انطلقت اليوم، في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، أعمال ندوة الحج الكبرى في دورتها الـ49، تحت عنوان "الاستطاعة في الحج والمستجدات المعاصرة"، والتي تقام تحت رعاية الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وشهدت فعالية اليوم، الإعلان عن الانطلاق الرسمي لـ"ملتقى تاريخ الحج والحرمين الشريفين"، الذي تنظمه دارة الملك عبدالعزيز بالتعاون مع وزارة الحج والعمرة، ليكون منصة علمية وثقافية رائدة تُعنى بتاريخ الحج، وإبراز الدور الحضاري والديني الذي لعبته المملكة في خدمة الحرمين الشريفين عبر العصور.

منصة ملتقى الحج
وفي كلمته، قال الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، إن منصة الملتقى تأتي في إطار تعزيز الإرث التاريخي للحج، وترسيخ مفاهيم التبادل العلمي والمعرفي مع العالم الإسلامي، حيث أن المملكة لا تكتفي بتقديم الخدمات اللوجستية والتنظيمية لضيوف الرحمن، بل تعمل على إبراز العمق التاريخي والديني لهذه الرحلة الإيمانية العظيمة.
وكشف الأمير فيصل، عن أن المملكة، بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، تعمل حاليا على تنفيذ مشروعات وخدمات إنسانية متكاملة ترافق الحجاج منذ لحظة قدومهم وحتى مغادرتهم، في منظومة متكاملة تجمع بين العناية والكرامة والإيمان.
جهود وزارة الحج
ومن جهته، أكد الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة وزير الحج والعمرة، أن ندوة الحج الكبرى تُعد منصة معرفية إسلامية رائدة، تسلط الضوء على فريضة الحج ومقاصدها العظيمة، وتُبرز الجهود المتكاملة التي تبذلها المملكة لخدمة ضيوف الرحمن، والتيسير عليهم، وتعزيز راحتهم وسلامتهم في جميع مراحل رحلتهم الإيمانية.
وأضاف الربيعة: "وزارة الحج والعمرة نفذت حزمة من المبادرات والمشروعات النوعية في المشاعر المقدسة، من بينها تظليل أكثر من 170 ألف متر مربع، وزراعة 20 ألف شجرة لتحسين البيئة وتخفيف الحرارة، وإنشاء مسارات مطاطية للمشاة، بهدف تقليل الإجهاد البدني على الحجاج، كما تم تجهيز 15 وحدة إسعافية متنقلة، و71 نقطة تدخل سريع، إلى جانب 64 مجمعًا صحيًا موزعة في المشاعر، ضمن منظومة متكاملة للرعاية الصحية والاستجابة السريعة".

وفي كلمته، أعلن وزير الصحة السعودي فهد الجلاجل، عن إطلاق خدمة جديدة تعتمد على الطائرات بدون طيار "الدرون" لنقل الأدوية والمستلزمات الطبية داخل المشاعر المقدسة، وذلك ضمن جهود الوزارة لتسريع وتيرة الخدمة الطبية المقدمة للحجاج ورفع مستوى الاستجابة في الحالات الحرجة، مشيرا إلى أن الخدمة أسهمت بشكل فعّال في تقليص زمن توصيل الأدوية من ساعة ونصف إلى ست دقائق فقط، ما يعد تحولاً نوعياً في سرعة الدعم اللوجستي الطبي خلال موسم الحج.
وأكد أن هذه الخطوة تأتي في إطار التوسع في استخدام الحلول التقنية والذكية لتعزيز جودة الخدمات الصحية، وضمان وصول الإمدادات الحيوية إلى مواقع الحاجة في أسرع وقت ممكن.
شرط الاستطاعة
وألقى الدكتور فهد الماجد أمين عام هيئة كبار العلماء، كلمة، نيابة عن المفتي العام للمملكة، أكد خلالها أن مظاهر التيسير في أداء فريضة الحج تبدأ من شرط الاستطاعة، مشددًا على أن من لم يُصدر له تصريح بالحج يُعد غير مستطيع شرعًا، ويدخل بذلك في حكم من لم تتوافر له القدرة على أداء المناسك.

وأشار الماجد، إلى أن تأكيد مفهوم الاستطاعة، بما يشمله من اشتراط الحصول على تصريح الحج، يأتي اتساقًا مع المقاصد الشرعية التي تسعى إلى تنظيم أداء الشعيرة بما يضمن سلامة الحجاج وتحقيق مقاصد الحج الكبرى، مبينًا أن هذا الفهم يعكس روح التيسير في الشريعة الإسلامية التي تراعي الأحوال المتغيرة والمستجدات المعاصرة.
0 تعليق