12:22 م - الخميس 29 مايو 2025
0

تشهد الأسواق المالية العالمية موجة جديدة من القلق والترقب في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية والتجارية، ما يعيد تسليط الضوء على الذهب كملاذ آمن مفضل في أوقات الأزمات. ومع ازدياد الحديث عن فرض رسوم جمركية أميركية جديدة واحتدام الأزمات في عدة مناطق حول العالم، يتعزز الإقبال على المعدن الأصفر كخيار استثماري استراتيجي.
دوافع الصعود:
أسهمت عدة عوامل رئيسية في دفع كبرى المؤسسات المالية إلى رفع توقعاتها لأسعار الذهب، وعلى رأسها مجموعة "سيتي غروب"، التي رفعت السعر المستهدف للذهب خلال الثلاثة أشهر المقبلة من 3150 إلى 3500 دولار للأونصة. وجاءت هذه الخطوة استجابة لمجموعة من المخاطر، أبرزها تصاعد السياسات الحمائية الأميركية، وتصاعد المخاوف بشأن الميزانية الأميركية، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية المستمرة في مناطق مثل أوكرانيا والشرق الأوسط.
توجهات البنوك المركزية والطلب المادي:
من أبرز المحركات التي تعزز من زخم الذهب، تزايد مشتريات البنوك المركزية، خاصة في الأسواق الناشئة، كجزء من استراتيجية تنويع الاحتياطيات وتقليص الاعتماد على الدولار الأميركي. وتشير بيانات الجمارك الصينية إلى ارتفاع واردات الصين من الذهب بنسبة 73% في أبريل مقارنة بالشهر السابق، لتصل إلى 127.5 طن متري، وهو أعلى مستوى منذ 11 شهراً، مدفوعاً بزيادة الطلب الاستهلاكي والاستثماري.
الذهب مقابل الدولار:
ساهم تراجع الثقة في الأصول الأميركية، وتحديداً سندات الخزانة، نتيجة سياسات إنفاقية وضريبية توسعية في الولايات المتحدة، في دعم أسعار الذهب، وسط انخفاض في قيمة الدولار أمام سلة من العملات، ما جعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين من خارج الولايات المتحدة.
سيناريوهات محتملة:
تشير التقارير إلى ثلاثة سيناريوهات رئيسية قد تحدد مسار أسعار الذهب خلال يونيو:
- الاستقرار: مع ترقب الأسواق لاجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في 17 يونيو، وتوقعات بتثبيت أسعار الفائدة بنسبة 94%، من المرجح أن تبقى أسعار الذهب ضمن نطاق محدود، مع تأثير محتمل لملف الرسوم الجمركية.
- الهبوط المحتمل: إذا فاجأ الفيدرالي الأسواق برفع الفائدة نتيجة استمرار التضخم وقوة سوق العمل، أو في حال حدوث تسوية سريعة في النزاعات التجارية، فقد تتراجع أسعار الذهب، رغم أن قوة الطلب من البنوك المركزية تشكل حاجزاً أمام أي هبوط حاد.
- الصعود المتجدد: في حال تباطؤ النمو الاقتصادي، أو زيادة حدة التوترات الجيوسياسية، أو تصحيح حاد في أسواق الأسهم، قد تشهد أسعار الذهب قفزة جديدة نحو مستويات قياسية.
في ظل تزايد التوترات التجارية والجيوسياسية، وتراجع الثقة في السياسات الاقتصادية العالمية، يعود الذهب إلى الواجهة كأحد أكثر الأدوات الاستثمارية ثباتًا وأمانًا. ومع استمرار البنوك المركزية في تعزيز احتياطاتها من المعدن النفيس، يُرجّح أن يبقى الذهب في صدارة الخيارات خلال المرحلة المقبلة، مدعوماً بعوامل هيكلية ومخاطر متصاعدة تعيد تشكيل المشهد المالي العالمي.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق