اختراق داخلي.. تفاصيل غير مسبوقة لعملية أمنية إسرائيلية في عمق إيران

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في تطور نوعي وغير مسبوق، كشفت مصادر أمنية إسرائيلية عن تفاصيل عملية سرّية واسعة النطاق نُفذت بين ليل الخميس والجمعة داخل الأراضي الإيرانية، فيما وصف بأنه "أكبر من مجرد هجوم مفاجئ".

العملية، التي حملت الاسم الرمزي "الأسد الصاعد"، جاءت نتيجة سنوات من التخطيط الدقيق وجمع المعلومات الاستخبارية، وشاركت فيها أجهزة متعددة من بينها الموساد والجيش الإسرائيلي والصناعات الدفاعية الإسرائيلية، وهدفت إلى تقويض قدرات إيران الدفاعية والهجومية، خاصة في ما يتعلق بالبرنامج النووي والمنظومة الصاروخية.

ثلاثة محاور

العملية وفق ما ذكرته الصحف العبرية "يدعيوت أحرنوت وإسرائيل اليوم" اعتمدت على ثلاثة محاور رئيسية جرى تنفيذها في وقت متزامن، تمثل المحور الأول في نشر أسلحة دقيقة داخل الأراضي الإيرانية عبر فرق كوماندوز من الموساد، عملت في قلب إيران على زرع أنظمة تشغيلية موجهة قرب مواقع إطلاق صواريخ أرض-جو، بحيث يتم تفعيلها عن بُعد بشكل متزامن ودقيق، أما المحور الثاني، فشمل إطلاق هجمات من داخل إيران عبر مركبات تم تهريبها سرًا، زوّدت بتقنيات هجومية استهدفت مباشرةً أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، بهدف تعطيلها وإتاحة حرية الحركة الكاملة للطائرات الإسرائيلية.

المحور الثالث والأكثر لفتًا للانتباه كان إنشاء قاعدة طائرات مُسيّرة مفخخة داخل إيران نفسها، بالقرب من العاصمة طهران، وقد تم تفعيلها خلال الليلة نفسها لإطلاق طائرات مسيّرة على قاعدة أشفق آباد، وهي إحدى القواعد الصاروخية التي تُشكّل تهديدًا استراتيجيًا لإسرائيل. بحسب المصدر الأمني، تم تنفيذ هذه العملية المركبة باستخدام تقنيات مبتكرة ودقة غير مسبوقة، بمشاركة وحدات خاصة وعملاء ميدانيين عملوا في ظروف بالغة التعقيد، دون أن تكتشفهم أجهزة الأمن الإيرانية.

استنفار ومناورات

قبل تنفيذ العملية، خضعت إسرائيل لحالة استنفار قصوى ترافقت مع مناورات خداعية تم خلالها إخلاء مطار بن غوريون وإغلاق المجال الجوي بالكامل، كما تم تعليق الدراسة في كافة أنحاء البلاد. وبحسب مصادر عسكرية، فإن العملية تضمنت "قائمة اغتيالات دقيقة" شملت قادة في الحرس الثوري الإيراني، علماء نوويين ومسؤولين أمنيين رفيعي المستوى. عدد كبير من هؤلاء القادة كانوا قد لجأوا إلى مخابئ محصنة في الأيام التي سبقت العملية بعد رصد التهديدات، لكن إسرائيل تمكنت من تحديد مواقعهم الدقيقة واستهدافهم في وقت متزامن، نحو الساعة الثالثة فجرًا بتوقيت إسرائيل.

أُفيد أيضًا أن الطائرات التي شاركت في الهجوم شملت مزيجًا من الطائرات المقاتلة والطائرات المسيّرة، ونفذت ضربات مركزة دون الحاجة إلى اغتيالات أرضية، ولم تشمل العملية اغتيال مسؤولين حكوميين أو رجال دين من الصف الأول في طهران، إلا أن الجيش الإسرائيلي يواصل التحضير لموجات إضافية من الهجمات خلال الساعات والأيام المقبلة، تشمل احتمالية استهداف الميليشيات المدعومة من إيران في كل من سوريا والعراق في حال تدخلت لصالح طهران.

جدار ردع جديد

مصادر عسكرية تصف هذه العملية بأنها بداية لجدار ردع جديد تقيمه إسرائيل في وجه ما تصفه بـ"النظام الإيراني الذي موّل وحرّك حماس وحزب الله خلال الأشهر الماضية لإحياء سيناريوهات السابع من أكتوبر"، ليس من غزة فقط، بل من عدة جبهات متزامنة، وقد استندت إسرائيل في تخطيطها إلى معلومات استخباراتية تم جمعها مؤخرًا من لبنان وقطاع غزة، عكست حجم التنسيق الإقليمي الذي حاولت إيران بناءه ضد إسرائيل.

جدير بالذكر أن قائد فيلق القدس، الجنرال إسماعيل قاآني، لم يكن ضمن المستهدفين في هذه المرحلة، على الرغم من أنه يُعد أحد أبرز المسؤولين عن تنسيق الجبهات المعادية لإسرائيل. قاآني، الذي خلف قاسم سليماني بعد اغتياله في بغداد عام 2020، يواجه انتقادات داخلية واسعة بسبب فشله في فرض نفوذ موحد للحرس الثوري في ما يُعرف بـ"توحيد الساحات".

مجرد بداية

وتؤكد إسرائيل أن هذه الضربة مجرد بداية، وأن الرد الإيراني المتوقع قد يدفعها إلى توسيع نطاق العمليات، ومع أن طهران كانت على دراية مسبقة بالهجوم المرتقب، وفق ما ورد في التصريحات الإسرائيلية، إلا أن حجم الخسائر التي لحقت بها وصف بـ"المؤلم والعميق"، ما يشير إلى اختراق أمني كبير قد يعيد تشكيل معادلة الردع في المنطقة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق