في أجواء ربيعية خلابة، ومع نسيم نهر النيل العليل، تحوّلت القوارب النيلية الصغيرة إلى ملاذ شعبي للعائلات البسيطة، الباحثة عن فسحة رخيصة تُدخل البهجة على قلوبهم في شم النسيم، حيث لا تتجاوز تكلفة الرحلة 10 جنيهات للفرد.
من كورنيش النيل في سوهاج إلى مناطق متفرقة في بقلب نهر النيل، يصطف المواطنون منذ الصباح الباكر يوم شم النسيم، حاملين معهم الملوحة والبصل الأخضر والبيض الملون، في مشهد سنوي يعكس البهجة المصرية الأصيلة.
الفرحة مش بالفلوس.. بالنيل والونس







يقول "عم سعيد"، العامل المسؤول عن تذاكر الرحلات النيلية البسيطة والذي يعمل على النيل منذ 20 سنة: "يوم شم النسيم ده يوم رزق وخير.. الناس بتيجي تفرح، والأطفال يلعبوا، ونلف بيهم في النيل رُبع ساعة أو نص ساعة بـ10 جنيه بس.. أهم حاجة الفرحة".
رغم بساطة الفسحة، إلا أن الضحكات العالية على صوت المزيكا الشعبية، ورائحة الأكل البلدي، تصنع لوحة إنسانية دافئة، تؤكد أن سعادة الناس لا تحتاج إلى تكلفة عالية، فقط بعض الهواء النقي ومشهد الغروب على صفحة النيل.
المراكب الشعبية تنتصر على المولات
في وقت أصبحت فيه الخروجات مرتبطة بالمولات والكافيهات المكلفة، ظل النيل محتفظًا بسحره وخصوصيته، حيث يجذب البسطاء الذين يجدون فيه فسحة تُشبههم وتناسب ظروفهم.
وتشهد تلك الرحلات النيلية إقبالًا متزايدًا في الأعياد والمواسم، خاصة من الشباب والعائلات التي تبحث عن بديل غير مكلف ومليء بالحياة.
شم النسيم.. يوم مصري بطعم النيل
هكذا، يُعيد المصريون صياغة الفرحة على طريقتهم الخاصة، حيث يتحوّل نهر النيل إلى كرنفال شعبي مفتوح، ترقص فيه الأمنيات على سطح الماء، وتغني فيه الضحكات بصوت عالي.. فسحة نيلية بـ10 جنيهات، لكنها بثمن الذكرى.
0 تعليق