ينشر موقع زائد قصة تلوين بيض شم النسيم: من طقوس الفراعنة إلى بهجة الربيع حيث يُعد تلوين البيض في شم النسيم من أبرز الطقوس الشعبية التي ارتبطت باحتفالات المصريين منذ آلاف السنين، وهو تقليد لا يزال يحتل مكانة خاصة في قلوب الكبار والصغار، يتجدد كل عام مع قدوم فصل الربيع.

ورغم أن هذا التقليد يبدو بسيطًا، إلا أن وراءه قصة تاريخية عميقة، تمتد جذورها إلى الحضارة الفرعونية القديمة، التي أولت اهتمامًا كبيرًا لمظاهر الطبيعة والخصوبة والحياة الجديدة.

الجذور الفرعونية لتلوين البيض

يعود أصل تلوين البيض إلى العصور الفرعونية، حين كان المصريون القدماء يحتفلون بعيد “شمو” أو “شموو”، وهو عيد الربيع الذي كان يرمز لبداية الحياة والتجدد واعتبر الفراعنة البيضة رمزًا لخلق الكون، لما تحمله من دلالة على ولادة الحياة من شكلٍ جامد وبسيط.

كان الفراعنة يقومون بجمع البيض وتزيينه بألوان طبيعية مستخرجة من النباتات، مثل الكركديه والأعشاب، وكانوا يكتبون على البيض أمنياتهم ويضعونه في سلال من سعف النخيل، أو يعلقونه أمام المعابد كتعبير عن التفاؤل والأمل بالخصوبة والنماء.

من الطقوس الدينية إلى العادات الشعبية

مع مرور العصور، تحوّل هذا الطقس من فعل ديني رمزي إلى عادة اجتماعية، وتلاقت هذه العادة مع احتفالات عيد القيامة المجيد في الديانة المسيحية، حيث أصبح تلوين البيض جزءًا من طقوس الاحتفال بقيامة السيد المسيح، لما للبيض من دلالة على الحياة الجديدة والبعث.

واليوم، أصبح تلوين البيض في شم النسيم عادة مشتركة بين جميع المصريين، بصرف النظر عن الديانة أو الخلفية الثقافية، وهو ما يعكس الترابط الفريد بين حضارات مصر المختلفة.

البيض بين الرمزية والبهجة

يرمز البيض في شم النسيم إلى النقاء، والحياة، والبدايات الجديدة وتعتبر الألوان المستخدمة في التلوين امتدادًا للبهجة التي يجلبها فصل الربيع وغالبًا ما تكون الألوان زاهية كالأحمر، الأزرق، الأخضر، والأصفر، مستوحاة من الطبيعة المحيطة.

كيف يُلون البيض؟

قديماً، كان يُستخدم الكركم لإنتاج اللون الأصفر، والسبانخ لإنتاج اللون الأخضر، والبنجر للأحمر، والنيلة للأزرق وأما اليوم، فتُستخدم ألوان الطعام الصناعية أو أدوات فنية مثل الأقلام، والملصقات، وأحيانًا يُستخدم الغليتر لإضفاء لمسة فنية على البيضة.

نشاط يجمع العائلة

يُعد تلوين البيض اليوم نشاطًا عائليًا ممتعًا، يشارك فيه الأطفال بفرح، ويعزز روح التعاون بين أفراد الأسرة وفي كثير من الأحيان، يُقام مسابقات لأجمل بيضة ملونة، وتُستخدم البيضات كزينة على المائدة أو كهدية رمزية.

نصائح عند تلوين البيض

1. يُفضَّل استخدام بيض مسلوق جيدًا.
2. استخدام ألوان آمنة غير سامة، خاصة عند تقديم البيض للأكل.
3. ترك البيض ليبرد قبل التلوين.
4. تشجيع الأطفال على الإبداع والرسم بأفكارهم الخاصة.
5. يُستحسن تخزين البيض الملون في الثلاجة إذا كان سيتم تناوله لاحقًا.

البيض في شم النسيم… بين الماضي والحاضر

على الرغم من تطور أساليب التزيين، لا تزال فكرة تلوين البيض في شم النسيم تحمل في طياتها إرثًا ثقافيًا وروحيًا عظيمًا إنها لحظة تعبير عن الفرح، والتفاؤل، والتواصل بين الأجيال. وبينما تتغير التفاصيل، تبقى رمزية البيضة كحاضنة للحياة، واحتفال الربيع كتقليد خالد في ذاكرة المصريين.