مع إشراقة أول أيام شهر ذي الحجة، يقبل ملايين المسلمون حول العالم على أيام تعد من أعظم أيام العام في ميزان العبادات والعمل الصالح، حيث أعلنت دار الإفتاء المصرية رسميًا أن اليوم الأربعاء 28 مايو 2025، هو غرة شهر ذي الحجة لعام 1446 هجريًا، وذلك بعد استطلاع الهلال مساء أمس.
أدعية العشر الأوائل من ذي الحجة
ومع هذا الإعلان، تصاعد البحث عن أدعية العشر الأوائل من ذي الحجة، في إشارة واضحة إلى تعطّش النفوس للتقرب من الله في أيام أقسم بها في كتابه العزيز: "وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ"، وفي هذه الأيام المباركة، يفتح باب من الرحمة والمغفرة لا يُغلق، وتزدهر الساعات بالذكر والدعاء، حيث يحرص المسلمون على إحياء سنن النبي الكريم ﷺ، الذي لطالما دعا في هذه الليالي بدعوات جامعة شاملة، تمزج بين رجاء الخير والوقاية من الشر، وتطلب الجنة وتستعيذ من النار
دعاء النبي في العشر الأوائل.. مفاتيح المغفرة
من الأدعية النبوية التي توارثها المسلمون في هذه الأيام، ما نقلته دار الإفتاء عبر منصتها الرسمية، وهو دعاء عظيم يُعرف بين العلماء بـ"الكوامل الجوامع"، لما فيه من شمولية واستيفاء لمعاني الخير والدعاء، يقول فيه النبي ﷺ:
اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك، وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرًا.
كما يتردد على ألسنة المتعبدين دعاء آخر يفيض بخشوع الاستغفار والاعتراف بالضعف الإنساني أمام رحمة الله، وهو:
اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم.
أدعية مستحبة مع فجر هذه الأيام الفضيلة
مع بداية العشر، يكثر المتعبدون من أدعية تحمل في طياتها الأمل والطمأنينة، وتعبر عن شوق للقبول والتوبة، منها:
• اللهم بلغنا عشر ذي الحجة ووفقنا لصيامها وقيامها.
• يا رب، اجعلها أيام رحمة وفتح من نورك.
• اللهم اجعلنا من المقبولين، ولا تحرمنا مغفرتك في هذه الأيام.
• اللهم اجعلها بداية جديدة لقلوبنا.. وفرجًا لكل مهموم.
• يا كريم، ارزقنا ثباتًا في الطاعة ونقاءً في السريرة.
بين العمل والدعاء.. موسم العودة الصادقة
تأتي العشر الأوائل من ذي الحجة كنافذة مفتوحة على السماء، إذ تتعدد فيها الطاعات: من صيام وذكر وصدقة وقيام، لكن يبقى الدعاء هو الحبل الذي يصل العبد بربه دون وساطة، خاصةً حين يردده المؤمن بقلب خاشع وتضرع صادق.
ورغم أن هذه الأدعية مأثورة أو واردة عن النبي ﷺ، إلا أن الفقهاء يؤكدون أن باب الدعاء مفتوح لكل مسلم بصيغته الخاصة، ما دام يحمل نية صادقة وطلبًا من القلب.
ما بعد الدعاء.. دعوة للحياة بقلوب أنقى
مع دخول عشر ذي الحجة، تذكرنا هذه الأيام أن الحياة قد تكون أثقل مما نحتمل، لكن أبواب السماء لا توصد أبدًا أمام من طرقها بالدعاء، ولا ترد يد رفعت خاشعة ترجو مغفرة أو سكينة، عشر ليالٍ فقط، لكنها قد تغير مصير إنسان، وتمسح ذنب أعوام، وتكتب بداية جديدة لقلب ضائع.
ولعل في هذه الكلمات التي يتلوها الناس اليوم سرًا وعلانية، ما يذكرنا أن الخير لا ينضب ما دام الدعاء حيا على الشفاه، والإيمان نابضا في الصدور.
0 تعليق