في ظل تصاعد التوترات.. فرنسا تتهم روسيا بمحاولة استغلال يورانيوم النيجر

الجريدة العقارية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الاثنين 02 يونية 2025 | 07:47 مساءً

روسيا والنيجر

روسيا والنيجر

وكالات

اتهمت تقارير إعلامية فرنسية، روسيا بمحاولة استغلال يورانيوم النيجر، في خطوة وصفها المراقبون بأنها تأتي في إطار صراع مستمر مع فرنسا، التي كانت تستثمر في هذا القطاع الاستراتيجي منذ عقود. 

تأتي هذه الاتهامات في وقت حساس بالنسبة للعلاقات بين النيجر وفرنسا، التي تشهد توترات متزايدة على خلفية التطورات السياسية والاقتصادية في البلاد.

روسيا تبحث عن بدائل لفرنسا في النيجر

في تقرير نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية، ورد أن السلطات العسكرية في النيجر قد بدأت في إجراء اتصالات مع المسؤولين الروس في محاولة للبحث عن بدائل لشركة "أورانو" الفرنسية التي كانت تُشرف على استثمار يورانيوم النيجر منذ عام 1971. 

وأوضح التقرير أن هذه الاتصالات تأتي في إطار التوترات المتزايدة بين السلطات الانتقالية النيجرية والشركة الفرنسية، والتي بلغت ذروتها بعد قرار السلطات النيجرية سحب تراخيص استغلال منجم "إيمورارين" الشهير شمال النيجر، الذي كانت تديره شركة "أورانو".

ووفقًا للصحيفة، فإن هذه الخطوة تُعد بمثابة تصعيد في التوترات بين السلطات النيجرية والشركة الفرنسية التي واجهت، في الأشهر الماضية، اتهامات من قبل الحكومة الجديدة بأنها تستنزف ثروات البلاد من اليورانيوم دون تحقيق فائدة كبيرة للنيجر.

النيجر على مفترق طرق: تصاعد الخلافات مع فرنسا

تزداد العلاقات توترًا بين النيجر وفرنسا بعد الانقلاب العسكري الذي وقع في 2023، والذي أدى إلى صعود الرئيس المؤقت عبد الرحمن تياني إلى السلطة. 

ومنذ ذلك الحين، دخلت النيجر في مواجهات مع فرنسا التي كانت تحتفظ بعلاقات وثيقة مع الحكومات السابقة في البلاد، سواء على مستوى التعاون العسكري أو الاقتصادي. وكان هذا التوتر في العلاقات قد بلغ ذروته في الأشهر الأخيرة، ما دفع فرنسا إلى سحب بعثتها الدبلوماسية وقواتها من النيجر.

تأتي هذه التطورات في وقت تسعى فيه شركة "أورانو" الفرنسية إلى التخطيط للبيع المحتمل لأصولها في النيجر، تمهيدًا للانسحاب من البلاد. 

ويبدو أن رغبة روسيا في التواجد في قطاع اليورانيوم النيجرى تتزايد مع خروج فرنسا، ما يفتح الباب أمام المنافسة الدولية على هذه الثروات الاستراتيجية.

يورانيوم النيجر: ثروة معدنية هائلة في قلب الصراع

تعتبر النيجر واحدة من أكبر منتجي اليورانيوم في العالم، حيث تملك احتياطات ضخمة من هذه المادة التي تُستخدم في صناعة الطاقة النووية، ومع تزايد الحاجة العالمية للطاقة النووية، تزايد الاهتمام الدولي في استثمار هذه الثروات الطبيعية. 

وكانت فرنسا قد استفادت من هذه الموارد منذ أكثر من خمسين عامًا من خلال شركة أورانو، ولكن يبدو أن التوترات السياسية الحالية قد تعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي في النيجر.

ورغم أن المفاوضات بين السلطات النيجرية والشركة الفرنسية قد تُشير إلى نية في تقليص التعاون بين الطرفين، إلا أن توجه النيجر نحو البحث عن شراكات جديدة، مثل تلك التي يمكن أن تجمعها مع روسيا، قد يُغير وجه هذا القطاع الحيوي في البلاد بشكل جذري.

الفرصة الروسية في النيجر: مصالح اقتصادية وسياسية

من ناحية أخرى، قد تجد روسيا في هذه التطورات فرصة لتعزيز وجودها في إفريقيا، حيث تسعى منذ سنوات لتعزيز نفوذها في القارة عبر تقديم عروض تعاون اقتصادي وعسكري للعديد من الدول التي تبتعد عن الغرب. 

ومن غير المستبعد أن تسعى موسكو للاستفادة من الفراغ الذي قد تتركه فرنسا في النيجر عبر دعم الحكومة الجديدة والتعاون في استخراج اليورانيوم.

ورغم أن التعاون مع روسيا قد يكون خطوة مثيرة للجدل بالنسبة للنيجر، إلا أن الحكومة النيجرية قد ترى فيه فرصة للاستفادة من شراكات جديدة مع القوى الكبرى بعيدًا عن الهيمنة الفرنسية.

تتزايد التوترات في النيجر بين الحكومة العسكرية الفرنسية وشركة أورانو في وقت حساس يشهد تغييرات جيوسياسية في المنطقة. 

وبالرغم من أنها قد تكون خطوة مهمة على صعيد السيادة الوطنية للنيجر، فإن اقتحام روسيا في هذا الصراع قد يفتح المجال لتوجهات جديدة في العلاقات الدولية في غرب إفريقيا. 

من المتوقع أن تستمر التطورات في الأيام المقبلة في التأثير على أسواق اليورانيوم، مما يجعلها محط أنظار العديد من القوى العالمية.

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق