المغرب يحتفي بغنى التراث الإفريقي

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نظمت سفارة المغرب بفرنسا والبعثة الدائمة للمملكة لدى اليونسكو، مساء الاثنين بباريس، حفلا بمناسبة اليوم العالمي لإفريقيا، سلط الضوء على غنى القارة وتراثها المتعدد، وكذا الفرص التي تتيحها للعالم.

وشكل هذا الحدث، الذي احتضنته سفارة المغرب في باريس، بحضور عدد من السفراء، لاسيما من بلدان إفريقية شقيقة وصديقة، لحظة قوية للحوار ومناسبة لتجديد التأكيد على قيم التضامن والأخوة بين دول القارة، وأيضا مع شركائها الدوليين.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قالت سفيرة المغرب بفرنسا، سميرة سيطايل، إن “إفريقيا ليست مجرد يوم يحتفل به مرة في السنة، بل هي حضور دائم في كل لحظة، وكل دقيقة، وكل يوم، بما تملكه من إمكانيات، وتنوع، ومساهمة فعالة في الاقتصاد العالمي”.

وأضافت أن القارة الإفريقية “لا تختزل في المستقبل، فهي تصنع الحاضر، رغم ما تواجهه من صعوبات وتأخر في بعض المجالات، ونقائص في أخرى”، مؤكدة أن “إفريقيا اليوم تعبر عن نفسها، وتعيد ابتكار ذاتها، وتبحث عن حلول لمشاكلها، وتتقدم”.

وأبرزت سيطايل أن “إفريقيا لا تطلب المساعدة، بل تعرض شراكات”، مشددة على أن “المغرب فخور بالمساهمة في هذا الاحتفال هنا في باريس”.

من جهته، قال السفير المندوب الدائم للمملكة لدى اليونسكو، سمير الدهر، إن هذه التظاهرة، التي اختير لها هذا العام شعار “العدالة للأفارقة ولذوي الأصول الإفريقية من خلال جبر الضرر”، تشكل “فرصة ثمينة لتكريم تراثنا المشترك، والاعتراف بإنجازاتنا الاستثنائية، وتجديد التزامنا الجماعي نحو إفريقيا أقوى، وأكثر وحدة، وموجهة نحو المستقبل”.

وأوضح أن الموضوع الذي تم اختياره هذه السنة “يدعونا إلى التأمل، واستحضار الذاكرة، والأهم من ذلك، إلى التحرك بعزم لبناء قارة تدرك كرامتها وتتحكم في مصيرها”.

وأشار الدهر، الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس مجموعة إفريقيا لدى اليونسكو، إلى أن “المغرب يواصل التزامه من خلال شراكة استراتيجية بين مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ومنظمة اليونسكو، بمساهمة إجمالية تبلغ 6 ملايين دولار أمريكي، دعما لإفريقيا”.

وأكد أن هذا الالتزام الطموح سيساهم بشكل مباشر في تحقيق أهداف البرامج الخمسة ذات الأولوية لإفريقيا ضمن أجندة اليونسكو.

وسلط السفير الضوء على التحول العميق الذي شهدته القارة الإفريقية، التي قال إنها أضحت اليوم “قارة طموحة، دينامية، ومعترف بها كفاعل أساسي في الشؤون العالمية”.

وأضاف أن “وعيا إفريقيا متجددا بدأ ينبثق، يحمله جيل شاب منخرط، مبدع، ومتصل بالعالم”، مشيرا إلى أن هذه الفئة الشابة تطالب بتحديث السياسات العمومية، وتدعو إلى حكامة أكثر ملاءمة، مع التركيز على التعليم، والعدالة الاجتماعية، والاستدامة.

وبخصوص الحضور الدبلوماسي في هذا الاحتفال، قال السيد الدهر إن “الحضور المكثف يعكس مدى الأهمية التي توليها السفارات الإفريقية لهذا الموعد”، مبرزا أن “القارة الإفريقية أضحت اليوم رهانا استراتيجيا للعديد من الدول”.

وأكد أن “الرسالة التي يحرص المغرب على إيصالها، هي أن على إفريقيا أن تعتمد أولا على نفسها”، مضيفا أن “القارة تمتلك كل المقومات للنجاح، شريطة الاشتغال في إطار من الوحدة والتضامن والتفاعل والتعاون”.

وأبرز في هذا السياق الرؤية التي يقودها الملك محمد السادس تجاه القارة، مضيفا أن “العمل الذي يقوم به المغرب نال إشادة جميع السفراء الأفارقة الحاضرين، لما يتسم به من صدق، وفعالية، وتوجه يخدم مصالح الشعوب الإفريقية”.

من جانبه، أشاد سفير جيبوتي لدى فرنسا وعميد السفراء الأفارقة في باريس، عييد موسيد يحيى، بالمبادرة المغربية للاحتفاء بإفريقيا في العاصمة الفرنسية، مؤكدا أن هذا الاحتفال في سفارة المغرب ي جسد عمق الروابط التي تجمع المملكة بالأسرة الإفريقية الكبرى.

وأشار السفير، في تصريح مماثل، إلى أن دعوة جميع السفراء، بمن فيهم المعتمدون لدى اليونسكو، تعكس إرادة في تحقيق وحدة الصف، مضيفا أن “الدبلوماسيين الأفارقة بباريس تقع على عاتقهم مسؤولية إيصال صوت إفريقي قوي، متنوع، وموجه بثبات نحو المستقبل”.

وسلط الضوء على دور مجموعة السفراء الأفارقة في باريس، والتي “تضم أكثر من 50 بلدا، وتشكل صورة لقارة شابة، دينامية، وماضية في مسار التحول”.

كما نوه يحيى بالدور المحوري للجالية الإفريقية المقيمة في فرنسا، والتي تسهم في إشعاع القارة من خلال إنجازاتها الفردية في المجالات الرياضية والثقافية والاقتصادية.

وذكر بأن هذا اليوم يشكل أيضا مناسبة للاحتفاء بالذكرى ال62 لتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، التي تحولت لاحقا إلى الاتحاد الإفريقي، مشددا على أهمية استحضار الماضي، رغم صعوباته، والاحتفال بالتقدم الحاصل، والتفكير فيما سنتركه للأجيال القادمة.

واختتمت الأمسية بعروض فنية احتفت بالثقافات الإفريقية، شملت رقصات تقليدية من غرب إفريقيا، وفقرات فنية من موسيقى كناوة والدقة المراكشية، في تجسيد حي لتنوع وغنى التراث الثقافي للقارة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق