تتجه أنظار العالم الإسلامي نحو مكة المكرمة في كل عام، حيث يحتشد الملايين من الحجاج في واحدة من أعظم وأقدس المناسبات الدينية، وهي موسم الحج.
الكل يرى الحجيج بلباس الإحرام، والمشاعر المقدسة تعج بالروحانية والتكبير، لكن خلف هذه المشاهد المهيبة، هناك سواعد لا تُرى، تعمل بصمت وتفانٍ لتأمين هذه الرحلة الإيمانية العظيمة، إنهم أبطال الكواليس في موسم الحج، رجال ونساء من مختلف التخصصات، يواصلون الليل بالنهار لضمان راحة وأمان ضيوف الرحمن.
وتتنوع أدوارهم بين الأمن، والإسعاف، والنظافة، والتوجيه، والإرشاد، والخدمات اللوجستية، لكن القاسم المشترك بينهم هو الإخلاص في العمل، ورغم أن الكاميرات نادرًا ما تلتفت إليهم، إلا أن هؤلاء الأبطال يظلون العمود الفقري لموسم الحج، هم من يجعلون المشاعر تسير بانسيابية، والحشود تتنقل بأمان، والحاج يؤدي مناسكه بطمأنينة.

عمال النظافة خلال موسم الحج.. جنود الظل
في شوارع مزدحمة بحجاجٍ لا يتوقفون عن الحركة، يظهر عمال النظافة كخط دفاع أول ضد الأمراض والازدحام، حيث ينتشر آلاف العمال في المشاعر المقدسة، يحملون المكانس والحاويات، لا يأبهون بحرارة الشمس أو ساعات العمل الطويلة، فهم من يحافظون على قدسية المكان ونقائه، ويؤدون عملهم بصمت، دون أن يشعر بهم أحد.

المسعفون خلال موسم الحج.. سباق مع الزمن
رجال الهلال الأحمر السعودي والأطباء والممرضون ينتشرون في كل زاوية، فهم أول من يهرع لإسعاف حاج أرهقه التعب أو سيدة أغمي عليها وسط الزحام، فترى سيارات الإسعاف لا تهدأ، والمستشفيات الميدانية تعمل على مدار الساعة، وخلف كل حاج عاد معافى، هناك فريق طبي سهر على راحته.

رجال الأمن خلال موسم الحج.. صقور اليقظة
وسط ملايين الحجاج، تقف الأجهزة الأمنية كصمام أمان، بدءًا من تنظيم الحشود، تفتيش الحقائب، مراقبة المشاعر المقدسة بالطائرات والدرون، وحتى حماية الحجاج من التائهين أو الحوادث، فرجال الأمن يعملون في صمت، وقلوبهم معلّقة بسلامة كل حاج.

المتطوعون خلال موسم الحج.. خدمة بلا مقابل
من شباب الجامعات إلى السيدات المتقاعدات، ينضم الآلاف كمتطوعين، بعضهم يساعد في توزيع المياه، وآخرون يرشدون التائهين أو يترجمون للحجاج الأجانب، وتمثل طاقة هؤلاء المتطوعين روحًا جماعية نبيلة، لا تعرف غير العطاء.

عمال النقل والإعاشة خلال موسم الحج
خلف وجبات الطعام التي تصل للحجاج في الوقت المحدد، وخلف كل حافلة تنقلهم بين منى وعرفات، هناك عمال يبيتون في العراء ويصحو قبل الجميع، ليضمنوا أن يصل الحاج إلى ركنه بأمان، ويأكل طعامه ساخنًا.

0 تعليق