اجتمعت وفود من روسيا وأوكرانيا في تركيا، لعقد الجولة الثانية من محادثات السلام المباشرة خلال ما يزيد قليلا على أسبوعين، على الرغم من أن التوقعات كانت منخفضة بشأن أي تقدم كبير لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات بعد سلسلة من الهجمات المذهلة خلال عطلة نهاية الأسبوع.
قال مسؤولون، إن ممثلي روسيا وأوكرانيا اجتمعا في الجولة الثانية من محادثات السلام المباشرة خلال ما يزيد قليلا على أسبوعين لكن باستثناء الاتفاق على تبادل الآلاف من جنودهما القتلى والجرحى بشكل خطير فإنهما لم يحققا أي تقدم نحو إنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.
الهجمات المذهلة
انطلقت المحادثات بعد يوم من سلسلة من الهجمات المذهلة بعيدة المدى من الجانبين، حيث شنت أوكرانيا هجوما مدمرا بطائرات بدون طيار على القواعد الجوية الروسية، وشنت روسيا أكبر هجوم بطائرات بدون طيار في الحرب ضد أوكرانيا.
وعلى طاولة المفاوضات، قدمت روسيا مذكرة تحدد شروط الكرملين لإنهاء الأعمال العدائية، بحسب الوفد الأوكراني.
صرح وزير الدفاع رستم عمروف، الذي ترأس الوفد الأوكراني، للصحفيين بأن مسؤولي كييف سيحتاجون إلى أسبوع لمراجعة الوثيقة واتخاذ قرار بشأن الرد، مضيفًا أن أوكرانيا اقترحت إجراء مزيد من المحادثات بين 20 و30 يونيو.
بعد المحادثات، نشرت وكالتا الأنباء الروسيتان الرسميتان تاس وريا نوفوستي نص المذكرة الروسية، التي اقترحت أن تسحب أوكرانيا قواتها من المناطق الأربع التي ضمتها روسيا في سبتمبر2022 ولكنها لم تسيطر عليها بالكامل كشرط لوقف إطلاق النار.
لقد شهد الطريق الدبلوماسي الذي لا يزال يتكشف سعيًا إلى تحقيق السلام في أوكرانيا العديد من التقلبات والمنعطفات
كبديل للتوصل إلى هدنة، تحثّ المذكرة أوكرانيا على وقف جهود التعبئة وتجميد إمدادات الأسلحة الغربية، وهي شروط سبق أن اقترحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
كما تقترح الوثيقة أن توقف أوكرانيا أي إعادة انتشار لقواتها وتحظر أي وجود عسكري لدول ثالثة على أراضيها كشرط لوقف الأعمال العدائية.
ويقترح الوثيقة الروسية كذلك أن تنهي أوكرانيا الأحكام العرفية وتجري انتخابات، وبعد ذلك يمكن للبلدين التوقيع على معاهدة سلام شاملة من شأنها أن تجعل أوكرانيا تعلن وضعها المحايد، وتتخلى عن مساعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وتضع حدودًا لحجم قواتها المسلحة، وتعترف باللغة الروسية كلغة رسمية للبلاد على قدم المساواة مع اللغة الأوكرانية.
وشملت مذكرة روسيا ثلاثة أقسام، مع خيارين لشروط وقف إطلاق النار و31 بندا.
القسم الأول
أولًا: الاعتراف الدولي القانوني بانضمام شبه جزيرة القرم، وجمهورية لوغانسك، وجمهورية دونيتسك، ومقاطعتي زابوروجيه وخيرسون إلى الاتحاد الروسي، والانسحاب الكامل للوحدات التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية وغيرها من التشكيلات العسكرية الأوكرانية من أراضيها.
ثانيًا: حياد أوكرانيا، بما يتضمن تخليها عن الانضمام إلى تحالفات وتكتلات عسكرية، وحظر أي نشاط عسكري لدول ثالثة على أراضي أوكرانيا أو نشر تشكيلات عسكرية أجنبية أو قواعد عسكرية أو بنية تحتية عسكرية هناك.
ثالثًا: وقف العمل والامتناع عن إبرام أي معاهدات أو اتفاقات دولية في المستقبل تتعارض مع أحكام الفقرة 2 من هذا القسم.
رابعًا: تأكيد وضع أوكرانيا كدولة غير حائزة لأسلحة الدمار الشامل النووية وغيرها، مع فرض حظر صريح على قبولها أو عبورها أو نشرها على الأراضي الأوكرانية.
خامسًا: تحديد الحد الأقصى للقوات المسلحة الأوكرانية والتشكيلات العسكرية الأخرى في أوكرانيا، والحد الأقصى لكمية الأسلحة والمعدات العسكرية ومواصفاتها المسموح بها؛ وحل التشكيلات القومية الأوكرانية ضمن القوات المسلحة والحرس الوطني.
