57.6 مليار يورو حجم التجارة العربية الألمانية في 2024
خلال مشاركته في الملتقى الاقتصادي العربي – الألماني السنوي الثامن والعشرين الذي أقيم في برلين في مايو 2025، أكد الدكتور خالد حنفي، الأمين العام لاتحاد الغرف العربية، أن “قطاع اللوجستيات والطيران في الشرق الأوسط والعالم يشهد تحولات جذرية نتيجة الصراعات الإقليمية، والتوترات التجارية العالمية، والتحديات الاقتصادية”. وشدد على ضرورة تبني استراتيجيات مبتكرة تعتمد على الرقمنة وتنويع المسارات وتعزيز التعاون الدولي لبناء مرونة عالية في سلاسل التوريد.
وأشار الدكتور حنفي إلى أن “المنطقة العربية تمتلك فرصًا كبيرة لتصبح مركزًا لوجستيًا عالميًا بفضل موقعها الاستراتيجي واستثماراتها في بنية تحتية حديثة.” وأبرز التحديات التي تواجهها الممرات اللوجستية، مشيرًا إلى أن الحرب في أوكرانيا تسببت في انخفاض شحنات الحبوب عبر البحر الأسود بنسبة 35% في 2023 مقارنة بسنة 2022 وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة. بالإضافة إلى ذلك، أدت الهجمات على السفن في البحر الأحمر إلى زيادة مدة الشحن بين آسيا وأوروبا من 10 إلى 15 يومًا وارتفاع تكاليف الشحن البحري بنسبة 250%. كما ذكر أنه هناك تهديدات لحوالي 12% من التجارة العالمية التي تمر عبر قناة السويس حسب بيانات صندوق النقد الدولي.
التجارة العربية-الألمانية والابتكار الاقتصادي
وأكد الأمين العام أن عدم الاستقرار الأمني والسياسي في الشرق الأوسط يتسبب في تعطيل خطوط الملاحة، ويساهم في زيادة تكاليف التأمين على الشحنات، مما يؤثر سلبًا على سلاسل الإمداد. وأوضح أن المواجهة الأمريكية الصينية قد أدت أيضًا إلى اضطرابات في سلاسل الإمداد نتيجة فرض تعريفات جمركية من الجانبين. كما خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي إلى 2.8% في 2025، مما يستدعي إعادة هيكلة سلاسل الإمداد مع بدء الشركات الأمريكية في نقل مصادرها إلى دول أخرى، مثل فيتنام والهند، لتقليل الاعتماد على الصين.
تناول الدكتور خالد حنفي أيضًا التغيرات المناخية وتأثيرها على البنية التحتية، مؤكدًا أن إغلاق قناة بنما في 2023 أدى إلى تقليص عدد السفن المارة بنسبة 30%، مما تسبب في تأخيرات كبيرة في سلاسل التوريد. وبرزت الحاجة إلى التحول نحو اللوجستيات الخضراء عبر تطبيق آلية ضبط الكربون على الحدود من قبل الاتحاد الأوروبي، مما يعكس أهمية الابتكار في مجالات الطيران المستدام وتطوير الطائرات الكهربائية والهيدروجينية.
دعا الدكتور حنفي إلى ضرورة تحويل الشبكات اللوجستية إلى نموذج لامركزي، وبدء التحول الرقمي باستخدام الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين. وأكد على أهمية الاستثمار في التقنيات الناشئة وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، مشيرًا إلى أن الخريطة اللوجستية العالمية تُرسم من جديد، وأن التكيف مع هذه التغيرات هو الطريق لتحقيق النجاح المستدام.
كما أشار إلى أن التعاون العربي-الألماني يمثل نموذجًا للابتكار والتنمية الاقتصادية، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية بين المنطقتين 57.6 مليار يورو في عام 2024. ففي ظل ما تمتلكه ألمانيا من خبرات متقدمة وما تمتلكه الدول العربية من موارد طبيعية وشباب طموح، يمكن تعزيز التعاون في مجالات التقنيات الغذائية والصحية لمواجهة تحديات الأمن الغذائي وتحسين جودة الرعاية الصحية.
0 تعليق