لغز كليوباترا.. معرض بباريس يكشف عن تاريخ وأسطورة أشهر ملكات مصر

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لا يزال تاريخ مصر يخفي في طياته الكثير من الأسرار والألغاز والكنوز الثمينة التي تجذب اهتمام العالم أجمع وخاصة في فرنسا، حيث ينظم معهد العالم العربي بباريس معرضا عن إحدى أشهر الملكات في التاريخ ملكة مصر "كليوباترا" ليسلط الضوء على هذه الشخصية التاريخية وعلى أسطورتها باعتبارها واحدة من أكثر شخصيات التارِيخِ القديم سحرا وشهرة.

أسطورة التاريخ 

وتحت عنوان "لغز كليوباترا" انطلقت فعاليات المعرض والتي تستمر حتى 11 يناير 2026 ليكشف النقاب عن أسرار وأسطورة كليوباترا و آخر ملوك البطالمة في مصر فقد حكمت مصر القديمة منذ أكثر من ألفي عام بعد وفاة والدها بطليموس الثاني عشر (من عام 51 وحتى 30 قبل الميلاد).

لغز كليوباترا

ولدت كليوباترا السابعة في الإسكندرية عام 69 قبل الميلاد وورثت مملكة تخضع لنفوذ روما وفرضت نفسها بوصفها دبلوماسية بارعة للحفاظ على سلطتها إلا أن بعد وفاتها صارت الدولة المصرية جزءا من الإمبراطورية الرومانية وطُويت صفحة من تاريخ المتوسط ولكن موت كليوباترا لم يغلق كتاب حكايتها بل أعلن عن بداية أسطورة  ففي هذا الصدد  سلط معهد العالم العربي الضوء على أشهر شخصية نسائية في التاريخ وقد نسجت حولها أسطورة عظيمة لشخصية تجمع بين العاطفة والجمال والسياسة والذكاء ولكن على الرغم من شهرة كليوباترا فإن ندرة المصادر التاريخية وتناقضها تجعلها لغزا حقيقيا ويحاول معهد العالم العربي من خلال هذا المعرض الكشف عن أحدث ما توصلت إليه المعرفة التاريخية والأثريةوحاول القائمون على المعرض كشف النقاب عن هذه الأسطورة  وتساءلوا كيف تبناها الفنانون والكتاب على مر العصور ولماذا لا تزال مُلهمة؟ لنستكشف معا "لغز كليوباترا".. فقد شكل الكُتاب صورتها على مر القرون وهي صورة تتأرجح بين الواقع والأسطورة والأيقونة وازدادت شهرتها منذ انتحارها قبل ألفي عام  وهي شهرة متعددة الأوجه حيث أن مخيلتنا عنها نسجت من خلال الأعمال الأدبية والفنية وأكثرها شهرة مسرحية شكسبير "أنطونيو وكليوباترا" التي أسهمت إسهاما كبيرا في الترويج لها ولمصيرها. 

لذلك يضم المعرض مجموعة منتقاة ليس فقط من القطع الأثرية ولكن من اللوحات والمنحوتات والمخطوطات والمجوهرات والعملات المعدنية، والأزياء والصور الفوتوغرافية إذ يضم نحو 250 عملا فنيا وقطعة أثرية من العصور القديمة وحتى يومنا هذا منتقاة من متحف اللوفر وقصر فرساي ومتاحف أخرى في فرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة وإيطاليا وسويسراويبدأ المعرض باستعراض أحدث الاكتشافات التاريخية والأثرية وبفضل مصادر نادرة كعملات معدنية وبرديات تحمل توقيعها يتم الكشف عن اسم كليوباترا السابعة "فيلوباتور" . 

ويسلط هذا القسم الضوء على الجانب الاقتصادي والسياسي والديني لعصرٍ محوري حين كانت مملكة مصر تحت الحماية الرومانية وعاصمتها الإسكندرية قلب العالم الهلنستي ومركزا مزدهرا للدراسة والتجارة  فقد انتهجت كليوباترا آخر ملوك السلالة البطلمية سياسة إصلاحية أغنت بلادها وبفضل حكمتها الاستراتيجية البارعة ضمنت السلام خلال عشرين عاما من حكمها.

وفي عام 31 قبل الميلاد جاءت الهزيمة في معركة أكتيوم البحرية بين روما بقيادة أوكتافيوس ومصر بقيادة كليوباترا ومارك أنطونيو لتشكل نقطة تحول رئيسية في تاريخ البحر المتوسط و بانتحار ملكتها انتهى عصر البطالمة في مصر.

ومنذ ذلك الحين تحولت كليوبترا الى لغز وأسطورة حيث أن الروايات المتناقلة عنها منذ مئات السنين تعرضت للتحريف وطغت عليها الأبعاد الأسطورية. 

وحرص معهد العالم العربي أن يبرز صورا متعددة ومتنوعة لكليوباترا من خلال عرض كتب التاريخ والفنون التشكيلية وأعمال مسرحية وسينمائية وغيرها من الانتاج الفني الذي ساهم في صناعة أسطورة كليوباترا كملكة طموحة ومتمردة على واقعها.

وبينما حرص الكتاب العرب على إبراز صفات كليوباترا الفكرية ودورها كرئيسة للدولة ويكنون لها في كتاباتهم احتراما كبيرا كملكة مثقفة وحاكمة بارعة فإن الكتاب الرومان مسؤولون عن ترسيخ أسطورتها المظلمة من خلال تصويرها كوحشٍ شرير ففي كتابات العصر الإمبراطوري شُوهت سمعتها ولم تظهر إلا في القصص المخصصة لقيصر أو مارك أنطونيو وكان لهذه المصادر المتحيزة تأثير دائم على التأريخ.

وفي هذا الصدد  قالت إيمان موينزاده، مسؤولة المعارض والمجموعات في معهد العالم العربي فى تصريحات صحفية لها "أردنا من خلال هذا المعرض اكتشاف كليوباترا كنت أظن أنني أعرفها واكتشفت مع هذا المعرض أنني لا أعرفها إطلاقا وأريد أن يكتشفها الزوار كما فعلت وإدراك أنها شخصية فاتنة ومبهرة وأيضا إدراك أهمية التاريخ وكيف يشكل سمعة شخص ما سمعة تدوم لسنوات وسنوات لذلك نحاول إصلاح هذه الصورة مع سرد التاريخ.

وأضافت أريد أن أُبرز الشهرة والشعبية التي حظيت بها كليوباترا على مر السنين ونرى تأثيرها على الفنون فقد ألهمت العديد من الفنانين على مر العصور وأبدع كل منهم صورة لكليوباترا خاصة به في الرسم والنحت والسينما وهذا ما أردت إظهاره حقا كثرة الصور والوجوه المتعددة المرتبطة بها.

وشددت على أن الأمر لا يتعلق بجمالها ولا بإغوائها ولكن نظهرها على حقيقتها كرئيسة دولة نظهر ما فعلته فعليا كحاكمة مصروهذا ما نكتشفه فاليوم يعيد الفنانون المعاصرون تشكيل صورتها التي كانت في في الفنون مخصصة لجمالها ولكنهم يستعيدون فكرة أن كليوباترا كانت في المقام الأول امرأةً ذات سلطة ورئيسة دولة.

ومنذ القرن الـ 16 تم إبراز صورة كليوباترا من جديد في الأدب والفن وتم تخيل مشهد موتها عبر القرون لينسج بذلك مع كل عمل أدبي جديد "كليوباترا الخالدة" عبر العصور فقد أصبحت مصدرا لإلهام لاينضب ومع العديد من المخطوطات واللوحات والمنحوتات منها منحوتة تعود إلى القرن السابع عشر مقامة في حديقة قصر فرساي وتصورها وهي تمسك الأفعى.

كما خلدها الأدب والمسرح والأوبرا والسينما حيث نجد الممثلة سارة برنار التي جسدت دورها في فيلم "كليوباترا" للمخرج فيكتوريان ساردو فضلا عن ممثلات لديهن كاريزما خاصة وجسدن شخصيتها بشكل مذهل بملابس فاخرة من بينهن صوفيا لورين وإليزابيث تايلور في الفيلم الشهير للمخرج جوزيف إل مانكيفيتش عام 1963. 

وفي نهاية القرن الـ 19 برزت صورة كليوباترا كأيقونة للهوية والنضال من أجل التحررهذه المرأة القوية المستقلة التي فضلت الموت على الاستسلام، أعيد تشكيل صورتها من منظور نضال سياسي جديد، ففي مصر واُعتبرت رمزا وطنيا لمقاومة الاستعمار وفي الولايات المتحدة يحتضنها المجتمع الأمريكي الأفريقي كزعيمة دولة أفريقية وعلى نطاق أوسع تعيد الحركات النسائية رسم صورتها كامرأة قوية عرفت كيف تُسمِع صوتهاوهكذا عبر القرون لا تزال شخصية كليوباترا مرآةً للتطلعات والإلهام.

ويقدم المعرض هذه الصور المتنوعة والمتعددة لها في محاولة لحل اللغز الذي أحاط بأشهر نساء التاريخ حتى اليوم.

لذلك اعتبرتها إيمان موينزاده كالملكة "الخالدة" التي لا تزال حية من خلال هذه الأعمال الفنية والأدبية وختمت قولها مازال المؤلفون يكتبون عنها ومازالنا نقيم معارض عنها إنها شخصية تُبهر دائما، وأتطلع لرؤية كيف سيمثلها الفنانون بعد قرن من الزمان.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق