بعد الإفراج عن نتائج الدورة العادية لامتحانات البكالوريا لسنة 2025، كثّفت مراكز المراجعة والدعم من وتيرة ضخّ إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي حول عروض تسجيل التلاميذ في التحضير لمباريات المدارس والمعاهد العليا ذات الاستقطاب المحدود، ما جددّ تنبيهات تنظيمات لجمعيات الأولياء من “رسوم باهظة”.
وقالت هذه التنظيمات، في حديثها إلى جريدة هسبريس الإلكترونية، إن “الجشع يحكم المبالغ التي تعتمدها مجموعة من المراكز لمواكبة التلاميذ الراغبين في اجتياز مباريات المعاهد المذكورة؛ إذ يستغل القائمون عليها طموح هؤلاء وغياب البدائل لدى الأولياء”، منبّهة إلى وجود “منصات رقمية تشد مجانا بأيدي الحاصلين على الباك في رحلة التحضير لولوج المؤسسات التي ستلبي طموحاتهم المهنية”.
وفي هذا السياق، عبّرت الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ عن “رفض إرهاق الأسر بمباريات إضافية غير ضرورية تكبدهم عناء التنقل والتكاليف المادية الباهظة”.
وطالبت الفيدرالية ذاتها، في بيان توصلت به هسبريس، وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة “بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي لإنشاء منصة رقمية وطنية لترتيب الناجحين حسب الاستحقاق وتوزيعهم على مؤسسات التعليم العالي وفق اختياراتهم”، مؤكدة أن “نقط التلميذ موجودة على منصة ‘مسار’ ويمكن اعتمادها بآليات دقيقة وشفافة”.
“استنزاف”
نور الدين عكوري، رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، أكد أن “مراكز التحضير لمباريات ولوج المؤسسات والمعاهد العليا تستنزف الأسر المغربية”، مفيدا بأن “جزءا مهما منها يفرض رسوما مالية باهظة، لا تقل أحيانا عن 2000 درهم، مقابل الاستفادة من فترة وجيزة من الدعم، لا تتعدى الأسبوعين”.
ووضّح عكوري، ضمن تصريح لهسبريس، أن “ما يخلق هذا الاستنزاف هو كون التلميذ يكون مضطرا للتحضير لمباريات مدارس عليا عدة، وفي بعض الأحيان لكافة تلك التي تعتمد الاستقطاب المحدود”، مشددا على أن “نسبة مهمة من التلاميذ لا تملك القدرة المادية لولوج هذه المراكز، خصوصا أولئك الذين يقطنون بالمدن غير الكبرى؛ بالنظر إلى ما يجره الأمر من تكاليف أخرى مرتبطة بالتنقل والمبيت والأكل والشرب”.
ونبّه المتحدث إلى أن “المردودية تبقى، في نهاية المطاف، غير مضمونة؛ إذ إن ثمّة تلاميذ يحضّرون بهذه المراكز يتفوقون في ولوج المعاهد التي يرغبون بمتابعة دراستهم العليا بها، وآخرون لا”.
وأشار عكوري إلى كون الطلب يبقى “مرتفعا” على مراكز الدعم، رغم “المبالغ الباهظة التي تعتمدها”، وقال: “الأسر لا تجد بديلا”، موضحا أنه “لذلك، اقترحت الكونفدرالية إحداث منصة رقمية لتوزيع التلاميذ على المؤسسات العليا حسب اختياراتهم، بعد ترتيبهم حسب الاستحقاق بناء على النقاط المحصل عليها”. وأضاف أن “هذا حل يوصد الباب أمام جشع معاهد الدعم”.
“دكاكين”
سعيد كشاني، رئيس الكونفدارلية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، انتقد من جهته “جشع عدد من المراكز والمعاهد التي تواكب التلاميذ في التحضير لمباريات المعاهد العليا”، قائلا إن “لجوءها إلى الاقتيات على رغبتهم وأوليائهم في حسم مسألة مصيرية، غير مقبول”.
في المقابل، لفت كشاني، ضمن تصريح لهسبريس، إلى “وجود قنوات عدة على يوتيوب ومنصات إلكترونية تغص بفيديوهات أساتذة يشرحون، مجانا، دروس واختبارات مباريات المؤسسات الجامعية العليا؛ إذ يمكن للتلاميذ الاستفادة منها دون الاضطرار إلى قصد ‘الحوانيت الخاصة’ التي تفتح أبوابها في هذه الفترة”.
الفاعل المدني ذاته قال: “نحن من حيث المبدأ لسنا ضد فتح هذه المراكز، ولكننا نرفض اعتمادها أثمنة مرتفعة تفوق جودة الخدمة، واستغلالها حاجة التلاميذ للدعم”، مشددا على أن “ما يلزم هو تعزيز الوعي في صفوف الأخيرين وأوليائهم بوجود المنصات المجانية المذكورة، وبإمكانية التعويل عليها للنجاح في مباريات المعاهد المذكورة، شريطة بذل الجهد المطلوب”.
0 تعليق