زبيدة ثروت تتصدر تريند جوجل وتخطف القلوب من جديد: قطة السينما التي هزمها السرطان وخلّدتها الأعين

الفجر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

في لحظة مؤثرة ومليئة بالحنين، تصدرت الفنانة الراحلة زبيدة ثروت تريند محرك البحث "جوجل" أمس الأحد ، بالتزامن مع ذكرى ميلادها الـ85، حيث استعاد الجمهور والمحبون ذكريات أجمل نجمات الزمن الجميل، صاحبة العينين الساحرتين والملامح الهادئة التي ظلت أيقونة للجمال والرقة عبر عقود من الزمن.

ورغم اعتزالها المبكر وابتعادها عن الأضواء، لم تغب زبيدة ثروت يومًا عن ذاكرة السينما المصرية، فقد لقبت بـ"قطة السينما"، وكانت عنوانًا للرقة والجمال، إلى جانب كونها واحدة من أشهر نجمات جيلها اللاتي تركن بصمة لا تُنسى رغم قصر مشوارهن الفني.

ولدت زبيدة ثروت يوم 14 يونيو عام 1940 في مدينة الإسكندرية، وتنتمي لأصول شركسية. نشأت وسط عائلة أرستقراطية، فكان والدها ضابطًا ووالدتها حفيدة السلطان حسين كامل، أحد أفراد الأسرة العلوية، وكانت بداية طريقها نحو الفن أشبه بمغامرة محفوفة بالتحديات، فقد واجهت رفضًا قاطعًا من جدها الذي هدد بحرمان العائلة من الميراث إذا ما دخلت مجال التمثيل.

إلا أن موهبتها وجمالها فرضا نفسيهما بقوة، فبعد فوزها بلقب "صاحبة أجمل عيون" من مجلة "الجيل"، ثم تتويجها بلقب "ملكة جمال الشرق" في استفتاء مجلة "الكواكب"، انهالت عليها عروض التمثيل، لا سيما بعد نشر صورها على أغلفة المجلات، حيث لفتت أنظار كبار المنتجين والمخرجين.

شاركت زبيدة في أول أعمالها الفنية من خلال فيلم "دليلة" مع شادية وعبد الحليم حافظ، وهي لم تتجاوز السادسة عشرة من عمرها، ثم توالت أعمالها لتصل إلى نحو 40 عملاً سينمائيًا ومسرحيًا، من أشهرها: في بيتنا رجل، يوم من عمري، زمان يا حب، شمس لا تغيب، الحب الضائع، أنا لا أكذب ولكني أتجمل، وغيرها من الأعمال التي جسدت خلالها أدوارًا متنوعة ما بين الفتاة الرومانسية الحالمة والمرأة القوية المتمردة.

ورغم حصولها على ليسانس الحقوق من جامعة الإسكندرية، ووعدها لجدها بالعمل في هذا المجال، إلا أن حلم التمثيل كان أقوى، وإن عملت لفترة قصيرة تحت التمرين في أحد مكاتب المحاماة، لكنها طُردت منه بسبب توافد المعجبين عليها يوميًا.

وبعد مشوار ناجح حافل بالأدوار المؤثرة، اتخذت زبيدة ثروت قرارًا مفاجئًا بالابتعاد عن الساحة الفنية في منتصف الثمانينيات، بعد مشاركتها في مسرحية "عائلة سعيدة جدًا"، وعللت قرارها برغبتها في التفرغ لحفيدتها التي رزقت بها ابنتها، لتبدأ رحلة جديدة عنوانها "العائلة أولاً".

لكن حياتها الهادئة لم تخلُ من الألم، إذ أصيبت بسرطان الرئة نتيجة شراهتها في التدخين، وهو ما كشفت عنه قبل وفاتها، مشيرة إلى أنها كانت تدخن ما يزيد عن 100 سيجارة يوميًا. رحلت زبيدة ثروت عن عالمنا في 13 ديسمبر 2016 عن عمر يناهز 76 عامًا، تاركة وراءها إرثًا فنيًا وجماليًا لا يُنسى، وأعينًا لا تزال حديث جمهورها إلى اليوم.

ومع حلول ذكرى ميلادها الخامسة والثمانين، لم تكن مجرد مناسبة عابرة، بل تجددت معها المحبة والتقدير لفنانة صنعت لنفسها مكانة استثنائية في قلوب عشاق السينما، ونجحت في أن تبقى حاضرة حتى بعد الغياب، كأنها لا تزال تبتسم لنا من على شاشة الزمن الجميل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق