دراسة أمريكية ترصد متاهات الأطفال بعد الطلاق

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أظهرت دراسة نشرت هذا الشهر أن الأطفال الذين انفصل أبواهم بالطلاق وهم في سن الخامسة أو أقل بالولايات المتحدة، يواجهون انخفاض دخلهم كأفراد بالغين، مع ارتفاع احتمالات تعرضهم للسجن أو الوفاة أو الإنجاب في سن المراهقة خلال مرحلة البلوغ المبكر.

وعادة ما ينخفض دخل الأسرة إلى النصف بعد الطلاق بسبب انقسام أفرادها إلى أسرتين في منزلين منفصلين، كما تكافح الأسرة من أجل استعادة هذا الدخل المفقود على مدى العقد التالي.

وتميل الأسر بعد الطلاق أيضا إلى الانتقال إلى أحياء بدخل أقل يوفر فرصا اقتصادية أقل، بينما يكون الأطفال أبعد عن والدهم الذي لم يحصل على الوصاية عليهم، بحسب ما ورد في ورقة عمل أعدها خبراء اقتصاد بجامعة كاليفورنيا في مدينة ميرسيد، ومكتب الإحصاء الأمريكي، وجامعة ماريلاند.

وجاء في الدراسة أن الأحداث الثلاثة – وهي فقد الموارد المالية، وتراجع مستوى الحي، وغياب مشاركة الوالدين بسبب البعد أو زيادة أعباء العمل المطلوب من أجل تعويض الدخل المفقود – شكلت ما يتراوح بين 25% و60% من تأثير الطلاق على النتائج بين الأطفال.

وكتب خبراء الاقتصاد: “تكشف هذه التغييرات في حياة الأسرة أن الطلاق، بدلا من كونه صدمة قانونية معزولة، يمثل مجموعة من المشكلات –تشمل فقدان الدخل، وتغييرات في مستوى الحي، وإعادة هيكلة الأسرة – التي يؤثر كل منها على النتائج بالنسبة للأطفال”.

وبحسب الدراسة، يمر ما يقرب من ثلث الأطفال الأمريكيين بظروف طلاق والديهم قبل أن يصلوا إلى سن البلوغ. فيما بلغ كثير من الأطفال الذين انفصل أبواهم ذروة النجاح المهني، ومن بينهم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ونائب الرئيس الأمريكي جيه. دي. فانس.

وقد تراجع معدل الطلاق في الولايات المتحدة على مدار العقد ونصف العقد الماضيين، حيث انخفض من أكثر من 10% في عام 2008 إلى نحو 7% في عام 2022، بحسب بيانات مكتب الإحصاء.

وبينما لا يمكن للدراسة التي أعدها خبراء الاقتصاد إظهار حجم التأثير العاطفي للطلاق، قال بعض الأطفال الذين انفصل أبواهم إن تأثير ذلك استمر معهم طوال فترة البلوغ، بغض النظر عن أعمارهم وقت حدوث الطلاق.

وأوضح براندون هيلان (54 عاما) أنه لم يشعر بالرغبة في الالتزام بالزواج وإنجاب الأطفال إلا في منتصف الثلاثينات من عمره، وأشار إلى أنه يعتقد أن طلاق والديه عندما كان في أوائل العشرينات من عمره كان له دور في ذلك.

وقال هيلان، الذي يعيش في منطقة سانت لويس ولم يكن مرتبطا بالدراسة: “أعتقد حقا أن طلاق والدي جعلني أبني هذه الحواجز وأتعامل مع العلاقات كما لو كانت للإيجار ومؤقتة”.

وبينما تظهر الدراسة الآثار السلبية للطلاق، لا يمكنها أن تظهر كيف كان من الممكن أن يصير شكل الحياة بين أفراد الأسرة في حال كان الوالدان غير منفصلين، بحسب فيليب كوهين، عالم الاجتماع في جامعة ماريلاند، الذي لا صلة له بالدراسة.

وقال كوهين: “غالبا لا أحد يستطيع توضيح ذلك أفضل من الوالدين اللذين يواجهان ظروف الزواج وفرصة الطلاق. أعتقد أن الوالدين يدركان أن الطلاق قد تكون له عواقب وخيمة على أبنائهما، ويتخذان قرارات صعبة بشأن ما هو في مصلحتهما وفي مصلحة أبنائهما أيضا”.

وكانت دراسات أكاديمية سابقة قد توصلت إلى استنتاجات مختلفة بشأن تأثير الطلاق على الأطفال. ويرى البعض أن الزيجات غير السعيدة تضر بالأطفال من خلال تعريضهم للصراع بين والديهم، وأن الطلاق-بشكل عام-يعد خيارا أفضل لكل من الوالدين والأبناء.

وقد أشارت دراسات أخرى إلى أن الطلاق يؤدي إلى تراجع حجم الموارد المالية، والوقت الذي يقضيه الوالدان مع أبنائهما، والاستقرار العاطفي لهم. فيما خلصت دراسات أخرى إلى أن الطلاق له تأثير بسيط بشكل أو بآخر.

وقد تسبب طلاق الوالدين في زيادة فرص الحمل بين المراهقين إذا وقع الطلاق قبل أن يبلغ الطفل سن الـ15 عاما. إلا أن هذا التأثير اختفى بحلول سن 20، شأنه شأن اختفاء تأثير أي طلاق على فرص الإيداع في السجن. كما لم يكن هناك تأثير ملحوظ على ما يتعلق بزواج الأبناء الذين انفصل أبواهم بالطلاق بحلول سن الـ25، بحسب الدراسة.

ووجدت الدراسة أن تأثير الطلاق كان متشابها بين مختلف الفئات الديموغرافية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق