الأزمة الإنسانية في السودان
في خطوة إنسانية بارزة، أقدمت 50 شخصية عامة ومؤثرة من مجالات الفن والرياضة والإعلام في بريطانيا على توجيه رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر. دعت هذه الرسالة الحكومة البريطانية لاتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان.
الوضع في السودان
الرسالة، التي تقودها منظمة بلان إنترناشونال المعنية بحقوق الأطفال، تبرز أن ما يحدث في السودان يوصف بأنه “أكبر وأسرع أزمة نزوح إنساني في العالم”. تواجه أكثر من 24.6 مليون شخص، أي نصف سكان السودان، انعدامًا شديدًا في الأمن الغذائي نتيجة النزاع المستمر منذ أبريل 2023. ومن بين أبرز الشخصيات التي وقعت على الرسالة: المخرجة أدجوا أندوه، الممثلة جوان فروجات، الممثل ويل بولتر، المغنية كات بيرنز، الرياضية لوسي برونز، المخرج السير ستيف ماكوين، الموسيقي بيتر غابرييل، والطاهية التلفزيونية ديليا سميث.
وقد أكدت الرسالة على أن “بعد أكثر من عامين من الصراع، أصبح السودان أكبر أزمة إنسانية في العالم. الأطفال يموتون يوميًا بسبب الجوع والعنف والمرض. لقد آن الأوان لتحرك بريطاني حاسم لإنقاذ الأرواح.”
وعبرت جوان فروجات عن قلقها الشديد إزاء معاناة الأطفال، مشيرةً إلى أنهم يعيشون في مخيمات مكتظة وخطيرة. وقد قالت: “لا يمكن اعتبار هذه الأماكن صالحة للحياة. لا يجوز أن يظل العالم صامتًا. علينا التحرك قبل فوات الأوان”.
تأتي هذه الدعوات في وقت تتعرض فيه الحكومة البريطانية لانتقادات بسبب تقليص ميزانية المساعدات الخارجية، وهو ما يهدد قدرة المملكة المتحدة على تقديم الدعم الإنساني الضروري للسودان في وقت تتزايد فيه الاحتياجات بشكل غير مسبوق. يشهد السودان منذ أبريل 2023 صراعًا عنيفًا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين، بجانب انهيار شبه كامل للقطاع الصحي وانتشار المجاعة في مناطق واسعة.
شهدت الحملة الشعبية التي تدعم هذه الرسالة استجابة واسعة، حيث جمعت أكثر من 8500 توقيع، ما يدل على تزايد وعي الرأي العام البريطاني حول عمق الأزمة الإنسانية في السودان، وسط دعوات متزايدة لإدخال الملف السوداني ضمن أولويات السياسة الخارجية البريطانية.
0 تعليق