مقتل الحارس ومصير مجهول للأسير: هل تتعمد إسرائيل تصفية ملف الرهائن في غزة؟

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أعلنت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، مقتل العنصر المكلف بحماية الجندي الإسرائيلي الأسير ألكسندر عيدان، الذي يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والأمريكية، وذلك بعد غارة إسرائيلية استهدفت الموقع الذي كانت تتواجد فيه مجموعة الحراسة. وأكدت الحركة أن الاتصال انقطع بشكل كامل بالمجموعة التي كانت تحتجز الأسير، مشيرة إلى أن مصيره بات مجهولًا.

هذا الإعلان أعاد ملف الرهائن إلى صدارة الأحداث، في وقت يتصاعد فيه الضغط الإسرائيلي ميدانيًا من جهة، وتشتد الضغوط الداخلية على الحكومة الإسرائيلية من جهة أخرى، وسط اتهامات متبادلة حول المماطلة والتلاعب بهذا الملف الحساس.

عيدان في الفيديو الأخير: أنا هنا منذ 551 يومًا

قبل أيام فقط من إعلان القسام، كانت الحركة قد نشرت مقطع فيديو جديد يظهر فيه الأسير ألكسندر عيدان وهو يعرّف بنفسه، ويتحدث عن مدة احتجازه التي تجاوزت 550 يومًا، أي منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023. بدا في المقطع منهكًا ومتوسلًا، ووجّه رسالة تساؤل مباشرة إلى حكومته: "لماذا لا تسعون للإفراج عني؟".

وجاء توقيت نشر الفيديو بالتزامن مع عيد الفصح اليهودي، في خطوة اعتبرها مراقبون تصعيدًا نفسيًا محسوبًا من قبل حماس، بهدف تحريك الشارع الإسرائيلي وتحميل الحكومة مزيدًا من الضغط الشعبي.
 

حماس: الاحتلال يسعى للتخلص من ملف الأسرى

في تعليق رسمي، قال الناطق باسم كتائب القسام إن استهداف المجموعة التي كانت تؤمن احتجاز عيدان لم يكن مصادفة، بل محاولة متعمدة من جيش الاحتلال لـ"تصفية ملف الرهائن مزدوجي الجنسية"، وهو ما اعتبرته الحركة محاولة إسرائيلية للهروب من الالتزامات الإنسانية والسياسية المتزايدة.

وأضاف أن "إسرائيل لا ترغب بعودة الأسرى، بل في التخلص من عبء قضيتهم عبر استهدافهم خلال القصف، في إطار سياسة الإبادة المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني".

رغم تزايد عدد مقاطع الفيديو التي تنشرها حماس للرهائن، لا تزال السلطات الإسرائيلية ترفض التعاطي معها رسميًا، وتعتبرها جزءًا من "الحرب النفسية والدعاية السوداء". مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية قالوا إن مثل هذه التسجيلات هدفها زعزعة ثقة الجمهور بالقيادة السياسية، وخلق ضغط شعبي لاستعجال صفقات تبادل بشروط غير متوازنة.

لكن هذا الإنكار الرسمي لم يمنع ارتفاع أصوات داخل المجتمع الإسرائيلي، خصوصًا من أهالي الرهائن، الذين يتهمون نتنياهو وحكومته بالمماطلة والتلاعب بملف إنساني بالغ الحساسية.

مرحلة جديدة من الغموض والمواجهة النفسية

مع فقدان الاتصال بمجموعة الأسير عيدان، تدخل قضية الرهائن في غزة مرحلة جديدة، أكثر غموضًا وخطورة. فبينما تستمر إسرائيل في قصفها الواسع لجنوب القطاع، لا يعرف أحد مصير بقية الأسرى المحتجزين، خصوصًا أولئك الذين يحملون جنسيات أجنبية.

وتبقى الأسئلة الكبرى مفتوحة: هل تسعى إسرائيل فعلًا لإغلاق هذا الملف عسكريًا؟ وهل فقدت حماس السيطرة الميدانية على بعض مواقع الاحتجاز؟ أم أن ما يجري هو تصعيد ضمني في معركة الرسائل والمعلومات الموجهة إلى الخارج؟

المرحلة المقبلة قد تحمل مفاجآت، وربما صدمات، في ظل غياب الأفق السياسي الحقيقي، وتراجع جهود الوساطة، وازدياد التكلفة الإنسانية لهذا الصراع المستمر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق