خلال ندوة "حقوق الإنسان فى زمن الحرب على الإرهاب والأزمات الاجتماعية.. بين المثالية والواقعية".. عبد الرحيم على: نتحاور مع أوروبا لكشف أهداف الجماعات الإسلامية.. ونفهم هذه الجماعات أكثر من الغرب

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

من أهم الندوات التى عقدها مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، ندوة بعنوان «حقوق الإنسان فى زمن الحرب على الإرهاب والأزمات الاجتماعية.. بين المثالية والواقعية». 

شارك فى هذه الندوة كلٌ من المشرف العام على الطبعات الفرنسية لـ«البوابة»، والجنرال «روبير بريس»، القائد السابق للقوات الفرنسية بيوغوسلافيا، والمدير السابق للمتحف الحربى «الانفاليد»، والرئيس الحالى لمؤسسة نابليون، والروائى والكاتب بصحيفة «لوفيجارو» جيلبير سينويت، أحد الصحفيين الذين رافقوا الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، أثناء زيارته قبل الأخيرة لمصر.

شارك فى الندوة، رولان لومباردي، من المعهد القومى الفرنسى لدراسات وأبحاث العالمين الإسلامى والعربي، ومايا خضري، الباحثة والكاتبة بصحيفة «لوفيجارو». بالإضافة إلى الجنرال برنارد لوى فليملان، مدير عام إدارة الأسواق الخارجية فى مجموعة «جيوديس» الصناعية الفرنسية، وميشيل نجيب سيدهم، الصحفى بجريدة لوموند، وليلى المر من جريدة «يورونيوز»، والجنرال لوى بيير فليمان، مسئول المشتريات فى مجموعة جيوديس الصناعية الفرنسية، وكريستيان جمبوتي، مدير تحرير موقع «أفريقيا إنتيلجنس»، والبروفيسور بيير براندا، أستاذ التاريخ بجامعة السوربون، وفابيولا بدوى، مراسلة صحيفة البيان الإماراتية من باريس، ومونيكا جورج، من شركة بيوبلوسيس للإعلانات.

عبدالرحيم على: نتحاور مع أوروبا لكشف أهداف الجماعات الإسلامية.. ونفهم هذه الجماعات أكثر من الغرب

قال الكاتب الصحفى عبدالرحيم علي، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط "سيمو"، إن العرب يجب أن يكونوا منفتحين بشكل كامل على الغرب.

 وتابع: "لماذا ندع الغرب يفهموننا بشكل خاطئ طوال الوقت؟، يجب معرفة كيف نشأت الحركات الإسلامية لدينا، وهل هى حركات ديمقراطية تناضل من أجل الإنسان، وبالتالى نقف جانبها ونجعلها تصل إلى السلطة، أم هى عكس ذلك تماما".

وأضاف عبدالرحيم، خلال كلمته فى الندوة "لهذا السبب أسسنا مركز دراسات الشرق الأوسط، واخترنا باريس لكى تكون قريبة من القارة الأوروبية بأكملها، ونحن لسنا مؤسسة اجتماعية، ونقدم دراسات سياسية وليست اقتصادية، إضافة إلى العديد من الندوات والمؤتمرات والكتب المترجمة والمواقع الإلكترونية".

وتابع عبدالرحيم علي، قائلًا: "ذهبت إلى الناس فى البرلمان الأوروبى ومجلس الشيوخ والنادى الصحفى فى باريس والأمم المتحدة، ونظمنا العديد من المؤتمرات، إضافة إلى فكرة الإفطار الأسبوعى فى "سيمو"، وتواصلنا مع كثير من الصحفيين الفرنسيين، وكل ما نريده هو الحوار المشترك على أرضية علمية لا علاقة لها بدول أو إنجازات معينة.

وأكد "علي" أن الهدف هو الوصول إلى وجهات نظر مشتركة، حول تلك الجماعات الإسلامية فى المنطقة العربية، ومعرفة أهدافها.

وقال عبدالرحيم علي، إنه لا يتحدث عن دولة أو نظام أو فريق سياسى بعينه، ولكن حديثه عن الإسلام السياسى فى العصر الحالى يأتى نظرًا لخبرته الكبيرة فى هذا المجال، مشيرًا إلى أنه يعمل بمجال الإسلام السياسى منذ أكثر من ٣٥ عامًا، ويمتلك من الخبرات ما تؤهله ليكون أفضل من غيره فى الحديث عن الحركات الإسلامية أكثر من الغرب. 

