البنوك المركزية والمخاوف المالية الأميركية تدفع أسعار الذهب للصعود

الثلاثاء 27 مايو 2025 | 02:06 مساءً

الذهب العالمي - أرشيفية

كشف مجلس الذهب العالمي أن الأسواق الآسيوية والشرق أوسطية باتت تُمثل القوة المحركة الأكبر لطلب الأفراد على الذهب عالميًا، حيث تستحوذ الصين والهند والشرق الأوسط على نحو 74% من إجمالي المشتريات الفردية للمعدن النفيس، ما يعكس دور هذه المناطق الحيوي في دعم الأسعار خلال الفترة الأخيرة، وسط حالة من الضبابية الاقتصادية العالمية.

وفي مقابلة مع "الشرق"، أوضح أندرو نايلور، رئيس قسم الشرق الأوسط في المجلس، أن استمرار الطلب القوي من هذه المناطق يُتوقع أن يظل أحد العوامل الرئيسية في دعم الذهب حتى نهاية العام الجاري، في ظل تزايد التوترات الجيوسياسية وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.

البنوك المركزية والمستثمرون يدفعون السوق لأعلى

وأشار نايلور إلى أن الطلب المؤسسي كان المحرك الآخر الأبرز لأسعار الذهب خلال السنوات الأخيرة، حيث مثلت مشتريات البنوك المركزية نحو ربع الطلب العالمي على الذهب، نتيجة رغبة هذه المؤسسات في تعزيز احتياطاتها وتنويع أصولها بعيدًا عن الدولار.

وأضاف أن الصناديق المتداولة في الذهب ومؤسسات الاستثمار الكبرى ساهمت أيضًا في دعم أسعار المعدن، إذ لعبت دورًا رئيسيًا في رفع مستويات الطلب، خاصة في فترات عدم الاستقرار الاقتصادي أو ارتفاع معدلات التضخم.

ديون أمريكا.. التهديد الصامت لسوق الذهب

وفي سياق تحليله للمتغيرات التي قد تؤثر على أسعار الذهب مستقبلاً، أشار نايلور إلى أن أحد العوامل الجوهرية على المدى الطويل سيكون مرتبطًا بـالديون الأميركية، خاصة بعد تمرير مشروع قانون جديد لرفع سقف الدين العام.

ورأى أن هذا الإجراء قد يُفاقم من حجم العجز المالي الأميركي ويثير مخاوف بشأن قدرة الولايات المتحدة على خدمة ديونها الضخمة، ما قد يدفع المزيد من المستثمرين والأفراد إلى التوجه نحو الذهب كملاذ آمن.

وأكد نايلور أن مثل هذه التطورات تجعل الذهب يحتفظ بجاذبيته، ليس فقط كأداة للتحوط من التضخم، بل أيضًا كأصل استراتيجي في مواجهة المخاطر المالية العالمية.