تصريحات إيهود أولمرت حول تصرفات الجيش الإسرائيلي في غزة
في موقف تاريخي من أحد القادة الإسرائيليين السابقين، أدلى إيهود أولمرت، رئيس الوزراء الأسبق، بتصريحات لاذعة انتقد فيها التصرفات العسكرية الإسرائيلية خلال العمليات الجارية في قطاع غزة. وأبرز أولمرت أنه لم يعد بإمكانه الدفاع عن أفعال إسرائيل أمام المجتمع الدولي، في ظل تصاعد الاتهامات بارتكاب جرائم حرب، مشيرًا إلى أن ما يحدث هو “قتل عشوائي بلا مبرر”.
انتقادات عنيفة للحرب والعمليات العسكرية
في حديثه مع قناة “سي إن إن”، وصف أولمرت الحملة العسكرية في غزة بأنها تحولت إلى حرب تدميرية غير مميزة، تؤثر بشكل كبير على المدنيين. وأكد أن الأفعال التي تُرى على الأرض تشير إلى مستوى غير مسبوق من العنف، مع سقوط أعداد كبيرة من الضحايا بين النساء والأطفال، مما يعد انتهاكًا صارخًا لأي قيم إنسانية أو أخلاقية. وقد أشار أيضًا إلى أن العمليات العسكرية كان يجب أن تتوقف منذ زمن، ولكنه لم يعد قادرًا على تبرير تلك الأكاذيب التي تفيد بأن الجيش الإسرائيلي لا يستهدف المدنيين عمداً.
كما نشر أولمرت سابقًا مقالًا في صحيفة “هآرتس”، حذر فيه من أن التصعيد العسكري الإسرائيلي في غزة يقترب من مستوى جرائم الحرب ضد الفلسطينيين، مؤكداً أن الضربات الجوية الإسرائيلية لا تميز بين الأهداف العسكرية والمدنيين. وقد شهدت تصريحاته الأخيرة هجومًا واضحًا ضد حكومة بنيامين نتنياهو، معبرًا عن أمله في نهاية هذه الإدارة قريبًا، وانتقد بشكل خاص سياسات وزيري اليمين المتطرف، مؤكدًا أنها تضر بسمعة إسرائيل في العالم.
وجه أولمرت أيضًا رسالة إلى الإدارة الأمريكية، مشيرًا إلى أن الرئيس السابق ترامب كان ليكون أكثر حزماً في الضغط على إسرائيل لوقف العمليات العسكرية، على عكس موقف الرئيس الحالي بايدن. ولفت النظر إلى أن استمرار العمليات العسكرية يقود إسرائيل نحو عزلة متزايدة على الصعيدين الأخلاقي والسياسي، مشددًا على أن الكثير من الإسرائيليين يشعرون بالإرهاق وفقدان الثقة بسبب السياسات الحالية.
ختامًا، اعتبر أولمرت أن هذه السياسات تؤدي إلى تدهور سمعة الدولة وعزلتها الدولية، مما أثار ردود فعل واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي. ووصف كثيرون تصريحاته بأنها “إدانة داخلية” للحكومة الإسرائيلية، وقد تحمل رسالة واضحة للمجتمع الدولي تعبر عن تراجع دعم جزء كبير من الإسرائيليين لاستمرار الحرب على غزة.
0 تعليق