قال الكاتبة والإعلامية شاهندة عبد الرحيم، إن والدها الكاتب الصحفي عبد الرحيم علي كان مشجعا لبناته على الدوام، وكان دوما ما يُطلق على كل منهن صفة للتحفيز والتشجيع؛ وفي الوقت نفسه، كان حريصا على إفهامهن طبيعة عمله والمخاطر المحيطة به، منعا لبعض الأحاديث السلبية التي كانت تصل إلى مسامعهن من بعض الزملاء أو المدرسين خلال فترة الدراسة.
جاء ذلك خلال حفل توقيع ومناقشة كتاب "بنت أبوها" في مقر مؤسسة "البوابة نيوز" لمؤلفته الدكتورة غادة عبد الرحيم، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة القاهرة، الصادر عن دار "صفصافة" للنشر. وشارك في المناقشة الناقد الأدبي الكبير الدكتور يسري عبد الله، أستاذ الأدب والنقد بجامعة حلوان، الذي تناول البُعد الأدبي والنفسي في الكتاب، بحضور الكاتب الصحفي عبد الرحيم علي رئيس مجلسي إدارة وتحرير مؤسسة "البوابة" ونخبة من الشخصيات العامة والمثقفين.
البُعد الأدبي
وأضافت: "أتذكر عندما كنت لا أزال في المرحلة الابتدائية، وفوجئت باستدعاء في غرفة المدرسين. يومها سألوني "لماذا يُعادي أبيك الدين؟ لماذا يتشدق بكلمات الكُفر؟ وكنت وقتها طفلة لا تُدرك معنى هذه الاتهامات الخطيرة ولا تعرف سوى أن أباها صحفيا كبيرا يحل ضيفا على وسائل الإعلام".
وتابعت: "في ذلك اليوم أدركت كم أن أبي شخص استثنائي. ورغم أني لم أدرك حينها ما يفعله لكني قررت أن أتحدث إليه، وعندما عدت إلى المنزل حكيت له ما حدث، وفوجئت ببساطته، عندما جلس معي وشرح لي فحوى المناظرة التلفزيونية التي شاهدها المدرسون ودفعتهم إلى هذا الظن به. وحكى لي عن هذه المناظرة".
وأكدت شاهندة: "في ذلك اليوم استقر في وجداني كم أن أبي رجلا مختلفا يخوض معارك قد لا يجرؤ غيره على الاقتراب منها".

كتاب "بنت أبوها"
"بنت أبوها" ليس مجرد كتاب بل شهادة حب وامتنان خالدة، تنقل عبر سطورها علاقة فريدة بين أب وابنته، تتجاوز المألوف، وتغوص في عمق الأبوة الحنونة التي تشكل وجدان فتاة، وتُعيد تعريف الأمان من خلال عيون والدها.
ووفق الناشر، يقدّم الكتاب رحلة وجدانية عميقة عن علاقة من نوع خاص، تُروى بصدق ودفء نادرين، وتجسد معاني الحب الناضج، والدعم غير المشروط، والإلهام الذي يبدأ من أول بطل في حياة الفتاة، والدها.
وقد جاء إهداء الكتاب مؤثرًا واستثنائيًا، حيث كتبت الكاتبة:
"إلى كل فتاة ترى في والدها عالمها الأول وملاذها الأخير…
بين نظراته كانت ترى الأمان، وفي صوته وجدت الوطن، فكيف للقلب أن ينبض بعيدًا عن نصفه الذي علّمه الحب؟”
إلى من عاشت الحكاية، وإلى من ستجد فيها ظلّها… هذه الصفحات لكِ.
إلى أول بطل في حياة ابنته، وسندها الذي لا يميل…
هو الأمان حين يخذلها العالم، والضوء حين يعتم الطريق، والصوت الذي يحفظ طفولتها حتى حين تكبر. هو الأب… القلب الذي لا يتغير، والحب الذي لا ينقص.
إلى أبي، عبد الرحيم علي…
"كنتَ لي أكثر من أب… كنتَ الحكاية التي لن تتكرر، والسند الذي لا يميل، والملاذ الذي لا يُغلق بابه أبدًا.
في وجودك، كان العالم أكثر دفئًا، وأكثر أمانًا، وأكثر عدلًا.
كنتَ رجلًا بحجم الحلم، وملحمة أبوة لا تشبه غيرها.
وأرويها بفخر، وأحملها في قلبي عمرًا بأكمله،
وأحكيها لأولادي وأحفادي في المستقبل…
ستبقى دائمًا أنت أصل الحكاية".
0 تعليق