السبت 31 مايو 2025
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
تقارير وتحقيقات

دخل نادى باريس سان جيرمان لكرة القدم (PSG) فى عاصفة جديدة من الجدل، حيث يتساءل المعلقون والمحللون عما إذا كانت الملكية القطرية لعملاق كرة القدم الفرنسى قد تربطه بشبكات إسلامية أوسع نطاقاً، بما فى ذلك جماعة الإخوان المسلمين. تنبع هذه التساؤلات من علاقات قطر الدولية الموثقة ودعمها للحركات الإسلامية، مما يثير مخاوف بشأن الرياضة والسياسة ونفوذها فى كرة القدم الأوروبية.
منذ تأسيسه عام ١٩٧٠، تطور باريس سان جيرمان من نادٍ باريسى محلى إلى علامة تجارية عالمية، ولا سيما بعد استحواذ شركة قطر للاستثمارات الرياضية (QSI) عليه عام ٢٠١١، وهو صندوق مدعوم من الدولة ومرتبط ارتباطاً وثيقاً بأمير قطر. واليوم، يتجاوز نفوذ باريس سان جيرمان الحدود الفرنسية، بملاعبه المكتظة فى جميع أنحاء أوروبا ومتابعيه الدوليين. هذا الصعود الصاروخي، من نواحٍ عديدة، يعكس طموح قطر فى إبراز دورها على الساحة العالمية.
صلة مستمرة
ذكر التقرير الحكومى الحديث عن جماعة الإخوان المسلمين والإسلام السياسى فى أوروبا قطر كداعم رئيسى للحركات الإسلامية ما لا يقل عن ١٥ مرة. وحدد التقرير نفسه ١٢٧ اتحادًا رياضيًا فى فرنسا يُشتبه فى صلتها بمنظمات انفصالية أو إسلامية. ومع ذلك، وبينما استكشف التقرير مجموعة واسعة من الاتحادات، إلا أنه لم يتطرق مباشرةً إلى باريس سان جيرمان، وهو إغفال صارخ، كما يقول النقاد، بالنظر إلى مكانة النادى الفريدة وملكيته القطرية. على الرغم من كونه كيانًا تجاريًا وليس اتحادًا تقليديًا، يجادل البعض بأن صعود باريس سان جيرمان تحت الإدارة القطرية كان ينبغى أن يخضع لنفس التدقيق، لا سيما فى ضوء المخاوف الأوسع نطاقًا بشأن النفوذ والشفافية ودمج السياسة والرياضة.
قوة مالية هائلة
تقزم ميزانية باريس سان جيرمان لموسم ٢٠٢٤-٢٠٢٥، المقدرة بمبلغ مذهل قدره ٨٦٠ مليون يورو، منافسيه فى الدورى الفرنسي. على سبيل المثال، لا تكاد ميزانيات ١٣ ناديًا آخر فى الدورى الفرنسى تُعادل ميزانيات باريس سان جيرمان المالية. أندية مثل أنجيه، بميزانية لا تتجاوز ٢٥ مليون يورو، وأخرى مثل لوهافر وأوكسير وبريست، تعانى من عجز مالى كبير، مما يزيد من اختلال التوازن التنافسى فى الدوري. وقد أدت هذه الهيمنة إلى اتهامات بأن كرة القدم الفرنسية، التى تُعلى تقليديًا من قيم الحرية والمساواة والإخاء الجمهورية، تتخلى عن مبدأ المساواة. ويُشبّه النقاد منافسة باريس سان جيرمان مع بقية أندية الدورى الفرنسى بمباراة ملاكم من الوزن الثقيل ضد منافسه من وزن الذبابة، وهى مباراة غير عادلة فى أى رياضة احترافية.
على الرغم من هيمنته المحلية، لا يزال سعى باريس سان جيرمان للفوز بدورى أبطال أوروبا - ما يُسمى "بأمر الأمير" - دون تحقيق. استقطب النادى نجومًا عالميين مثل ليونيل ميسى ونيمار، إلا أن المجد الأوروبى أفلت من بين يديه مرارًا وتكرارًا، مما أثار تساؤلات حول الإرث الحقيقى للاستثمار القطري.
عقوبات أم إصلاح؟
أثار غياب أى تحقيق فى صلات باريس سان جيرمان المحتملة بالإسلام السياسى أو جماعة الإخوان المسلمين جدلًا فى وسائل الإعلام والأوساط السياسية الفرنسية. ودعت بعض الأصوات إلى اتخاذ إجراءات جذرية، بما فى ذلك حل أو تأميم باريس سان جيرمان، أو هبوطه إلى درجات أدنى، أو حتى طرد قيادته القطرية لاستعادة التوازن والمنافسة فى كرة القدم الفرنسية. فى حين أن هذه الدعوات لا تزال مثيرة للجدل، إلا أنها تعكس قلقًا متزايدًا بشأن تقاطع الملكية الأجنبية والنزاهة الرياضية والنفوذ السياسي.
مع استمرار النقاش، يقف باريس سان جيرمان في قلب نقاش أوسع: هل النادي مجرد قوة كروية مدفوعة بالطموح والاستثمار، أم أن ملكيته القطرية تستحق تدقيقًا أكبر في سياق المخاوف بشأن النفوذ الإسلامي والسلطة السياسية في أوروبا؟
في الوقت الحالي، لا تُظهر هيمنة النادي - والأسئلة المحيطة بها - أي علامات على التلاشي، مما يؤكد الحاجة إلى الشفافية والتنظيم الصارم والنقاش المفتوح حول مستقبل كرة القدم الفرنسية والأوروبية.
0 تعليق