شهدت كرة القدم النسائية في مصر خلال موسم 2024/2025 نقطة تحول تاريخية حقيقية، حيث لم يكن الموسم مجرد مسابقة رياضية، بل بمثابة إعلان رسمي عن انطلاقة جديدة لكرة نسائية منظمة، تنافسية، وجماهيرية.
دخول أندية ذات ثقل جماهيري مثل الأهلي والزمالك وبيراميدز، إلى جانب الفرق صاحبة التاريخ مثل وادي دجلة، خلق موسم استثنائي جمع بين التحدي، الشغف، والتنظيم المحترف.
ويعد هذا الموسم هو بداية تحول حقيقي، وليس فقط فورة مؤقتة، حيث أن المنظومة صارت أقوى، والدعم أصبح أوضح، واللاعبات يملكن الطموح والمهارة، والأندية الكبرى بدأت تهتم أكثر، وكل هذه مؤشرات تؤكد أننا أمام عصر جديد للكرة النسائية المصرية
حصاد الكرة النسائية في مصر 2024/2025
وفي هذا التقرير، نُلقي الضوء على أبرز أحداث الموسم، الأبطال، والفرق الصاعدة، ونتتبع ملامح المستقبل الذي ينتظر الكرة النسائية في مصر.
نادي مسار.. لقب مستحق وبصمة قوية
نادي مسار تُوج بلقب الدوري الممتاز للكرة النسائية بعد موسم استثنائي من الأداء المنظم والثابت ولم يكن التتويج وليد الحظ، بل نتيجة عمل متكامل داخل منظومة احترافية أثبتت قدرتها على تحقيق البطولات.
مسار قدم كرة جماعية ممتعة، وأظهر نضجًا تكتيكيًا كبيرًا، ليؤكد أنه أحد أهم أعمدة الكرة النسائية حاليًا في مصر.
ويثبت الفريق أن التميز لا يأتي فقط بالاسم، بل بالعمل والتخطيط طويل المدى.

الأهلي.. دخول تاريخي وكأس في أول موسم
دخل النادي الأهلي الساحة النسائية هذا الموسم، وتمكن سريعًا من فرض اسمه بقوة من خلال التتويج بكأس مصر للكرة النسائية.
الفريق النسائي للأهلي أظهر شخصية قوية منذ أول مباراة، وكان على بُعد خطوات قليلة من حصد الثنائية، ما يعكس مدى جاهزية النادي للمنافسة منذ اليوم الأول.
اللقب لم يكن فقط بطولة، بل رسالة بأن الأهلي قادم ليصنع تاريخًا جديدًا في الكرة النسائية.

وادي دجلة.. استمرار الهيمنة في قطاع الناشئات
يبقى نادي وادي دجلة هو الرقم الصعب في الكرة النسائية المصرية، خاصة على مستوى الناشئات.
استطاع النادي الفوز بدوري مواليد 2006 ودوري مواليد 2008، وهو ما يعكس قوة أكاديمية النادي في تخريج لاعبات على أعلى مستوى، والقدرة على بناء أجيال متتالية من البطلات.
ليظل دجلة “المصنع الأول للمواهب”، ويُراهن عليه كقاعدة أساسية لتغذية المنتخبات الوطنية مستقبلًا.

الأهلي مرة أخرى.. دوري 2009 والتأكيد على العمق
لم يكن الفريق الأول فقط هو من تألق هذا الموسم داخل القلعة الحمراء، بل تألقت كذلك فرق الناشئات، حيث فاز الأهلي بـ دوري 2009، ليؤكد أن مشروعه في الكرة النسائية مبني من الجذور، وليس مجرد فريق أول فقط.

بيراميدز.. لقب أول وبداية نحو المنافسة الحقيقية
حقق نادي بيراميدز لقب دوري 2011 في أول ظهور فعلي له في مسابقات الناشئات، وهي خطوة أولى قوية نحو دخول المنافسة على كل المستويات.
بيراميدز يملك الإمكانيات الفنية والإدارية التي تؤهله ليكون منافسًا حقيقيًا في السنوات القادمة، وهذا التتويج يؤكد أن المستقبل أمامه مفتوح للبروز.

الزمالك.. حضور مشرف في أول موسم بالدوري الممتاز
في ظهوره الأول في الدوري الممتاز للكرة النسائية، قدم نادي الزمالك أداءً رائعًا مكّنه من الوصول إلى المربع الذهبي، وهي بداية قوية لنادٍ يدخل المنظومة للمرة الأولى.
الفريق الأبيض برهن على أنه يمتلك الإمكانيات الفنية والجماهيرية التي تؤهله للمنافسة على البطولات مستقبلًا، خاصة مع دعم الإدارة وتطوير البنية التحتية.

الفرق الأخرى.. شرف المنافسة وقوة الأداء
لم تكن المنافسة سهلة، وكل الفرق قدمت موسمًا قويًا، وكانت نِدًا حقيقيًا في كل مباراة.
ظهرت فرق تلعب بروح قتالية وتنظيم تكتيكي عالٍ، مما رفع مستوى البطولة بشكل عام. الأداء الجماعي للفرق “غير المتوجة” كان علامة مميزة، ويستحق الإشادة والمتابعة في المواسم القادمة.
الفرق الصاعدة.. طموح جديد في الممتاز
الكرة النسائية لا تتوقف عند الفرق الكبرى، بل تستقبل الموسم القادم فرقًا صاعدة للدوري الممتاز، تسعى لتكرار تجربة الفرق الكبرى وتحقيق مفاجآت.
الفرصة مفتوحة أمام كل من يملك الطموح، والعمل الجاد، لأن موسم 2024/2025 أثبت أن لا مستحيل في الكرة النسائية.
المدربون.. أبطال خلف الكواليس
لا يمكن أن نغفل عن الجهد الكبير الذي قام به المدربون في الفرق الأولى ومدربو قطاعات الناشئات، الذين لعبوا دورًا أساسيًا في رفع مستوى اللعب، والانضباط التكتيكي، وتطوير المهارات الفردية للاعبات.
هم الجنود المجهولون الذين يقفون خلف كل نجاح يُحقق في الملاعب.

0 تعليق