عماد حمدي وشادية.. قصة حب على ظهر قطار قتلتها الغيرة

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في صيف 1952، مع إعلان ثورة 23 يوليو، انطلق "قطار الرحمة" من أسوان إلى القاهرة حاملًا نخبة فناني مصر في جولة استمرت 24 يومًا لجمع التبرعات. 

بين هؤلاء كان عماد حمدي (32 عامًا) مكلفًا بتقديم الفنانين، وشادية (18 عامًا) إحدى المطربات الشابات، تبادلا في البداية مجاملات بسيطة، لكن الأيام الطويلة في القطار ودور السينما خلال التوقف في المحطات حولت العلاقة إلى صداقة عميقة، ثم إلى انجذاب لا يقاوم. 

يصف حمدي في مذكراته هذه الفترة: "شعرتُ كأنني مسلوب الإرادة.. مأخوذًا بما يحدث دون قدرة على المقاومة". رغم أنه كان متزوجًا من فتحية شريف وأبًا لابنها نادر، إلا أنه لم يستطع كبح مشاعره .

101.jpg

صراع عماد حمدي  بين الاستقرار والانفجار العاطفي

عاش حمدي صراعًا مريرًا وصفه في مذكراته: "صراع بين الزوج الوقور الذي يريد حماية استقرار أسرته، وبين مشاعر الشباب المتأججة التي لا تعترف بالمنطق".

 حاول عماد مقاومة هذا الانجذاب، لكن القدر تدخل عندما رُشح لبطولة فيلم "أقوى من الحب" (1953) أمام شادية، وفي الفيلم، الذي جرى تصويره في الإسكندرية، مثل حمدي دور ضابط يخون زوجته (مديحة يسري) مع شادية، ما جعل المحتوى العاطفي للأحداث يشعل مشاعر حقيقية بين النجمين، وزاد من تأجج الأزمة في حياته الشخصية.

 

الطلاق.. قرار صادم بثمن باهظ

بعد 8 سنوات من الزواج، قرر حمدي إنهاء زواجه من فتحية شريف، وفي  في مذكراته يبرر القرار بقوله : "لم أجد غير الانفصال.. لا أجيد الخداع ولا أتحمل العذاب النفسي".

 وكان الشرط الوحيد بينهما هو الحفاظ على ابنهما نادر من الآثار السلبية، فتزوج شادية في العام نفسه (1953) في الإسكندرية، لكن هذه الخطوة أثارت جدلا  اجتماعيًا، وتعليقات من الجمهور انقسمت بين من أيد صراحته، ومن رأى أن شادية "هدمت بيت زوجته الأولى".

زواج قصير.. 3 سنوات من الشك والغيرة

رغم الحب الشديد، لم يصمد الزواج أكثر من 3 سنوات (1953–1956). كشفت مذكرات شادية أن عماد حمدي اتهمها بحب فريد الأطرش أثناء زواجهما، وهي التهمة التي نفاها أصدقاؤها مؤكدين أنها عاشت "ثلاث سنوات في عذاب". 

من جانبه، تساءل عماد حمدي في مذكراته: "هل غيرة الزوج على زوجته جريمة؟"، رافضًا الكشف عن التفاصيل بحجة أنها "خاصة بهما". بعد الطلاق، لجأ إلى الصيد لتهدئة نفسه، وهي الهواية التي كانت شادية تمارسها منذ طفولتها.

ترك الانفصال جروحًا نفسية عميقة لدى حمدي، والتي  اعترف بها في مذكراته: "أقسى شيء هو التوقف في منتصف الرحلة".

أما  المفارقة الأكثر إيلامًا كانت عندما تزوجت شادية بعد طلاقها مباشرةً من عزيز فتحي، صديق مقرب له، ما زاد من معاناته، ومن جانبها عانت شادية أيضا في زواجها الثاني الذي استمر 9 أشهر فقط، ووصفته بأنه "درس قاسٍ" بسبب غيرته من نجاحها ومحاولته التحكم في عملها، حتى منعها من التمثيل مع حمدي.

توأم عماد حمدي الذي لا يعرفه أحد

لا تكتمل قصة حمدي دون ذكر علاقته الفريدة بتوأمه عبد الرحمن، كانت الرابط بينهما "ظاهرة غريبة" بحسب وصفه: يتشاركان النجاح والرسوب في المدرسة، ويلتبس أمرهما حتى على المدرسين. 

عندما توفي عبد الرحمن، دخل عماد حمدي في اكتئاب حاد "لم يخرج منه حتى وفاته" في 1984، ما يفسر بحثه الدائم عن الاستقرار العاطفي، والذي تجسد في زيجاته الأربع.

100.jpg

==

مصادر التقرير: "مذكرات عماد حمدي" و"مذكرات شادية" بقلم إيريس نظمي 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق