أسوشيتد برس: قطاع غزة على حافة الانهيار لهذا السبب

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يواجه قطاع غزة خطرًا متزايدًا قد يكون الأخطر منذ بدء الحرب يتمثل في فراغ قيادي يهدد بتحويل القطاع إلى ساحة فوضى شاملة، حسب تقرير نشرته وكالة أسوشيتد برس الأمريكية.

وحسب الوكالة ففقدان حركة حماس عددًا كبيرًا من قياداتها خلال العداون الإسرائيلي على غزة، وغياب الظهور العلني أو التصريحات من آخرين، تتزايد المؤشرات على تآكل السلطة وغياب مركزية القرار، في وقت يمضي فيه السكان نحو المجهول.

ووفقًا للوكالة فإن حماس لم تعد قادرة على إدارة الملفات الأساسية التي كانت تسيطر عليها لسنوات، مثل دفع الرواتب وتسيير الخدمات الصحية، ما يضع القطاع أمام أزمة حوكمة غير مسبوقة، وللمرة الأولى منذ سنوات، تتعالى أصوات المواطنين بالسؤال: "من يمسك بزمام الأمور؟ ومن يتحمل المسؤولية؟".

ونقلت الوكالة عن نازحة فلسطينية في رفح قولها: "لا أحد يسمعنا، لا أحد يحمينا، القيادة غائبة، ونحن تُركنا وحدنا وسط الجحيم".

ويشير محللون إلى أن هذا الفراغ ليس مجرد أزمة رمزية، بل له تداعيات فورية وخطيرة، فغياب سلطة فاعلة يعني فوضى في توزيع المساعدات، وارتفاع النزاعات المحلية، وانهيار ما تبقى من النظام العام وفي ظل تدمير البنية التحتية، وانعدام الكهرباء والمياه والدواء، تحذر منظمات الإغاثة من أن القطاع بات على أعتاب كارثة شاملة.

ويضيف المراقبون أن هذا الانهيار السياسي يُعقّد أي محاولة للوصول إلى وقف لإطلاق النار. فمع غياب قيادة مركزية واضحة، لا يعرف الوسطاء الدوليون ولا إسرائيل الجهة التي يمكن التفاوض معها بجدية. في هذا الوقت، يبقى المدنيون في غزة عالقين بين النيران، دون قيادة تتحدث باسمهم أو تحميهم.

وتشير أسوشيتد برس إلى أن حماس تبدو مترددة في الاعتراف بخطورة الموقف أو البدء بأي ترتيب انتقالي، خوفًا على صورتها أو تحالفاتها الخارجية لكن هذا التردد، كما يقول سكان من داخل القطاع، يفاقم المأساة. 

ويقول منظم مجتمعي من وسط غزة: "لم نعد بحاجة إلى شعارات المقاومة. نحن بحاجة إلى قيادة تتحمل المسؤولية وتنقذ ما تبقى."

ويرى الخبراء أن هذا الفراغ قد يشكّل بوابة لظهور فصائل متطرفة أو جماعات مسلحة تسعى لاستغلال حالة الفراغ، ما قد يؤدي إلى مزيد من العنف والتشرذم الداخلي، ويحوّل غزة إلى ساحة صراع أجندات متنافسة، يكون المدنيون فيها هم الضحية الأكبر.

أمام هذا الواقع، تزداد الدعوات إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي في غزة من خلال هيئة انتقالية أو قيادة محلية طارئة، قادرة على احتواء الأزمة وفتح مسار نحو الاستقرار. فالمطلب الشعبي بات واضحًا: الخروج من حالة الانهيار قبل أن يصبح الأوان قد فات.

أخبار ذات صلة

0 تعليق