وأضاف "علي": "نحن ندعى أننا نفهم تلك الحركات الإسلامية، بشكل أكثر من الغرب، لأن هذه الحركات انطلقت من الدين الإسلامى الذى هو ديننا ومن تاريخنا العربى الذى نشأنا منه" متسائلًا: "كيف للغرب أن يعلمون أكثر عن الحركات الإسلامية؟".

وتابع: "بأى حق وأى صفة يستطيع الغرب فهم الحركات الإسلامية أكثر منا، فكيف لهم أن يفهموا الدين الإسلامى واللغة العربية أكثر منا، وبالتالى نحن ندعى أننا الأكثر فهمًا للحركات الإسلامية، نريد أن ندير حوارا معكم عنها فى قضيتنا اليوم عن حقوق الإنسان".

حوار مشترك 

وقال علي، إن حقوق الإنسان فى الشرق الأوسط ليست مثل نظيرتها فى الغرب، مشيرًا إلى أن حقوق المثليين على سبيل المثال يتم النظر لها فى الغرب بطريقة عكس ما نتابع فى دولنا، نظرًا لعاداتنا والأسس التى تربينا عليها.

وطالب "علي" بوجود حوار مشترك للوصول لأرضية يحترم فيها كل شخص عادات وتقاليد الآخرين والموروثات الثقافية والدينية فى كل مجتمع، موضحًا أن فكرة الندوة جاءت له خلال متابعته لمؤتمر الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون، عندما تحدث ماكرون عن احترام حقوق الإنسان فى مصر، وجاء رد الرئيس السيسي، قائلًا: "لكى تفهمونا يجب أن تنظروا لنا بعيوننا وليس بأعينكم، فالحكومة المصرية تجاوزت الحديث عن حقوق الإنسان وأصبحنا ننظر لحقوق السكن والمواطنة والتعليم والصحة والحق فى الرعاية".

وقال عبدالرحيم علي، إن الإخوان أعطوا مليارات الدولارات لكى يشتروا البرلمان الأوروبي، مضيفا أنهم فى اعتقادهم أننا لا نعلم كل هذا ولكن "دبة النملة" التى تحدث فى أوروبا نعرفها وتصل إلينا.

وتابع عبدالرحيم على قائلًا إنه عندما كان فى الثلاثينيات من عمره، أجرى حوارًا مع المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية، وسأله عن رأيه فى المجتمع الغربي.

وأوضح "علي": طلب المرشد العام أن أغلق التسجيل، وقال لي: "دول كفرة"، ولكن عندما أعاد تشغيل التسجيل مرة أخرى غيّر كلامه، وقال إن المجتمع الغربى إخوة للإخوان، متابعًا: "الإخوان لهم وجهان، وجه يظهرونه هنا أمام المجتمع الأوروبي، والوجه الآخر داخل الجماعة فيما بينهم".

وقال عبدالرحيم علي، إن عناصر جماعة الإخوان يتظاهرون بأنهم يحترمون المرأة، ولكن فى الحقيقة هم عكس ذلك تماما، مؤكدا أن الدليل على عدم احترام الإخوان للمرأة، أنها لم يكن لها منصب سياسى داخل الجماعة أبدا.

وأوضح أن الدليل أن الإخوان لم يحترموا المرأة، أنها لم تصل أبدا إلى أى منصب فى مكتب الإرشاد بالجماعة، حتى بعد القيام بثورة ٣٠ يونيو العظيمة، ولم تأخذ المرأة نصيبا سياسيا داخل الجماعة.

صحفى فرنسى يطالب الغرب بترك العالم العربى يعيش فى سلام وعدم التدخل فى المنطقة العربية

قال جيلبير سينويت، أحد الصحفيين الذين رافقوا الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، خلال زيارته قبل الأخيرة لمصر: إنه يجب على العالم الغربى ألا يتدخل فى العالم العربى لاختلاف هويته الخاصة به، فيجب أن نتركهم يعيشون فى سلام. وأكد أن العالم الغربى لا يعى الطبيعة المعقدة فى العالم العربي، فعند التدخل فى أمر العراق فإننا نتدخل فى عالم الأكراد من سُنة وشيعة إلى آخره. 

