عبّرت جمعيات للتجار بمدينة خريبكة عن استغرابها وانزعاجها من تعثّر مشروع تهيئة الساحة العمومية “المسيرة” الواقعة وسط المدينة، مذكّرة بأن المبادرة انطلقت قبل جائحة كورونا، بعدما نجحت السلطات المحلية والإقليمية في إخلاء “شارع شوفوني” ونقل الباعة الجائلين إلى السوق النموذجي 20 غشت، غير أن جهود الفاعلين في المشروع، الرامية إلى تحويل الساحة إلى فضاء حديث يدعم الحركية التجارية والسياحية، اصطدمت بعراقيل غير مفهومة أربكت تنفيذها.
عناصر وأهداف المشروع
البطاقة التقنية للمشروع تشير إلى أن عناصره الأساسية تتمثّل في “تهيئة ساحة المسيرة، من خلال إعادة تأهيل الساحة لتكون مركزًا نابضًا بالحياة ومكانًا للأنشطة الثقافية والاجتماعية والتجارية، وتهيئة فضاءات خضراء ومساحات للجلوس والترفيه”، و”تحسين الإنارة في المحور الرئيسي والأزقة المجاورة”، و”توفير واقيات شمسية للمحلات التجارية، باقتراح من السلطة المحلية، عبر تثبيت مظلات موحدة ذات طابع هندسي تاريخي لحماية المحلات من الشمس والمطر، مما يعزز الطابع الجمالي للمدينة”.
ومن بين عناصر المشروع أيضا “إحداث خط لحافلات النقل العمومي بشارع مولاي إسماعيل، من خلال تخصيص خط حافلات يربط المدينة بالأحياء المجاورة لتسهيل وصول المواطنين والزوار إلى وسط المدينة”، و”تركيب إنارة حديثة وفعالة في ساحة المسيرة وشارع مولاي إسماعيل وزنقة أبي الجعد وزنقة مولاي إدريس والأزقة المجاورة، واعتماد الطاقة الشمسية لضمان استدامة الإنارة وتقليل التكاليف”، و”إنشاء شاشة عرض وسط الساحة من أجل عرض محتوى تاريخي وثقافي عن المدينة وتغطية المناسبات الوطنية والرياضية الكبرى لخلق تفاعل مجتمعي”.
ويأمل الواقفون وراء المشروع “تجهيز مراحيض عمومية حديثة ونظيفة في الساحة والشوارع الرئيسية لضمان راحة الزوار والتجار”، و”تركيب شعار المملكة المغربية مضيئًا وسط الساحة لإبراز الهوية الوطنية للمدينة وتعزيز الفخر والانتماء”، و”إحداث فضاء ترفيهي للأطفال على شكل منطقة مجهزة بالألعاب، مما يجعل الساحة أكثر جاذبية للعائلات”، و”تنظيم أنشطة البيع عبر توفير أكشاك صغيرة ذات تصميم موحد، مع احترام جمالية المكان”.
معارضة تعلّق المشروع
محمد حداد، منسق الجمعيات الحاملة للمشروع مكلف بتتبع تنفيذه، أكد أن “حاملي الملف قاموا بلقاء أولي مع رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة بني ملال خنيفرة الذي رحب بالفكرة ووافق على المساهمة المالية فيها، كما تمت مناقشة المشروع من طرف المكتب التنفيذي للغرفة بشكل إيجابي وأٌدرِجَ في جدول أعمال الدورة للجمعية العامة للغرفة، لكن المفاجأة جاءت من مستشاري إقليم خريبكة الذي عارضوا مشروعا يهمّ مدينتهم لأسباب مجهولة، وبالتالي بقي معلّقا إلى حدود الساعة”.
وقال حداد، في تصريح لهسبريس، إن “اللقاء الذي أٌجرِيَ مع باشا خريبكة كان إيجابيا، في انتظار تفاعل رئيس المجلس الجماعي لخريبكة مع الطلب الذي وُضع على مكتبه منذ مدة، من أجل مناقشة الملف والمصادقة عليه والمساهمة في تمويله إلى جانب باقي الأطراف المعنية، إلا أننا لم نتلّق إلى حدود الساعة أي تجاوب أو توضيح حول أسباب غض الطرف عن الطلب، رغم أن الهدف من المشروع واضح وفي صالح الساكنة والتجار، ولا علاقة له بأي مساعٍ انتخابية”.
وأوضح المتحدث ذاته أن “هذا المشروع يهدف إلى تحسين المجال الحضري لوسط المدينة، وتعزيز جاذبيته الاقتصادية والسياحية، وتحقيق تنمية متوازنة تساهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين والتجار على حد سواء”، مشددا على أن المشروع سيساهم في “تحفيز الرواج التجاري عبر تحسين بيئة الأسواق والساحات”، و”جذب الزوار والسياح من خلال توفير فضاءات جذابة ومجهزة”، و”تعزيز الهوية الثقافية للمدينة”، و”تحسين الأمن والراحة عبر تجهيز البنية التحتية بالإضاءة والمرافق الأساسية”، و”تطوير النقل العمومي لتسهيل التنقل من وإلى وسط المدينة”.
وأشار حداد إلى أن المشروع سيساهم في “زيادة عدد الزوار والسياح، مما ينعكس إيجابيًّا على مداخيل التجار والمقاولين الصغار”، و”تحسين بيئة الأعمال عبر تطوير الفضاءات التجارية وجعلها أكثر راحة وتنظيما”، و”رفع القيمة العقارية للمناطق المحيطة بساحة المسيرة والشارع الرئيسي”، و”خلق فرص شغل جديدة في قطاعات السياحة، النقل، والخدمات”، و”تحقيق تنمية مستدامة من خلال اعتماد حلول بيئية مثل الإنارة بالطاقة الشمسية”.
0 تعليق