عاجل.. "مصر المتضررة الأولى".. تقرير يكشف الرابحون والخاسرون في الصراع بين إسرائيل وإيران

مصر تايمز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كشفت دراسة لـ"بنك أوف أمريكا" بعنوان “إيران في دائرة الضوء: الوقت ينفد” عن أن التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط تُشكّل مخاطر جسيمة على الاقتصاد العالمي؛ واعتبر "جولدمان ساكس" أن مصر هي الضحية الأكبر للحرب بين إسرائيل وإيران، بينما يُقدّم بنك يو بي إس سيناريو مُرعبًا لتداعيات الحرب على الاقتصاد.

حرب إيران وإسرائيل 

ويكشف موقع جلوبس الإسرائيلي الذي يهتم بالشأن الإسرائيلي، في تقرير له أن المحللون والهيئات الاقتصادية الدولية يعكفون على تحليل تداعيات الهجوم الإسرائيلي الإيراني على الاقتصاد العالمي، كما يكشف عن الرابحون والخاسرون في الصراع بين إسرائيل وإيران.

 

ويوضح التقرير العبري أنه في مراجعة وزعها بنك أوف أمريكا على عملائه، بعنوان "إيران في دائرة الضوء: الوقت ينفد"، جاء فيها أن "الهجمات الإسرائيلية على الأصول النووية والعسكرية الإيرانية، وكذلك على مسؤولي النظام استعدادًا لجولة سادسة محتملة من المفاوضات النووية، قد تترتب عليها آثار اقتصادية وجيوسياسية مهمة على المدى المتوسط، وتمثل التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط مخاطر جسيمة على الاقتصاد العالمي".

 

ويُظهر التقرير أن الارتفاعات الحادة في أسعار السلع الأساسية بسبب العوامل الجيوسياسية قد تكون من بين الصدمات الخارجية الأكثر تحديًا للأسواق نظرًا لقدرتها على التسبب في الركود التضخمي (مزيج من التضخم والتباطؤ الاقتصادي)".

 

فيما يشير "جولدمان ساكس" إلى أن مصر معرضة بشكل محتمل للصراع بين إسرائيل وإيران، وربما تتضرر، بينما يُحدد البنك الدولي ثلاث قنواتٍ للضرر الذي قد يلحق بمصر نتيجة الصراع الإسرائيلي الإيراني.

ويذكر التقرير أن الضرر الذ قد يلحق بمصر يتمثل في التالي:

أولاً، تدفقٌ للاستثمارات الأجنبية بقيمة 20 مليار دولار إلى الخارج بسبب "العزوف عن المخاطرة"، مما قد يُضعف العملة المصرية، مع أن الاحتياطيات المتراكمة هذا العام تُوفر حمايةً مُعينة.

ثانياً، تستورد مصر طاقةً بقيمة 11.2 مليار دولار سنوياً، لذا فإن ارتفاع أسعار النفط سيُفاقم العجز الجاري ويزيد من احتياجات التمويل الخارجي.

ثالثا، قد تظل عائدات قناة السويس، التي انخفضت بالفعل بنسبة 60% بسبب هجمات الحوثيين، منخفضة لفترة أطول إذا استمر الصراع، مما يؤخر التعافي الاقتصادي المتوقع.

أما بالنسبة للبنان، يتوقع المحللون أن يكون تأثره بالصراع في إيران قد انخفض بشكل ملحوظ منذ وقف إطلاق النار مع إسرائيل أواخر العام الماضي: "أدى الهجوم الإسرائيلي على لبنان (وما تلاه من سقوط نظام الأسد في سوريا) إلى تراجع كبير في قدرة حزب الله، الحليف العسكري المهم لإيران، العسكرية. وهذا يحد من خطر قيام الحزب الآن بهجمات انتقامية ضد إسرائيل وإعادة إشعال الصراع، وهو ما يُمثل الخطر الرئيسي للمستثمرين من وجهة نظرنا".

بداية حملة عسكرية مطولة

ويشير البنك إلى أنه أجرى مشاورات مع خبير عسكري، ويُقدّر أن أي هجوم إسرائيلي على إيران سيكون بداية حملة عسكرية مطولة، وليس حدثًا عابرًا، نظرًا لطبيعة البرنامج النووي الإيراني الواسعة، والسؤال الرئيسي هو: هل ستمتد الحملة لتشمل منشآت الطاقة الإيرانية؟

المسار الدبلوماسي

بينما يُقدّر بنك أوف أمريكا أن إجراءات الرد الإيرانية تعتمد على حجم الضرر الذي لحق بقدراتها العسكرية، وعلى المعضلة بين استعراض القوة والحفاظ على النظام.

 

ويُحذّر البنك من صعوبة حماية البنية التحتية للطاقة في الخليج من الرد الإيراني، لكنه يرى في امتناع إسرائيل عن مهاجمة المصافي الإيرانية دلالة على المعاملة بالمثل.، وعلى المدى الطويل، يُقدّر خبراء البنك الاقتصاديون أن إيران قد تُفضّل حلاً دبلوماسياً بشروط إسرائيل.

 

وتشير مراجعة البنك الدولي إلى أنه في ظل غياب توسع الصراع، ستظل المخاطر المباشرة على دول الخليج (السعودية، وقطر، والبحرين، وعُمان) محدودة، في تقديرهم. بل قد تستفيد هذه الدول من ارتفاع أسعار النفط.

 

ومع ذلك، ينبغي للمستثمرين أن يأخذوا في الاعتبار القرب الجغرافي لدول الخليج من الصراع (الذي يثير بعض المخاوف بشأن التداعيات الإشعاعية المحتملة) واحتمال إلحاق الضرر بالسياحة الإقليمية، فضلاً عن إنتاج النفط وطرق الإمداد، إذا اتسع نطاق الصراع".

الأحداث النفطية التاريخية

ويقدم تقريرٌ صادرٌ عن بنك UBS، وهو أكبر بنك سويسري، تحليلاً يُشير إلى أن الأسواق تميل إلى المبالغة في ردود أفعالها تجاه الأحداث السياسية في البداية، ويُنظر إلى الوضع الحالي على أنه بعيدٌ كل البعد عن الأحداث النفطية التاريخية التي شكلت نقطة تحول.

 

وتُصدّر إيران 1.7 مليون برميل فقط يوميًا (1.6% من المعروض العالمي)، ويتمثل الخطر الرئيسي في تعطيل مضيق هرمز، الذي يمر عبره 22% من نفط العالم. مع ذلك، تمتلك أوبك حوالي 6 ملايين برميل يوميًا من الطاقة الإنتاجية الفائضة التي يُمكن أن تُعوّض عن أي انقطاعات، وأعرب الرئيس ترامب عن اهتمامه بانخفاض أسعار النفط.

 

فيما يتعلق باستراتيجية الاستثمار، يوصي بنك UBS باتباع نهج معتدل - الشراء خلال فترات الضعف الطفيفة في أسواق الأسهم مع الحفاظ على نظرة إيجابية على المدى الطويل. إضافةً إلى ذلك، يُحافظ البنك على موقف سلبي تجاه الدولار رغم مكانته كملاذ آمن، نظرًا لارتفاع الدين الخارجي الأمريكي (90% من الناتج المحلي الإجمالي) وتوقعات تخفيف السياسة النقدية. في الوقت نفسه، يعتبر الذهب وسيلة تحوط ضد المخاطر.

 

مصر تواجه عدة مخاطر 

وعلقت على ذلك إيرينا تسوكرمان محامي الأمن القومي الأمريكي، أن تصاعد الأعمال العدائية بين إسرائيل وإيران  يتجاوز نطاق الصراع المباشر، مُحدثًا تداعياتٍ مُعقدة على المشهد الاقتصادي الهش في الشرق الأوسط. ومن بين الدول الأكثر عُرضةً لهذا الاضطراب مصر، التي تجعلها أحوالها الاقتصادية وموقعها الجيوسياسي عُرضةً بشدة لتداعيات حربٍ مُتصاعدة، ويتطلب فهم المخاطر متعددة الأبعاد التي تواجهها مصر دراسةً مُتأنيةً لبنيتها الاقتصادية، وترابطاتها الإقليمية، وحساباتها الجيوسياسية الأوسع.

 

وأضافت "تسوكرمان" من الناحية الدبلوماسية، تتمتع مصر بمكانة تُمكّنها من لعب دورٍ بنّاء للتوسط في التوترات الإقليمية، وتحقيق التوازن في العلاقات بين دول الخليج وإسرائيل وإيران كلما أمكن، ومن خلال تبني سياسة خارجية براغماتية متعددة الأبعاد، يُمكن للقاهرة أن تسعى إلى الحد من احتمالية امتداد الصراعات التي تُفاقم مواطن الضعف الاقتصادي.

 

وتكمل: كما يُعدّ التعاون مع المؤسسات المالية الدولية، بما فيها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، بالغ الأهمية لتأمين التمويل الطارئ والدعم الفني لإدارة ضغوط ميزان المدفوعات والحفاظ على البرامج الاجتماعية التي تُوفّر الحماية للفئات الأكثر ضعفًا.

 ونوهت: على الصعيد المحلي تواجه الحكومة المصرية مهمةً دقيقةً تتمثل في الحفاظ على التماسك الاجتماعي في ظلّ تزايد الصعوبات الاقتصادية المرتبطة بالتضخم الناجم عن الصراعات واحتمالية نقص السلع الأساسية.

 

وذكرت أن من شأن الاستثمارات في شبكات الأمان الاجتماعي، والدعم المُوجّه للسلع الأساسية، وبرامج التوظيف أن تُساعد في تخفيف التداعيات الاجتماعية والاقتصادية والحدّ من خطر الاضطرابات. وسيكون التواصل الفعال لإدارة توقعات الجمهور وتعزيز المرونة الوطنية أمرًا ضروريًا للحفاظ على الاستقرار السياسي.

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق