اليوم العالمي للوالدين.. تجديد التقدير للدور الكبير الذي يقومان به.. متخصصون: التحولات جعلت التربية مهمة أكثر تعقيدا

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يحتفل باليوم العالمي للوالدين، في الأول من يونيو من كل عام ، كتجديد التقدير للدور الكبير الذي يقومان به في تربية الأجيال، وهو مناسبة اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2012 تقديرًا للدور الأساسي الذي يلعبه الوالدان في تربية الأطفال وبناء المجتمعات و يمثل هذا اليوم فرصة لتسليط الضوء على أهمية دعم الأسر والاعتراف بالدور الكبير الذي يقوم به الوالدان في حياة الأبناء وفي تنمية المجتمعات على حد سواء.

172.jfif
تقدير الولدين 

تعزيز قيم الاحترام والتقدير للوالدين

 

من جانبه قال أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة دكتور سعيد المصرى لـ"البوابة نيوز"، لقد أصبح اليوم العالمي للوالدين مناسبة دولية تدعو إلى التفكير في مسؤوليات الأبوين والتحديات التي يواجهونها في عالم سريع التغير، كما يسعى إلى تعزيز قيم الاحترام والتقدير للوالدين وإعادة الاعتبار لدورهم التربوي والاجتماعي.

 

أهمية اليوم العالمي للوالدين

 

وأردف، تنبع أهمية هذا اليوم من كونه يلفت النظر إلى مساهمات الوالدين في تربية الأبناء وتنشئتهم على القيم والمبادئ الإنسانية، بالإضافة إلى دوره في الاعتراف العلني والرسمي بالتضحيات التي يقدمها الوالدان في سبيل تربية أطفالهم، و تعزيز ثقافة الاحترام والتقدير داخل الأسرة وبين أفراد المجتمع، و توعية المجتمعات بمسؤوليات الوالدين والتحديات التي تواجههم، و الدعوة إلى وضع سياسات اجتماعية تدعم الأسرة وتُيسر على الأبوين أداء دورهما، و لا يخفى علينا إن الأسرة هي الخلية الأولى في بنية المجتمع، ونجاحها في أداء دورها ينعكس بشكل مباشر على مستوى التنمية والاستقرار في أي مجتمع.

 

أن التحولات الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية قد جعلت من التربية مهمة أكثر تعقيدا

 

ومن جانبها قالت أستاذة في قسم علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة القاهرة الدكتورة ليلى البهنساوي لـ"البوابة نيوز"، أن التحولات الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية قد جعلت من التربية مهمة أكثر تعقيدًا مما كانت عليه في السابق.

 

الأسرة اليوم تواجه ضغوطًا غير مسبوقة

 

وأضافت، ان الأسرة اليوم تواجه ضغوطًا غير مسبوقة بفعل التكنولوجيا، وسرعة الحياة، والتحولات الاقتصادية. ومع ذلك، يظل دور الوالدين محوريًا في نقل القيم وتشكيل الهوية. ما نحتاجه هو دعم أكبر للوالدين، سواء نفسيًا أو اقتصاديًا، كي يستمروا في أداء هذا الدور الحيوي.

 

عصر يعج بالتحديات الرقمية والثقافية.

 

وأكدت، أن المجتمعات بحاجة إلى برامج تدريب وتأهيل للوالدين من أجل مساعدتهم في فهم احتياجات الأبناء النفسية والاجتماعية، خاصة في عصر يعج بالتحديات الرقمية والثقافية.

167.webp
الاسرة نتاج اهتمام الوالدين

أهمية إعادة بناء العلاقة بين الأجيال داخل الأسرة

 

وفى ذات السياق قال أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة دكتور سعيد المصرى لـ"البوابة نيوز"، تكمن أهمية إعادة بناء العلاقة بين الأجيال داخل الأسرة وأشار إلى أن تقدير الوالدين لا ينبغي أن يكون حكرا على مناسبة سنوية، بل يجب أن يتحول إلى ثقافة عامة.

 

إعادة بناء جسور الثقة بين الأهل والأبناء

 

وأضاف، نحن بحاجة إلى إعادة بناء جسور الثقة بين الأهل والأبناء، خصوصًا في المجتمعات التي تتسارع فيها وتيرة الحياة، ثم أن تكريم الوالدين لا يجب أن يقتصر على يوم واحد، بل يجب أن يكون جزءًا من المناهج التعليمية والثقافة المجتمعية".

 

توفر بيئة مواتية لدعم الأسرة

 

ولفت الى أن السياسات الاجتماعية يجب أن توفر بيئة مواتية لدعم الأسرة، مثل الإجازات الوالدية المرنة، ومراكز الإرشاد الأسري، والدعم النفسي للوالدين.

159.jfif
التحديات

التحديات التي يواجهها الوالدان في العصر الحديث

 

وأوضح مع تطور الحياة وتعدد المسؤوليات، أصبح الوالدان يواجهان العديد من التحديات المعقدة، من أبرزها، ضغط العمل وطول ساعات الدوام، ما يؤثر على جودة الوقت الذي يُقضى مع الأبناء، و غزو التكنولوجيا للحياة اليومية، مما أدى إلى تراجع التواصل الفعلي داخل الأسرة، والضغوط الاقتصادية التي تجعل من تلبية احتياجات الأسرة أمرًا مرهقًا، و نقص الدعم المؤسسي من قبل الدولة أو المجتمع، و الصور النمطية التي تحصر دور الأب في الإنفاق ودور الأم في الرعاية فقط، في حين أن التربية مسؤولية مشتركة.

 

مقترحات لإحياء اليوم العالمي للوالدين

 

واقترح، للاستفادة القصوى من هذه المناسبة، يمكن تنفيذ عدد من المبادرات على المستويين الرسمي والمجتمعي، منها : تنظيم ورش عمل للأهل حول مفاهيم التربية الإيجابية وأساليب التواصل مع الأبناء، و إطلاق حملات توعوية في وسائل الإعلام تسلط الضوء على نماذج إيجابية للأبوة والأمومة، و دمج مفاهيم احترام الوالدين في المناهج الدراسية لتعزيز هذه القيم لدى النشء، و تقديم حوافز حكومية للأسر، مثل الإجازات المدفوعة للأمهات والآباء، والدعم المالي للأنشطة التربوية.

158.webp
تجديد التقدير

تجديد التقدير للدور الكبير الذي يقومان به في تربية الأجيال

 

واختتم، يعد اليوم العالمي للوالدين محطة مهمة للتفكر في التحديات التي يواجهها الوالدان، وتجديد التقدير للدور الكبير الذي يقومان به في تربية الأجيال ، وبينما تتغير الظروف الاجتماعية والاقتصادية، يظل دور الأسرة ثابتًا كمصدر أول للقيم والدعم النفسي والتوجيه الأخلاقي، ثم إن تكريم الوالدين ليس فقط واجبًا أخلاقيًا، بل ضرورة مجتمعية لبناء أجيال متوازنة، ومجتمعات قوية، كما أن دعم الأبوين لا يجب أن يكون مناسباتيًا، بل ينبغي أن يكون سياسة دائمة تُصمم بعناية لتلبية احتياجات الأسرة ومواجهة التحديات المعاصرة.

أخبار ذات صلة

0 تعليق