سادسًا: ضمان الحقوق والحريات والمصالح الكاملة للسكان الناطقين بالروسية ومنح اللغة الروسية وضع لغة رسمية.
سابعًا: حظر قانوني على تمجيد الدعاية للنازية والنازية الجديدة، وحل المنظمات والأحزاب القومية.
ثامنًا: رفع جميع العقوبات الاقتصادية المفروضة حاليا والامتناع عن فرض عقوبات أو قيود أو إجراءات مقيدة جديدة بين الاتحاد الروسي وأوكرانيا.
تاسعًا: حل مجموعة من القضايا المتعلقة بتجمع شمل الأسر والأشخاص النازحين.
عاشرًا: التخلي عن المطالبات المتبادلة فيما يتعلق بالأضرار الناجمة عن الأعمال القتالية.
حادي عشر: رفع القيود المفروضة على الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية.
ثاني عشر: استئناف العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية تدريجيا (بما في ذلك عبور الغاز)، واستئناف حركة النقل والاتصالات الأخرى، بما في ذلك مع دول ثالثة.
القسم الثاني: شروط وقف إطلاق النار
الخيار الأول:
بدء الانسحاب الكامل للقوات المسلحة الأوكرانية وغيرها من التشكيلات العسكرية الأوكرانية من أراضي الاتحاد الروسي، بما في ذلك جمهورية دونيتسك، وجمهورية لوغانسك، ومقاطعتا زابوروجيه وخيرسون، وسحبها إلى مسافة متفق عليها بين الطرفين من حدود الاتحاد الروسي، وفقا للوائح المعتمدة.
الخيار الثاني: المقترح الشامل
أولًا: حظر إعادة انتشار القوات المسلحة الأوكرانية وغيرها من التشكيلات العسكرية الأوكرانية، باستثناء عمليات السحب إلى مسافة متفق عليها بين الطرفين من حدود الاتحاد الروسي.
ثانيًا: وقف التعبئة وبدء التسريح.
ثالثًا: وقف الإمدادات العسكرية الأجنبية والمساعدات العسكرية الأجنبية لأوكرانيا، بما في ذلك تقديم خدمات الأقمار الصناعية وتقديم بيانات الاستخبارات.
رابعًا: منع الوجود العسكري للدول الثالثة على أراضي أوكرانيا، ووقف مشاركة الخبراء الأجانب في الأعمال القتالية إلى جانب أوكرانيا.
خامسًا: ضمانات من أوكرانيا بعدم القيام بأنشطة تخريبية ضد الاتحاد الروسي ومواطنيه.
سادسًا: إنشاء مركز ثنائي لمراقبة ورصد نظام وقف إطلاق النار.
سابعًا: عفو متبادل عن "السجناء السياسيين" والإفراج عن المدنيين المحتجزين.
ثامنًا: إلغاء الأحكام العرفية في أوكرانيا.
تاسعًا: الإعلان عن موعد إجراء انتخابات رئيس أوكرانيا والمجلس الأعلى، والتي يجب أن تعقد في غضون 100 يوم من إلغاء الأحكام العرفية.
عاشرًا: توقيع اتفاقية تنفيذ الأحكام الواردة في القسم الأول.
القسم الثالث: تسلسل الخطوات والمواعيد النهائية لتنفيذه
أولُا: بدء العمل على نص المعاهدة.
ثانيًا: إعلان هدنة لمدة 2-3 أيام لجمع جثث القتلى في "المنطقة الرمادية".
ثالثًا: تسليم الجانب الأوكراني من جانب واحد 6000 جثة من جنود القوات المسلحة الأوكرانية.
رابعًا: توقيع مذكرة وقف إطلاق النار مع تواريخ محددة لتنفيذ جميع أحكامها وتحديد موعد توقيع معاهدة التسوية النهائية (المشار إليها فيما يلي بـ "المعاهدة").
خامسًا: مع بدء سحب القوات المسلحة الأوكرانية، يتم فرض وقف إطلاق نار لمدة 30 يوما. وخلال هذه الفترة، يجب تنفيذ الانسحاب الكامل لوحدات القوات المسلحة الأوكرانية من أراضي الاتحاد الروسي والتنفيذ الكامل لـ"المقترح الشامل".
سادسًا: إجراء الانتخابات وتشكيل سلطات الحكم على أراضي أوكرانيا.
سابعًا: توقيع المعاهدة.
ثامنًا: اعتماد المعاهدة الموقعة بقرار ملزم من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
تاسعًا: التصديق على المعاهدة، ودخولها حيز التنفيذ، وتنفيذها.
0 تعليق