وتابع سينويت، أننا إذا عدنا بالتاريخ فى مصر إلى وقت الاستعمار وقناة السويس التى كانت على المحك، فالغرب وقتها لم يفهم ما يحدث فى القاهرة، وماذا يعنى هذا التراث السكانى والحضري، فمصر وقتها كانت "الأندلس"، فمصر أيضا بلد معقد ولا يجب التدخل فى شأنها لعدم معرفة هويتها وما تواجهه. 

وأوضح جيلبير سينويت أن الديمقراطية فى الشرق لن تكون على غرار الديمقراطية الموجودة فى فرنسا أو فى الغرب. وأضاف "سينويت" أنه من الضرورى أن يعيد الغرب تعريف مصالحه الحيوية، فى المنطقة حتى تستطيع المجتمعات العربية أن ترى بأنه ليس هناك نية للتحكم بها، موضحًا أنه يجب ألا يفرض الغرب شروطه على المنطقة.

وتابع: "أنه لا بد من القول بصراحة أنه لا توجد حاجة لتدخل الغرب فى المناطق العربية، لكى نجعل العالم العربى يتحكم بمصيره وعلينا ألا نتدخل كغربيين، لأننا سنذهب لكارثة إنسانية مثلما نرى بشكل عام فى البلدان العربية".

وقال جيلبير سينويت إن الرئيس عبدالفتاح السيسى يتصرف بقدر الاستطاعة ويبذل كل ما فى وسعه لإيجاد حلول لكل العقبات التى تواجه مصر، مضيفا أن ما نطالب به فى مصر هو انفتاح الأحزاب السياسية. 

وأوضح سينويت، أننا لا نريد أن نعود إلى وقت الإخوان، فلم يكن وقتها غير الحزب الخاص بهم، لذلك هم من تقلدوا الحكم فى مصر، فلم يكن غير حزب "الإخوان" على الساحة، متابعا أن العالم العربى يعيش حالة صعبة ولا بد من انفتاح المجال أمام حرية الرأى والتعبير. 

صحفية فى «لوفيجارو»: جماعة الإخوان تستغل حقوق الإنسان فى خداع أوروبا

مايا خضرى: مصر بلد النهضة والسينما والتعددية الدينية.. ويجب التعامل السمح مع مميزات الداخل المصرى

كشفت مايا خضري، الباحثة والكاتبة بصحيفة "لوفيجارو"، كيفية استغلال جماعة الإخوان الإرهابية لحقوق الإنسان فى الغرب، مشيرة إلى أن بداية الإخوان جاءت من عقيدة أن "المسلم من حقه أن يعيد نشر الإسلام وأن كل مسلم مهمته تعليم العالم بمبادئ الإسلام ويجتهد حتى يقوم بهذه المهمة ويضحى بكل ما لديه".

وأضافت "خضري"، أن عقيدة الإخوان ظهرت منذ بدايتهم عن طريق اتجاههم للغرب، ويعتبرون أنفسهم أهم من الغرب، ويطلقون على أنفسهم "بأنهم الحضارة وأنهم من تم استعمارهم وأصبحوا ضحايا، وبهذا يتمكنون من فرض أنفسهم فى مناطق أوروبا".

وأشارت إلى أن هذه الاستراتيجية اتبعها طارق رمضان حفيد حسن البنا، عقب عقود كبيرة، موضحة أن الإخوان حاولوا فرض مبادئهم، واستراتيجياتهم بالنسبة للغرب، حيث إن هذه المنطقة جعلتهم ضحايا، بحسب منطقهم، واتجهوا لما يسمى إعادة أسلمة الدول الغربية وقتل الكفار وإعادة تأسيس الخليفة عبر الأمة، وأسلمة العالم هو هدفهم الأسمى غير الطبيعي، وتطبيقه يكون عبر الجهاد الذى يمثله الإرهاب الحربي، مثل داعش وغيره.

وأكدت مايا خضري، أن كل ما بدأه حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان، ما زال موجودا ومستمرا، والإخوان يستغلون مسألة حقوق الإنسان فى الغرب ويتم استخدام وسائل الإعلام للوصول إلى أهدافهم وعرض وجهات نظرهم غير الصحيحة.

وأضافت أنهم يتحدثون عن حقوق الإنسان، بينما حفيد طارق البنا متورط فى قضايا تحرش بنساء فرنسيات، وهو أمر لا يمت لتعاليم الإسلام بِصلة، ورغم ذلك يدافعون عنه.

كما تابعت أن مصر بلد النهضة والسينما وحرية التعبير، ويجب العودة لما فيها من تعددية دينية والتعامل السمح مع هذه التعددية فى الداخل المصري.

عبدالرحيم على: ساركوزي ساعد الإخوان ليصبحوا دولة داخل فرنسا

 منظمة «مسلمى فرنسا» الإخوانية اختطفت الإسلام.. ويجب تفكيكها وحظر جمعياتها

قال عبدالرحيم علي، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس: إن الرئيس الفرنسى الأسبق ساركوزى أعطى تنظيم الإخوان الأداة الشرعية لاختطاف الإسلام والمسلمين فى فرنسا فى وضح النهار، وإعادة تشكيل أطرهم التنظيمية ليصبحوا دولة داخل الدولة، تستطيع استخدام تمثيلها للمسلمين فى أغراض التنظيم الانفصالية.

وأضاف عبدالرحيم علي، فى ندوة من ندوات مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، أن الدليل على ذلك أنه عندما قاموا باختيار تركى هو "أحمد أوغراس" لرئاسة المجلس الفرنسى للديانة الإسلامية"، فى ٢٠١٧ على الرغم من القلة العددية للأتراك واستمرار سيطرة المغرب والجزائر على المجلس طوال ١٤ عاما، سبقت هذا التاريخ منذ إنشائه عام ٢٠٠٣.

وأوضح أنه لهذا كله فإن أى حل أو تعامل مع أزمة ما يسمى بالإسلام الفرنسى يجب أن يبدأ بمواجهة هذا التنظيم الإخوانى وفرعه فى فرنسا "اتحاد مسلمى فرنسا"، وتفكيك بنيته وتجفيف منابع تمويله، وحظر جمعياته، وإلا أصبح كمن يدور فى الفراغ، ثم يعود إلى المربع رقم واحد فى كل مرة للبدء من جديد، وهو ما وقعت فيه كل تلك التجارب التى ذكرتها سابقا، وربما تقع فيها تلك التى لم تبدأ بعد.

وتابع "علي"، أن تفكيك هذا التنظيم الذى يختطف الإسلام والمسلمين فى فرنسا لا يكون فقط بحظر هياكله وجمعياته وتجفيف منابع تمويله، وإنما أيضًا عبر تفنيد الأفكار التى يستخدمها فى تجنيد عناصره، وكذا كشف مراوغة قياداته عبر مواجهتهم فى حلقات حوار جادة ومعمقة وعلنية تدور حول الأسس الفكرية التى يؤمنون بها والتى تؤدى فى نهاية المطاف إلى مفهوم الانفصالية.

وقال: لنجاح تلك الاستراتيجية يلزم لمنفذها الالتزام بثلاثة أمور أساسية، الأول: عدم الخلط بين الإسلام كدين وبين ذلك التنظيم الذى يختطفه والتعامل مع الأزمة باعتبارها أزمة اختطاف منظم للدين الإسلامى وليس أزمة بنوية يعانى منها الدين أو المسلمين، وهذه المعالجة تتفادى خطاب المظلومية والإسلاموفوبيا الذى سرعان ما ستلجأ إليه كوادر وقيادات وأبواق تنظيم الإخوان إعلاميا فى مواجهة تلك الإجراءات.

والثاني: أن تتم عملية المواجهة على أرضية الوحدة المجتمعية لأنصار ومواطنى وسياسى الجمهورية الفرنسية؛ فلا يجوز ولا يصح أن يتخلل عملية المواجهة تلك أى نوع من الاحتراب السياسى بين المتخاصمين سياسيا من الأحزاب والتيارات السياسية الفرنسية المختلفة لأن القضية ببساطة تمثل قضية أمن قومى لفرنسا فى المقام الأول، مثلها مثل قضية الإرهاب واستخدام العنف فى مواجهة المواطنين السلميين.

والثالث: الكف عن التعامل مع قضية بناء إسلام فرنسا كما تم التعامل مع النموذج اليهودى فى عام ١٨٠٦، لأنهم بذلك كمن يستخدم "وحدة قياس المسافة لقياس الكثافة".

أخبار ذات صلة

0 تعليق