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، فقد أعلنت استعدادها لشراء ما لا يقل عن 250 طائرة من شركة بوينج الأمريكية، في خطوة يُنظر إليها كمحاولة لخفض الفائض التجاري مع الولايات المتحدة، دون التفريط في الشراكة الأوروبية.
في ضوء هذه التطورات، حذر مسؤولون في الاتحاد الأوروبي من أن علاقات فيتنام الاقتصادية مع أوروبا يجب ألا تتراجع تحت وطأة الضغوط الأمريكية، مؤكدين ضرورة الحفاظ على توازن المصالح التجارية، وتبقى صفقة طائرات إيرباص A330 نيو مثالًا حيًا على التنافس الدولي الشرس على السوق الفيتنامية، التي باتت محورًا مهمًا في خريطة التجارة العالمية.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق