أعلنت منظمة الأمم المتحدة للسياحة، اليوم الثلاثاء، عن نمو قوي في الإيرادات عبر العديد من الوجهات في أوائل عام 2025، وذلك وفقا لأحدث مقياس للمنظمة، حيث أظهرت البيانات المتاحة عن عائدات السياحة الدولية للربع الأول من عام 2025 نموًا قويًا في إنفاق الزوار في العديد من الوجهات.
إسبانيا ثاني أكبر مصدر للسياحة في العالم
وأوضحت المنظمة أن إسبانيا ثاني أكبر مصدر للسياحة في العالم، كشفت عن نمو بنسبة 9% في أول شهرين من عام 2025 (مقارنة بالفترة نفسها في عام 2024)، بعد زيادة ملحوظة بلغت 16% في عام 2024، وفي جنوب أوروبا المتوسطية أيضًا، سجلت تركيا (+7%) نتائج قوية في الربع الأول من عام 2025، كما فعلت اليونان وإيطاليا والبرتغال (جميعها +4%)، وسجلت فرنسا نموًا بنسبة 6% في عائدات السياحة الدولية، والنرويج 20%، والدنمارك 11%، في الربع الأول من عام 2025.
وفي آسيا والمحيط الهادئ، واصلت اليابان التمتع بارتفاع في الإيرادات في الربع الأول (+34%)، في حين سجلت نيبال (+18%) وجمهورية كوريا ومنغوليا (كلاهما +14%) أيضًا نموًا مزدوج الرقم.
أمريكا أكبر مصدر للسياحة في العالم
وأعلنت الولايات المتحدة، أكبر مصدر للسياحة في العالم، عن نمو بنسبة 3% في الفترة من يناير إلى مارس 2025، بعد زيادة بنسبة 14% في عام 2024.
وتم تعديل عائدات التصدير من السياحة لعام 2024 بالزيادة إلى 2.0 تريليون دولار أمريكي، وتُظهر البيانات المُعدّلة أن إجمالي إيرادات التصدير من السياحة الدولية (الإيرادات ونقل الركاب) قد ارتفع بنسبة 11% (بالقيمة الحقيقية) ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 2.0 تريليون دولار أمريكي في عام 2024، أي ما يزيد بنحو 15% عن مستويات ما قبل الجائحة، ويمثل هذا نحو 6% من إجمالي صادرات السلع والخدمات العالمية، و23% من التجارة العالمية في الخدمات.
عائدات السياحة الدولية
وارتفعت عائدات السياحة الدولية، وهي المكون الرئيسي لصادرات الخدمات السياحية، بنسبة 11% إلى 1.7 تريليون دولار، أيضا من حيث القيمة الحقيقية (بعد تعديلها وفقا للتضخم وتقلبات أسعار الصرف).
ومن المتوقع أن يظل متوسط الإنفاق عند 1170 دولارا أمريكيا لكل رحلة دولية في عام 2024، وهو أعلى من متوسط ما قبل الجائحة البالغ 1000 دولار أمريكي (كلاهما بالدولار الثابت).
وقد ساهم الإنفاق القوي من أسواق السياحة العالمية الرئيسية، مثل المملكة المتحدة (+16% مقارنةً بعام 2023)، وكندا (+13%)، والولايات المتحدة (+12%)، وأستراليا (+8%)، وفرنسا (+7%)، في نمو عائدات السياحة الدولية في عام 2024.
وشهدت الصين، أكبر مُنفق سياحي عالمي، ارتفاعًا في إنفاقها الخارجي بنسبة 30% ليصل إلى 251 مليار دولار أمريكي، أي ما يزيد بنحو 3% عن مستويات ما قبل الجائحة.
وتشمل الأسواق الرئيسية الأخرى التي سجلت نموًا قويًا في الإنفاق العام الماضي المملكة العربية السعودية (+ 17٪) والتي شهدت بالفعل نموًا ملحوظًا في عام 2023، وإسبانيا (+ 14٪)، وبلجيكا (+ 14٪)، وهولندا (+ 13٪)، والنمسا (+ 11٪).
وتشير أحدث دراسة استقصائية أجراها فريق خبراء السياحة إلى العوامل الاقتصادية بما في ذلك ضعف النمو الاقتصادي وارتفاع تكاليف السفر وزيادة التعريفات الجمركية باعتبارها التحديات الثلاثة الرئيسية التي قد تؤثر على السياحة الدولية في عام 2025.
كما يُلقي عدم اليقين الناجم عن التوترات الجيوسياسية والتجارية بثقله على ثقة السفر، وقد صُنِّف انخفاض ثقة المستهلك رابعًا كعامل رئيسي مؤثر على السياحة هذا العام، بينما احتلت المخاطر الجيوسياسية (إلى جانب الصراعات المستمرة) المرتبة الخامسة.
وبحسب المسح، فإن السياح سيواصلون البحث عن القيمة مقابل أموالهم، ولكن قد يسافرون أيضًا إلى أماكن أقرب إلى منازلهم أو يقومون برحلات أقصر.
تفاؤل حذر
يعكس أحدث مؤشر ثقة السياحة للأمم المتحدة تفاؤلاً حذراً للفترة من مايو إلى أغسطس 2025. ويشير حوالي 45% من خبراء اللجنة إلى آفاق أفضل (40%) أو أفضل بكثير (5%) لهذه الفترة التي تمتد لأربعة أشهر، بينما يتوقع 33% أداءً مماثلا مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، ويتوقع حوالي 22% أن يكون أداء السياحة أسوأ.
وسلط الخبراء الضوء على حالة عدم اليقين وعدم القدرة على التنبؤ الناجمة عن التعريفات التجارية وتأثيرها المحتمل على معنويات السفر.
في حين يتوقع ثلث المشاركين في الاستطلاع تأثيرًا ضئيلًا أو معدومًا للتوترات التجارية على أداء السياحة، يتوقع حوالي 25% بعض التأثير في المستقبل القريب.
رغم حالة عدم اليقين العالمية، من المتوقع أن يظل الطلب على السفر قويًا، ولم يتغير توقع الأمم المتحدة للسياحة في يناير الماضي، والمتمثل في نمو يتراوح بين 3% و5% في عدد الوافدين الدوليين لعام 2025.
0 تعليق