بـ 1000 دولار.. السجن مدى الحياة لأم باعت ابنتها بجنوب أفريقيا

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أصدرت محكمة جنوب أفريقيا اليوم (29 مايو 2025) حكماً بالسجن مدى الحياة على الأم "راكيل كيلي سميث" (35 عاماً) واثنين من شركائها، بعد إدانتها باختطاف ابنتها البالغة ست سنوات، "جوشلين سميث"، وبيعها بمبلغ 20 ألف راند (1,100 دولار) لمعالج تقليدي مهتم "بعينيها الخضراوين وبشرتها الفاتحة"، فيما لم يُعثر على الطفلة حتى الآن، رغم عمليات البحث المستمرة عبر الحدود.

 من الاختفاء إلى كشف المؤامرة

اختفت جوشلين من منزلها في بلدة "خليج سالدانيا" (شمال كيب تاون) في فبراير 2024، فيما أطلقت الأم في البداية نداءات استغاثة مؤثرة، ما أثار تعاطفاً شعبياً وحملة بحث وطنية ضخمة، بلغت ذروتها بعرض وزير مكافأة مليون راند (54 ألف دولار) لمن يعثر عليها.

وتحولت القضية عندما كشف الادعاء أن سميث خططت للجريمة منذ 2023، حيث أبلغت قسيساً محلياً بنيتها بيع الطفلة، وفق شهادته في المحاكمة.

غياب الندم وصدمة التفاصيل في المحاكمة 

خلال جلسة الحكم التي استمرت ساعة، وصف القاضي "ناثان إيراسموس" المتهمة بأنها "لم تبدِ أي ندم أو قلق" على مصير ابنتها، مؤكداً أن الجريمة "لا تستحق إلا أقسى عقوبة". إلى جانب السجن المؤبد، حُكم على المتهمين (شريك حياتها وصديق مشترك) بعشر سنوات بتهمة الخطف، وتسجيل أسمائهم في "سجل حماية الطفل".

وفي مشهد مؤثر، حضرت جدة الطفلة مرتدية قميصاً أبيض يحمل صورة جوشلين، بينما هتفت القاعة عند النطق بالحكم.

الخلفية السوداء.. لماذا بيعت جوشلين؟

اتهم الادعاء الأم ببيع الطفلة لـ"سانجوما" (معالج تقليدي)، يُعتقد أنه أراد استخدام خصائصها الجسدية في طقوس غامضة، وهو اتجاه مقلق في بعض الممارسات التقليدية بجنوب أفريقيا. 

ورغم ذلك، لم تكشف المحكمة هوية المشتري أو مصير الطفلة، ما يترك جرحاً مفتوحاً في قلب الأسرة والشرطة التي وسعت البحث خارج البلاد.

جريمة بيع الأطفال في جنوب أفريقيا

رغم ندرة الحالات المماثلة في الوثائق الرسمية، تشير تقارير منظمات حقوق الطفل إلى أن الفقر والبطالة (بنسبة 34% في جنوب أفريقيا) يدفعان بعض الأسر إلى استغلال الأطفال، وإن لم يصل إلى حد البيع المباشر. ففي 2023، سجلت "اليونيسف" ارتفاعاً في تهريب الأطفال عبر الحدود لأغراض العمل القسري أو الاستغلال الجنسي، لكن حالة جوشلين تظل استثنائية بسبب تورط الأم مباشرة.

معدلات الجريمة واختطاف الأطفال في جنوب أفريقيا

تسجل الدولة أحد أعلى معدلات الجريمة عالمياً، مع تصاعد مقلق في خطف الأطفال: 17 ألف حالة اختطاف في 2023/2024، بزيادة 11% عن العام السابق، ووفق إحصائيات الشرطة، تُستهدف الفتيات تحديداً في جرائم الاتجار بالبشر، حيث يُختطفن لاستغلالهن في شبكات الدعارة أو العمل غير القانوني.

مستقبل مجهول لجوشلين

رغم مرور عام على اختفائها، تواصل الشرطة عمليات البحث على مستوى دولي، مستخدمة صور الطفلة التي انتشرت على نطاق واسع: "شعر بني ضفائر، عينان خضراوان، وابتسامة عريضة"، لكن عدم الكشف عن هوية المشتري يزيد من تخوفات الناشطين من أن تكون قد نُقلت إلى دول مجاورة مثل موزمبيق أو زيمبابوي، حيث يصعب تتبع ضحايا الاتجار.
==

مصادر التقرير:

فرانس برس، النهار، الإمارات اليوم، بوابة الوسيط

 

أخبار ذات صلة

0 تعليق