أشعر أن الجميع يصفقون لي.. جملة بسيطة قالت فتاة في السادسة من عمرها، مليئة بالطموح والأمل لتصبح ممثلة مشهورة، ليتحقق حلمها وتصبح سيدة الشاشة العربية والقصر، لتكون متسيدة ساحة الفنية برقيها وموهبتها الفريدة، ليكون لها ما يقارب من 94 فيلمًا، بدأته بفيلم يوم سعيد عام 1940، وأنهته بفيلم أرض الأحلام عام 1993، إنها فاتن حمامة “سيدة الشاشة العربية” التي تحل اليوم ذكرى ميلادها.

فاتن حمامة
ولدت فاتن أحمد حمامة في 27 مايو 1931 في السنبلاوين بالدقهلية، حسب السجل المدني، ولكن وفقا لتصريحاتها ولدت في عابدين بالقاهرة، كانت تنتمي لعائلة بسيطة، حيث عمل والدها موظفا في وزارة التعليم.
في ذات يوم اصطحبها والدها وهي في السادسة من عمرها لمشاهدة فيلم في السينما للممثلة آسيا داغر، وحاز الفيلم على اعجاب الجمهور وقتها ليبدؤا التصفيق بشدة وهي معهم لتلتمع نظرة عينيها ويبدأ حبها للفن في تلك اللحظة يغزو قلبها لتقول لوالدها أشعر أن الجميع يصفقون لي وقد كان.
حقق لها والدها رغبتها وشجعها وأرسل صورتها عند فوزها بمسابقة أجمل طفلة في مصرللمخرج محمد كريم الذي كان يبحث عن طفلة تقوم بالتمثيل مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في فيلم يوم سعيد، وأثبتت فاتن موهبتها لينبهر بها المخرج ويقرر ابرام عقد مع والدها ليضمن مشاركتها في أعماله السينمائية المستقبلية.

بداية فاتن حمامة
مثلت أمام محمد عبد الوهاب مرة أخرى بعد 4 سنوات مع ذاتت المخرج في فيلم رصاصة في القلب، حتى جاء فيلمها الثالت دنيا ليكون بوابتها الحقيقة للدخول إلى عالم الفن، ولتحجز مكانًا كبيرًا في قلب الجمهور، وتقديرًا لموهبتها قررت اسرتها تشجيعها، وانتقلوا إلى القاهرة ودخلت حمامة المعهد العالي للتمثيل عام 1946.
افتتحت لها أبواب النجومية بمشاركتها مع الفنان القدير يوسف وهبي حيث رأى موهبة استثنائية في تلك الفتاة الشابة، وطلب منها تمثيل دور ابنته في فيلم "ملاك الرحمة"، وبهذا الفيلم دخلت مرحلة جديدة في حياتها وهي الميلودراما وكان عمرها وقتها 15 عاما والتف حولها النقاد والمخرجين.
جاءت فاتن حمامة لتغير النمط السائد وقتها في السينما المصرية التي كانت تصور المرأة المصرية وقتها، برجوازية غير واقعية تمضي معظم وقتها في نوادي الطبقات الراقية إما تطارد الرجال أو بالعكس، أما ظهورهن وهن يجيدن الغناء والرقص، وظهرت في ذلك الوقت في 30 فيلم.

خروج فاتن حمامة عن النمطية
كان يسند إليها أدوار الفتاة المسكينة، ولكن سرعان ما اخرجت نفسها من ذلك النمط، لتأتي بداية الخمسينيات، لتوجه نحو الواقعية بتجسيد شخصيات أقرب إلى الواقع، حيث جسدت في فيلم “صراع في الوادي” للمخرج يوسف شاهين شخصية مختلفة لابنة الباشا فلم تكن تلك الابنة السطحية لرجل ثري وإنما كانت متعاطفة مع الفقراء وقامت بمساندتهم.
وظهرت في فيلم الأستاذة فاطمة لتمثل دور طالبة في كلية الحقوق من عائلة متوسطة وكانت تؤمن إن للنساءلهن حق مثل الرجال في المجتمع، وفي فيلم "مبراطورية ميم" ظهرت بدور الأم التي كانت مسؤولة عن عائلتها في ظل غياب الأب، وفي فيلم “أريد حلا” جسدت دور امرأة معاصرة تحاول أن يعاملها القانون بالمساواة مع الرجل.
كما مثلت مع الفنان أحمد مظهر، في “دعاء الكروان” لتجسد شخصية آمنة، تلك الفتاة الريفية التي تريد أن تثأر لشقيقتها من المهندس، ورشح فيلم دعاء الكروان لجائزة أحسن فيلم في مهرجان برلين الدولي.
كانت الخمسينيات بداية ما سمي العصر الذهبي للسينما المصرية، وكان التوجه العام في ذلك الوقت نحو الواقعية وخاصة على يد المخرج صلاح أبو سيف.

جوائز فاتن حمامة
حصلت فاتن حمامة على العديد من الجوائز والأوسمة الرفيعة، من بينها ميدالية الشرف من الرئيس جمال عبد الناصر، وميدالية أخرى من الرئيس أنور السادات، ووسام المرأة العربية من الرئيس اللبناني رفيق الحريري، ووسام الأرز من لبنان، ووسام الكفاءة الفكرية من المغرب، والجائزة الأولى للمرأة العربية عام 2001. وفي عام 1999، منحتها الجامعة الأمريكية بالقاهرة الدكتوراه الفخرية، وفي 2000 حصلت على جائزة "نجمة القرن" من منظمة الكتاب والنقاد المصريين.
واختير تسعة من أفلامها في قائمة أفضل 100 فيلم بتاريخ السينما المصرية خلال احتفالات عام 1996، ثم اختارت لجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة عام 2007 ثمانية أفلام أخرى من بطولتها ضمن نفس القائمة.

تزوجت عام 1947 من المخرج عز الدين ذو الفقار، وأنشأ شركة إنتاج قدمت من خلالها فيلم موعد مع الحياة عام 1954، وهو الفيلم، ولقبها النقاد من خلاله بـ "سيدة الشاشة العربية"، وفي عام 1955، تزوجت من الفنان عمر الشريف بعد مشاركتهما في صراع في الوادي، واستمر زواجهما حتى 1974، ثم تزوجت من الطبيب محمد عبد الوهاب عام 1975، وظلت إلى جانبه حتى وفاتها.

ابتعدت فاتن حمامة عن الأضواء لفترة طويلة حتى فجأت الجمهور بعودتها في عام 2000 في المسلسل التلفزيوني وجه القمر والذي عرض على 24 قناة فضائية ومحطة تلفزيونية عربية والذي انتقدت فيه العديد من السلبيات بالمجتمع المصري من خلال تجسيدها شخصية مذيعة كبيرة بالتليفزيون وكان في المسلسل تعاطف مع الانتفاضة الفلسطينية عبر مشاهدة أبطال المسلسل للأحداث على أرض فلسطين إلى شاشات التلفزيون وتأييدها.

رحلت فاتن حمامة عن عالمنا في 17 يناير 2015 عن عمر ناهز 83 عاما، بعد أزمة صحية مفاجئة، تاكا إرثًا فنيًا شاهدًا على رقي سيدة الشاشة العربية.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق