منصة أمنية متحركة.. سيارة "أمان" تجسيد للابتكار المغربي في العصر الرقمي

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عرف المغرب خلال السنوات الأخيرة تطورا هاما في مجال الصناعة، جعله يحتل مراكز متقدمة على الصعيدين الإفريقي والدولي، فقد استطاع أن يجذب استثمارات كبرى في مجالات حيوية مثل صناعة السيارات والطيران، ويصبح من أبرز القوى الإقتصادية في افريقيا، فهو يعد أول منتج للسيارات في القارة، إذ يصدر إلى أكثر من 70 دولة، ويرجع هذا التقدم الصناعي إلى توفره على بنية تحتية متطورة، مناخ استثماري مشجع ورؤية ملكية واضحة تسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز السيادة الصناعية للمملكة.

 وفي هذا السياق، برزت عدة مبادرات تمثل ثمرة هذا التوجه الصناعي المتطور، من بينها تطوير سيارة الشرطة الذكية، خطوة متقدمة نحو دمج التكنولوجيا في خدمة الأمن وتحديث أساليب العمل الشرطي.

في خطوة تعكس توجه المغرب نحو تعزيز الأمن العمومي بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة، تم إنتاج سيارة أطلق عليها اسم "امان"، ابتكار مغربي خالص تم تطويره بكفاءات وطنية، فهي ليست مجرد سيارة تقليدية، بل منصة تكنولوجية متكاملة، تعمل على جمع البيانات وتحليلها، كما أنها مجهزة بكاميرات عالية الدقة، موزعة على محيط السيارة لتسجيل كل التفاصيل فيما يخص المخالفات المرورية أو السلوكيات الخارجة عن القانون، كما أنها تتوفر على نظام ذكي يسمح لها بالتعرف على الوجوه ولوحات الترقيم، مما يسهل الوصول إلى الأشخاص المتابعين قانونيا بشكل فوري وفعال.

يعمل هذا الابتكار بطريقة تواكب العصر، إذ يتم إرسال المعطيات الميدانية إلى قاعدة بيانات مركزية لتحليلها ومقارنتها بمعلومات موجودة في النظام الأمني بالمغرب، وهذا التواصل السريع يعزز من نجاعة التدخلات الأمنية، ويقلل من هامش الخطأ البشري، ومن أبرز الميزات التي تقدمها السيارة "أمان"، هي قدرتها على إطلاق طائرات مسيرة صغيرة، تساهم في تعزيز قدرات الاستطلاع والمراقبة، وتسمح بتغطية أوسع وأكثر دقة للمناطق المستهدفة.

إلى جانب الابتكارات التكنولوجية، يواصل المغرب تعزيز حضوره كفاعل رئيسي في منظومة الأمن الإقليمي والدولي، مستندا إلى كفاءات أمنية عالية، واستراتيجية استباقية متطورة في مواجهة التهديدات الإرهابية، وقد حقق المغرب نجاحات هامة، تمثلت في إحباط العديد من المخططات الإرهابية الخطيرة، سواء داخل التراب الوطني، أو من خلال التعاون مع أجهزة أمنية في أوروبا وإفريقيا، هذا التفوق راجع إلى حنكة وجدية الأجهزة الأمنية المغربية، وعلى رأسها الإدارة العامة للأمن الوطني، والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، بقيادة السيد عبداللطيف الحموشي، الذي يعد أحد أبرز الكفاءات الأمنية على المستوى العربي والدولي، إذ يعمل بمقاربة أمنية تجمع بين الفعالية، واحترام حقوق الإنسان وتوظيف التكنولوجيا الحديثة، هذه المقاربة تجعل من المملكة المغربية نموذجا يحتذى به في مجال الأمن والاستقرار في المنطقة.

من خلال سيارة "أمان"، يبرهن المغرب على قدرته ليس فقط على استهلاك التكنولوجيا، بل على إنتاجها وتطويعها لخدمة الأمن والاستقرار، تجربة مميزة تجعل المملكة المغربية نموذجا يلفت الأنظار على مستوى المنطقة والعالم العربي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق