سجلت أسعار الذهب تراجعًا طفيفًا في التعاملات الآسيوية اليوم الإثنين، في ظل عودة الزخم للدولار الأمريكي، بالرغم من أن المعدن النفيس لا يزال يحتفظ بجزء كبير من مكاسبه المحققة الأسبوع الماضي، التي جاءت بدفع من تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل.
عوامل متداخلة تحكم حركة الذهب
يأتي التراجع الهامشي في سياق تضارب مؤثرات السوق، بين قوة الدولار المدعومة بتوقعات تثبيت الفيدرالي الأمريكي لسعر الفائدة هذا الأسبوع، من جهة، واستمرار المخاوف الجيوسياسية في الشرق الأوسط التي تعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن، من جهة أخرى.
▪️ الدولار الأمريكي استعاد بعض قوته، مع اقتراب اجتماعات مجلس الاحتياطي الفيدرالي، ما يجعل الذهب أقل جاذبية لحائزي العملات الأخرى، إذ أن صعود الدولار غالبًا ما يضغط على أسعار الذهب المقومة به.
▪️ في المقابل، لا تزال التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط — تحديدًا بين إيران وإسرائيل — توفر دعماً للمعدن، حيث يلجأ المستثمرون إلى الذهب كأداة تحوّط ضد أزمات جيوسياسية أو صدمات اقتصادية مفاجئة.
الذهب بين "الفائدة" و"الخوف"
يجد الذهب نفسه مرة أخرى عالقًا بين قوتين متضادتين: السياسة النقدية الأمريكية، التي تحدّ من مكاسبه عبر رفع أو تثبيت أسعار الفائدة، مما يرفع تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب، الذي لا يدر عائدًا.
والاضطرابات العالمية، التي تدفع المستثمرين للبحث عن الأمان، مما يعزز الطلب على الذهب.
التوقعات: حساسية متزايدة لقرار الفيدرالي
يتوقّع محللون أن يظل الذهب في نطاق تداول متقلب حتى صدور قرار الفيدرالي، إذ تتجه الأنظار إلى أي إشارات حول مسار أسعار الفائدة في ظل تباطؤ نسبي في التضخم الأمريكي.
كما أن استمرار النزاع العسكري في الشرق الأوسط سيظل عاملاً داعمًا للأسعار، لكن استمرارية الاتجاه الصعودي تتوقف على مدى التصعيد ومدى تأثيره على أسواق النفط وسلاسل التوريد العالمية.
الذهب في منطقة رمادية
في ظل توازن هشّ بين المخاوف الجيوسياسية والضغوط النقدية، يبدو أن الذهب يسير على خط رفيع، حيث تقفز الأسعار عند أي إشارات لتصعيد في الشرق الأوسط، لكنها تعود للانكماش مع صعود الدولار أو تفاؤل الأسواق بمؤشرات اقتصادية إيجابية.
ورغم التراجع الطفيف اليوم، فإن المعدن النفيس يبقى مرشحًا لحركة حادة في أي من الاتجاهين، وفق تطورات المشهد السياسي العالمي ونتائج اجتماعات السياسة النقدية المرتقبة هذا الأسبوع.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق