طولكرم تحت الحصار.. 121 يومًا من القمع العسكري وتحويل الأحياء إلى ثكنات معزولة

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تُواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة عسكرية مكثفة ضد مدينة طولكرم ومخيميها – طولكرم ونور شمس – لليوم الـ121 على التوالي، في واحدة من أطول موجات التصعيد العسكري ضد مدن الضفة الغربية. 

وقد دخل مخيم نور شمس يومه الـ108 من الحصار، وسط تفاقمٍ في الانتهاكات الميدانية، وتضييق ممنهج على السكان، وعمليات دهمٍ لمتاجر ومؤسسات مدنية.

في تطور جديد اليوم، أقدمت قوات الاحتلال على إغلاق شارع نابلس الحيوي – المعروف محليًا بـ"شارع البنوك" – وسط المدينة، ما أدى إلى شلل شبه كامل في الحركة المرورية والمدنية.

 جاء ذلك ضمن انتشار عسكري كثيف رافقه نشر فرق مشاة وإغلاق كل المنافذ المؤدية إلى المرافق الأساسية، مثل مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي ودوار الشهيد ثابت، مما عرقل حركة سيارات الإسعاف وأدى إلى حالة من الشلل الكامل في الحياة اليومية للمدينة.

وفي سياق التصعيد نفسه، داهمت القوات محالًا تجارية في وسط المدينة، من بينها "محلات الكويتة"، و"محلات الخليج وفخر الدين للصرافة"، حيث نفذت عمليات تفتيش وتخريب واسعة طالت المعدات والمحتويات، وسط استعراض واضح للقوة.

وشهدت المدينة أيضًا اقتحامًا لمكتب تابع لحركة "فتح"، حيث جرى خلع الأبواب والعبث بالملفات، في ما يبدو محاولة لكسر البنية التنظيمية والسياسية المحلية.

مداهمة المنازل

الاعتداءات لم تقتصر على المرافق العامة والتجارية؛ إذ نفذت قوات الاحتلال فجرا مداهمات لعدد من منازل المواطنين في الحي الجنوبي من المدينة، وفتشتها بطريقة همجية، مع تحطيم متعمد للأثاث ومصادرة محتويات.

 وتعرف من بين المستهدفين: إسماعيل محمد بلحاوي، والأسيرين المحررين شذاي وعلي سلمان عودة، في تكرار واضح لأساليب الضغط الجماعي ضد عائلات المقاومين.

على مدار الساعة، تشهد المدينة والمخيمات تحركات عسكرية مكثفة، مع تسيير دوريات مشاة وآليات عسكرية تجوب الشوارع والأحياء السكنية، وسط استخدام أبواق سيارات عسكرية بطريقة استفزازية، والسير بعكس الاتجاه، وإقامة حواجز مفاجئة في وسط السوق ودوار شو ثابت وشارع المستشفى.

وفي محيط مخيمي طولكرم ونور شمس، يتواصل الحصار الخانق المدعوم بأعمال قصف متقطعة وانفجارات، مع ملاحقات للمواطنين الذين يحاولون دخول أو الخروج من المخيمَين، وهو ما أسفر عن اعتقالات واحتجاز عائلات بأكملها، إضافة إلى انتهاكات إنسانية جسيمة.

ميدانياً، تتحدث التقارير عن مخطط إسرائيلي لهدم 106 مبانٍ سكنية في كلا المخيمين، كجزء من خطة تهدف لإعادة تشكيل البنية الجغرافية للمكان وفتح محاور عسكرية جديدة. تم تنفيذ أجزاء من هذا المخطط فعليًا، حيث طالت العمليات أكثر من 20 مبنى في مخيم نور شمس وحده، وخلّفت أضرارًا جسيمة للمنازل المجاورة.

كما لجأت قوات الاحتلال إلى الاستيلاء على منازل في شارع نابلس والحي الشمالي، بعد تهجير سكانها بالقوة، وتحويلها إلى نقاط تمركز عسكرية، فيما تواصل السيطرة على شارع نابلس عبر إقامة سواتر ترابية وحفر متواصلة، مما عرقل الحركة التجارية والإنسانية، وفاقم عزلة المخيمين.

أسفرت هذه الحملة عن استشهاد 13 مواطنًا، بينهم طفل وسيدتان، إحداهما كانت حاملًا في شهرها الثامن، إضافة إلى عشرات الجرحى والمعتقلين.

 كما سُجل دمار واسع في البنية التحتية، مع تضرر أكثر من 2573 منزلًا جزئيًا و400 منزل بشكل كلي، في حين أغلقت مداخل المخيمات بالسواتر الإسمنتية، ما حولها إلى مناطق معزولة تخلو من مظاهر الحياة الطبيعية.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق