أبهرت الفنانة جودي محمد ملكة جمال الموضة ، جمهور مسرح الحياة، خلال مشاركتها بطولة مسرحية المصحة. 

وعن دورها تقول الفنانة جودي محمد :"من على خشبة "مسرح الحياة" بماسبيرو، بدأت رحلتي مع شخصية استثنائية… الكفيفة التي ترى أكثر مما يُرى".

 حينما عُرض عليّ المشاركة في مسرحية "المصحة"، لم أتردد لحظة، لأنني شعرت من البداية أنني أمام تجربة تمثيلية وإنسانية نادرة، تتجاوز حدود الأداء لتلامس جوهر النفس البشرية.

"المصحة" ليست مجرد عمل مسرحي تقليدي، بل هي مرآة عاكسة للمجتمع، تلتقي فيها شخصيات مختلفة داخل مصحة نفسية، كل منهم جاء محمّلًا بحكاية وجرح، بمزيج من السلبيات والإيجابيات. من بينهم كانت شخصيتي… فتاة كفيفة، فقدت البصر لكنها لم تفقد البصيرة، بل أصبحت رمزًا للتفاؤل، ولإمكانية الشفاء من الاكتئاب من خلال الإيمان بالنفس والتواصل مع الآخرين.

لعبت شخصية ترفض الاستسلام، تؤمن بأن النور لا يأتي من العيون، بل من الداخل. كنت أتكلم عن الألم، عن الاكتئاب، عن الأسباب التي قد تُغرق الإنسان في عزلة نفسية، لكنني كنت أُصرّ على تقديم الأمل، باعتباره علاجًا حقيقيًا، يُبنى على التفاؤل والإرادة والحب.

خضت تدريبات مكثفة، ليس فقط لفهم أبعاد الشخصية النفسية، بل لأعيش التجربة بصدق. 

سألت نفسي مرارًا: كيف يمكن لإنسانة لا ترى أن تمنح رؤية؟ ومع كل مشهد، كنت أكتشف الإجابة، فالقلب وحده قادر على الرؤية حين تعجز العيون.

الجميل في العرض أن كل شخصية كانت تمثل شريحة من الواقع: المؤلف الذي يهرب من مواجهة ذاته، بابا نويل الذي يحكي الحكايات بحثًا عن الحقيقة، والمكتبة التي تلجأ للكتب هربًا من الواقع… وكل ذلك في إطار فني درامي ساخر أحيانًا، وعميق طوال الوقت.

أثر العرض كان واضحًا في عيون الجمهور. بعد أحد العروض، اقتربت مني سيدة وقالت: "كنت غارقة في اكتئاب لا يُحتمل، لكن دورك خلاني أصدق إن فيه أمل". هذه الجملة وحدها كانت كافية لأشعر أنني لم أكن فقط أمثل… بل كنت أؤدي رسالة.

أشكر كل فريق العمل، من المخرج الذي وثق فيّ، إلى زملائي على الخشبة، إلى الجمهور الذي تفاعل بصدق. "المصحة" كانت بداية، وأتمنى أن أقدم أدوارًا أخرى بنفس العمق والتأثير.

أنا جودي محمد… وكنت الكفيفة في "المصحة"، لكنني كنت أرى بقلبي، وكنت شاهدة على جمال لا يُرى بالعين.

جودي محمد التي حصلت على لقب ملكة جمال الموضة في مصر لعام 2022، هي فتاة مصرية لفتت الأنظار بإطلالتها وثقتها بنفسها خلال المسابقة. 

تم تتويجها في إحدى الدورات السنوية لمسابقة "Miss Elegant"، والتي تركز على الجمال، الشخصية، والثقافة.