شهدت قاعة ثروت عكاشة أمسية استثنائية ضمن فعاليات مهرجان الفضاءات المسرحية المتعددة، حيث اختتمت اللجنة العلمية بالمهرجان أعمالها بحفل تكريمي مؤثر للراحل الدكتور علاء عبد العزيز، أستاذ الدراما والنقد، بحضور أسرته ووالدته الحاجة عفاف.
أدار الأمسية المخرج السكندري أحمد صالح، الذي استهل اللقاء برثاء د. علاء، مشيرًا إلى تواضعه ودوره في ربط المسرح بالمجتمع، منذ بداياته في مسرح الجامعة بكلية التجارة بالإسكندرية، وحتى وصوله للتدريس بأكاديمية الفنون.
وتحدثت د. رشا أحمد خيري، زوجة الراحل، قائلة إنها تعيش لحظة فارقة بين الحياة والموت، مستحضرة أثر زوجها وقيمه، ومؤكدة على نُبل مواقفه التي لم يتراجع عنها حتى لو تعارضت مع مصلحته الشخصية.
من جانبه، تحدث المؤلف الشاب يوسف فؤاد عن الكتاب التوثيقي الجديد الذي أعدته اللجنة العلمية عن الدكتور علاء، ويضم شهادات من أصدقائه وزملائه، ومراحل من رحلته الأكاديمية ومسرح الجامعة وسفره إلى إنجلترا. وأكد أن علاء كان يرفض الصورة النمطية للأستاذ الجامعي، وتميز بروح نقدية ساخرة، وهو ما عكسته كتاباته ومقالاته النقدية التي أُدرجت في الكتاب.
كما أشار إلى مشاركة المخرج أحمد حتحوت بترجمة جزء من رسالة الدكتوراه الخاصة بالراحل، بالإضافة إلى تقديمه قصيدة بعنوان "مجرد كلمتين" كمدخل إنساني للكتاب.
وفي القسم الثاني من الأمسية، تم الاحتفاء بمئوية الكاتب ميخائيل رومان والفنان فؤاد المهندس. تحدث الكاتب جمال عبد الناصر عن رومان، مشيدًا بأسلوبه المميز رغم عدم دراسته للمسرح، واهتمامه بالمسرح البرجوازي وترجماته لأعمال آرثر ميلر. وتناول أعماله مثل "الدخان" و"الليلة نضحك" التي دمجت بين الواقعية والتجريب.
كما قدم الشاعر وليد الخشاب، من جامعة يورك بكندا، كلمة مصورة تحدث فيها عن كتابه "مهندس البهجة ولاوعي السينما"، محللًا فيها ثيمات أفلام فؤاد المهندس، لا سيما فترة الخمسينيات حتى السبعينيات، وتناوله لفكرة الازدواجية بين الشخصيات الطيبة والشريرة.
وفي الجزء الثالث، عرضت الكاتبة إيمان سمير ورقة بحثية عن تجربة المخرج جاك نيكول في "شاعرية الجسد"، مستعرضة منهجه غير التقليدي في السينوغرافيا، ومفهومه بأن الجسد يسبق العقل، وأن المشاعر يمكن تجسيدها في الفضاء المسرحي بأبسط العناصر مثل قطعة قماش.
واختتمت الأمسية بكلمة نقدية للدكتور فادي نشأت، الذي أكد أن المهرجان يحمل طابعًا شبابيًا يعكس فقدان لغة الحوار لدى الجيل الجديد، مشيرًا إلى تشتت بعض العروض بسبب سطحية الأفكار. وأوصت اللجنة العلمية بإعداد مادة علمية أو كتاب أكاديمي حول المسرح التشاركي ومسرح الشارع، ليكون مرجعًا متاحًا للشباب وسهلاً الوصول لجمهور السوشيال ميديا.
عروض المهرجان:
-
مسرحية "الشك"
قصة تدور داخل مدرسة أمريكية تابعة للكنيسة، حول خلاف بين المديرة وقس يُتهم بالتحرش، دون دليل ملموس، في عرض يثير تساؤلات عن الشك واليقين.
بطولة: هنادي عبد الخالق، سعيد سلمان، ماري جرجس، نهى عصمت.
إخراج: أحمد حتحوت. -
عرض "المفتاح"
ديو دراما يطرح تساؤلات عن قدرة الإنسان على تجاوز الألم وبناء مستقبل جديد.
بطولة: باسم مجدي ونادية نبيل، إخراج: محمد طارق. -
عرض "جدول الضرب"
مأخوذ عن نص "هو الذي يصفع"، يتناول صراع المثقف مع الابتذال وهروبه إلى عالم السيرك لاكتشاف الحقيقة.
بطولة: ماجد لطفي وعدد من الفنانين، إخراج: محمد فرج.
الجدير بالذكر أن عروض يوم 14 أبريل شملت:
- "حتى لا يطير الدخان" في السادسة مساءً على مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية.
- "حلم ليلى" في الثامنة مساءً بقاعة سعد أردش.
- "الزائر" في العاشرة مساءً على مسرح نهاد صليحة.
وقد أعلنت إدارة المهرجان عن تأجيل حفل الختام ليُقام يوم الخميس 17 أبريل على مسرح سيد درويش بدلًا من الموعد المقرر سابقًا.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق