علمت جريدة هسبريس الإلكترونية أن مجموعة مسلحة تابعة لما يسمى جهاز “المنقبين”، الذراع القمعي لميليشيات “البوليساريو” الانفصالية، أقدمت اليوم الثلاثاء على اقتحام خيمة تقطنها أسرة الشاب ودادي ولد سلمن ولد لوشاعة ولد ابهية، بمخيم “حوزة” المحاذي لما يُعرف بمخيم السمارة، وذلك في تطور خطير يعكس واقع الانتهاكات الحقوقية بمخيمات تندوف.
ووفق معطيات دقيقة حصلت عليها الجريدة فقد أسفر هذا الاقتحام عن اعتداء جسدي عنيف تعرض له الشاب المذكور، ما أسفر عن إصابات بليغة في الرأس ورضوض على مستوى اليد اليسرى؛ كما طالت الاعتداءات الجسدية واللفظية والدته، أميمة منت السالك ولد بوسيف، التي تعرّضت هي الأخرى للتعنيف أمام أنظار عدد من المدنيين المحتجزين بالمخيم.
وتعود أسباب الحادث إلى مواقف الناشط ودادي ولد سلمن الصريحة والمعارضة لسياسة “البوليساريو”، التي كان يعبر عنها علنا داخل المخيمات وخارجها، ما جعل منه هدفا للانتقام والتضييق من قبل جهاز “المنقبين” التابع للميليشيات، الذي يستخدم العنف لقمع الأصوات المعارضة.
وخلفت الحادثة موجة استياء واسعة وسط المحتجزين بتندوف، الذين لم يترددوا في تحميل السلطات الجزائرية مسؤولية ما وصفوه بـ”تواطؤ صامت”، مطالبين بتحمل التزاماتها القانونية والأخلاقية تجاه سلامة المدنيين الصحراويين المقيمين فوق التراب الجزائري.
كما طالبت فعاليات حقوقية من الأقاليم الجنوبية للمملكة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة لمنظمة الأمم المتحدة بضرورة التدخل العاجل لوضع حد لهذه الانتهاكات، والعمل على توفير الحماية القانونية للمحتجزين، في ظل تزايد حالات التنكيل والتضييق داخل المخيمات.
وفي هذا الصدد أدان الناشط الحقوقي فاضل بريكة بشدة اعتداء ميليشيات القمع على الشاب ودادي ووالدته داخل خيمتهما بمخيم “حوزة” التابع لمخيم السمارة بمخيمات تندوف.
وطالب بريكة، في “تدوينة” على منصة “فيسبوك”، السلطات الجزائرية بتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية تجاه اللاجئين الصحراويين المتواجدين على أراضيها، وفق الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان والبروتوكولات المكملة لها، داعيا إلى تدخل عاجل من قبل منظمة غوث اللاجئين لفك الحصار المفروض على ما وصفها بـ”مخيمات الذل والعار والغبار”، وتمكين الصحراويين الراغبين في العودة من حقهم المشروع في ذلك.
0 تعليق