في وقت تتجه فيه الأنظار إلى طاقة الرياح البحرية العائمة لتعزيز التحول العالمي نحو الطاقة المتجددة، تكشف بيانات جديدة عن فتور ملحوظ في الحماسة تجاه هذا القطاع، وسط تحديات مالية وبنية تحتية تهدّد بإبطاء وتيرة التوسع.

فبينما تُمكّن هذه التقنية من تركيب التوربينات في أعماق بحرية لا تصلح فيها الأساسات الثابتة، يبدو أنها تصطدم بواقع استثماري وتنفيذي أكثر تعقيدًا مما كان متوقعًا.

وتشير نتائج استطلاع رأي، اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، إلى تراجع الثقة بقطاع طاقة الرياح البحرية العائمة.

وتوقّع نحو 3 من كل 4 مشاركين في الاستطلاع ألا يتجاوز إجمالي القدرة التشغيلية لطاقة الرياح البحرية العائمة عالميًا 3 غيغاواط بحلول عام 2030.

ضبابية تحيط بآفاق طاقة الرياح البحرية العائمة

كشف استطلاع الرأي، الذي أجرته شركة الأبحاث "ويستوود غلوبال إنرجي"، أن مطوري قطاع الرياح البحرية العائمة بدأوا يتراجعون خطوة إلى الوراء، مع انخفاض ملحوظ في توقعات النمو القريب وتراجع الثقة بمختلف مراحل سلسلة القيمة.

ويُظهر الاستطلاع، الذي شمل 166 جهة فاعلة من مهندسين ومستثمرين ومطورين وجهات حكومية، أنه رغم الزخم الذي شهده عام 2024 من حيث جولات التأجير الجديدة وإعلان الدعم المالي، فإن بطء تنفيذ السياسات والمخاطر الاستثمارية وتأخر التسليمات باتت تُلقي بظلال من الحذر على المشهد العام.

وبالمقارنة مع نتائج استطلاع 2024، شهدت ثقة المطورين أكبر تراجع في التفاؤل؛ إذ كانوا في السابق أكثر الفئات تفاؤلًا، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

كما سجّلت جميع الفئات الأخرى في السوق تراجعًا في التفاؤل مع انخفاض توقعات النمو على المديين القريب والبعيد مقارنة بالعام السابق.

وجاءت نتائج الاستطلاع على النحو الآتي:

• حدث تراجع حاد في التفاؤل لدى المطورين، إذ انخفضت نسبة المتفائلين من 44% إلى 15%، في حين ارتفعت نسبة المتشائمين من 25% إلى 63%.
• على صعيد قطاع سلاسل التوريد، شهد -أيضًا- تراجعًا في النظرة الإيجابية؛ إذ انخفض التفاؤل من 23% إلى 19%، وارتفع التشاؤم من 47% إلى 57%.
• أما بالنسبة إلى الجهات الأخرى، فكان التحول في النظرة طفيفًا نسبيًا لدى هذه الفئة، إذ انخفض التفاؤل من 34% إلى 29%، وارتفع التشاؤم قليلًا من 40% إلى 43%.

ويوضح الرسم الآتي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- توقعات نمو قدرة طاقة الرياح البحرية العائمة حتى 2033:

أسباب تراجع زخم قطاع طاقة الرياح البحرية العائمة

بحسب استطلاع ويستوود، يتراجع التفاؤل في قطاع الرياح البحرية العائمة، بسبب سلسلة من العقبات المالية والتنظيمية التي تهدّد الأهداف العالمية، وأبرزها:

• ارتفاع التكاليف الرأسمالية الأولية.
• ضعف ثقة المستثمرين بالتقنيات الجديدة.
• نقص البنية التحتية للمواني.
• عدم توحيد المعايير التقنية.
• قلة الدعم الحكومي.

وفي تعليق له، قال مدير قطاع الرياح البحرية في "ويستوود"، بهزاد أيوب، إن تقدّم قطاع طاقة الرياح البحرية العائمة قائم؛ لكنه بطيء، والإحباط ينبع من إدراك الجميع لوجود زخم، لكنه لا يتوافق مع التوقعات.

وأكد ضرورة التعامل مع الرياح العائمة كونها قطاعًا مستقلًا، وليس كونها امتدادًا للرياح ذات القواعد الثابتة، ويعود ذلك إلى اختلاف التقنيات والجداول الزمنية ومتطلبات الاستثمار.

بالإضافة إلى ذلك، كشف الاستطلاع عن ارتباط وثيق بين ريادة السوق والمبادرات الحكومية الأخيرة؛ فقد تصدرت المملكة المتحدة وفرنسا وكوريا الجنوبية قائمة الدول الرائدة، بالتزامن مع وجود دعم مالي وسياسات محفّزة في تلك المناطق.

سوق طاقة الرياح البحرية العائمة

وفقًا لتقرير سابق صادر عن جمعية رينيوابل يو كيه (RenewableUK)، ومقرّها المملكة المتحدة، تُظهر البيانات أن القدرة العالمية المركبة لطاقة الرياح البحرية العائمة قد لا تتجاوز 8.5 غيغاواط بحلول نهاية العقد، وهو ما يعكس تراجعًا بنسبة 22% عن التقديرات السابقة.

وخلال العام الماضي، شهد قطاع طاقة الرياح البحرية العائمة تقدمًا ملحوظًا من حيث الدعم والتطوير في عدة دول.

فقد حصل أكثر من 1.9 غيغاواط من القدرة الإنتاجية لطاقة الرياح العائمة في كل من المملكة المتحدة وفرنسا وكوريا الجنوبية على دعم مالي، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

بالإضافة إلى ذلك، شهد العام الماضي تخصيص مناطق لمشروعات مستقبلية بقدرة 9.8 غيغاواط، كما طُرحت مناقصات تأجير بقدرة 11.7 غيغاواط.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

1. طاقة الرياح البحرية العائمة من ويستوود غلوبال إنرجي.
2. قدرات طاقة الرياح العائمة من منصة الطاقة المتخصصة.
3. بيانات طاقة الرياح العائمة لعام 2024 من إنرجي فويس.