المستشار حنفي جبالي يضمن التزام صارم باللائحة وحماية للنقاش البناء داخل البرلمان
رئيس النواب يواجه المزايدات الانتخابية ويحافظ على مصلحة الوطن فوق كل اعتبار
في جلسة مثيرة داخل مجلس النواب، برز الدور الحاسم للمستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس المجلس، الذي أثبت أنه فقيه دستوري ملتزم بتطبيق اللائحة الداخلية بكل دقة، وينتصر لسلامة النقاش البرلماني داخل القبة، حيث تصدى لحالة جدل مريبة أثارها النائب محمد عبدالعليم داوود.

لم يكن موقف رئيس مجلس النواب في حادثة طرد النائب محمد عبد العليم داوود سوى ترجمة واضحة لحرصه على تنظيم الحوار البرلماني، وضبط سير الجلسات بما يضمن احترام النظام العام ويصون هيبة المؤسسة التشريعية.
جدل من النائب وتصدي رئيس النواب بحزم
في بداية الجلسة، وجه النائب محمد عبد العليم داوود انتقادًا لاذعًا للحكومة بشأن قانون العلاوة، مستخدمًا تعبيرًا أثار استياء الجميع: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟"، في إشارة إلى رفضه لقانون العلاوة وكيفية تعامله مع المواطنين.
رد رئيس المجلس جاء سريعًا وحازمًا، مؤكدًا أن مصر خالية من العبودية وأن مثل هذه العبارات مخالفة للوائح المجلس: "مصر لا يوجد بها عبيد، أنت مصمم على مخالفة اللائحة الداخلية"، بعد ذلك، طالب الرئيس بقفل صوت النائب، وأمره بالجلوس مع تحذير صارم بأنه في حال عدم الامتثال سيتم اتخاذ إجراءات تأديبية.
تمسك النائب عبد العليم داوود بالحديث رغم التحذيرات، مما دفع رئيس المجلس لاتخاذ قرار أكثر حزمًا بطرده من قاعة الجلسة، مع توجيه تحذير شديد اللهجة: "اخرج وإلا سيكون هناك قرار أشد". تم تنفيذ القرار وسط تصفيق من أعضاء المجلس، الذين أظهروا تأييدًا لحرص الرئيس على تطبيق النظام الداخلي وضبط الجلسات.
تأكيد على احترام اللائحة الداخلية وحرية التعبير المنظمة
يبرز هذا الحدث دور رئيس المجلس المستشار الدكتور حنفي جبالي في تطبيق اللائحة الداخلية بحزم، والتي تهدف إلى تنظيم عمل النواب وضمان احترام النظام خلال الجلسات، فالمجلس ليس مكانًا للفوضى أو تجاوز القواعد، وإنما مؤسسة تشريعية تعمل ضمن ضوابط تحافظ على هيبته وتمكن أعضائه من أداء مهامهم بأريحية ولكن ضمن إطار منضبط.
حرية التعبير التي يسمح بها المجلس ليست مطلقة، بل يجب أن تتم ضمن قواعد محددة تحمي النظام العام وتمنع التجاوزات التي قد تضر بمصلحة الوطن. موقف رئيس المجلس يعكس الوعي بضرورة التوازن بين السماح للنائب بطرح آرائه وبين احترام قواعد الجلسة التي تضمن سير العمل بفعالية.
المزايدات السياسية وتأثيرها على مصلحة الوطن
مع اقتراب الانتخابات، يكثر الحديث الرنان والمزايدات التي تهدف إلى جذب الأنظار دون مراعاة للواقع أو المصلحة العامة. وفي هذا السياق، يُعد تطبيق اللائحة من قبل رئيس المجلس بمثابة حماية لمصلحة الوطن من الانزلاق وراء الخطابات التي قد تثير الفوضى أو التوتر داخل البرلمان.

هذه الحادثة تضع الجميع أمام حقيقة أن النظام والاحترام للقوانين هما الضمانة الوحيدة لاستمرار المجلس في أداء دوره التشريعي والرقابي بشكل فعّال، بعيدًا عن التوترات أو التجاوزات التي لا تخدم سوى المصلحة الذاتية لبعض النواب أو القوى السياسية.
قرار طرد النائب محمد عبد العليم داوود يوضح رسالة واضحة بأن المجلس لا يسمح بتجاوز القواعد مهما كانت المبررات، وأن الحرية البرلمانية لا تعني الفوضى، رئيس المجلس المستشار الدكتور حنفي جبالي أثبت أنه يسعى للحفاظ على هيبة المجلس وفاعليته من خلال تطبيق اللائحة بحزم مع إتاحة الفرصة لجميع النواب للتعبير عن آرائهم ضمن إطار منضبط.
هذا النهج يعكس إدراكًا عميقًا بأن مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وأن الالتزام بالقوانين واللوائح هو السبيل الأمثل لتوفير بيئة برلمانية صحية تحترم الجميع وتخدم المواطنين بكل شفافية ومهنية.
0 تعليق