في الذكرى الـ12 لثورة 30 يونيو.. دراسة قضائية تكشف: ...

مصر تايمز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
  • استغلال لحظة 25 يناير والوصول إلى السلطة وسقوط القناع (2011–2013)
  • العنف من السقوط السياسي إلى العمل التخريبي واعتصام رابعة لم يكن احتجاجاً بل تحصين مسلح
  • تكوين اللجان النوعية الإخوانية بداية الإرهاب المنظم وشبكة إعلامية موجهة والتحريض من الخارج

 

في الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو، التي أطاحت بحكم جماعة الإخوان المسلمين، كشفت دراسة قضائية حديثة أعدها الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي، نائب رئيس مجلس الدولة، عن التفاصيل الدقيقة لمرحلة فارقة في تاريخ مصر، حين استغلت جماعة الإخوان لحظة الفراغ السياسي عقب ثورة 25 يناير 2011 للانقضاض على الدولة، مستخدمة خطابًا دينيًا مزدوجًا، وتحركات تنظيمية محكمة، وأدوات إعلامية وتحريضية، انتهت بسقوط قناعها أمام الملايين في الشوارع.

استغلال 25 يناير: التنظيم يتسلل إلى الدولة

يؤكد الدكتور خفاجي أن جماعة الإخوان بدت في بداية الثورة مترددة وحذرة، لكنها ما لبثت أن تقدّمت الصفوف عقب سقوط نظام مبارك، فأنشأت حزب "الحرية والعدالة" كواجهة سياسية تُخفي خلفها البناء التنظيمي العقائدي الصلب. وقدّمت الجماعة نفسها كمشروع إصلاحي معتدل، بينما كانت في الداخل تُعِدّ كوادرها للتمكين والسيطرة، معتبرة هذه المرحلة "فرصة تاريخية" لتحقيق حلمها المؤجل بحكم مصر.

429.jpg
426.jpg
428.jpg
430.jpg
427.jpg
425.jpg

محمد مرسي في الحكم.. دولة التنظيم لا دولة القانون

ومع فوز محمد مرسي في انتخابات الرئاسة عام 2012، ظهرت بوضوح ملامح الدولة الإخوانية، حيث جرى تعيين عناصر الجماعة في مواقع حساسة داخل مؤسسات الدولة، في ما سُمّي بـ"أخونة الدولة". وبلغ التمكين ذروته في إعلان 21 نوفمبر 2012 الدستوري، الذي حصّن قرارات الرئيس من الطعن، واعتُبر انقلابًا على السلطة القضائية، وأثار غضبًا شعبيًا واسعًا.

الصدام مع الدولة والمجتمع.. وانكشاف الوجه الحقيقي

شهدت البلاد خلال حكم الجماعة تصاعدًا في وتيرة التصادم مع مؤسسات الدولة، خاصة القضاء والشرطة والإعلام، فضلًا عن تهميش القوى الوطنية. وبلغ الصدام ذروته في أحداث قصر الاتحادية، حيث جرى سحل المعارضين علنًا، ما كشف الوجه القمعي للتنظيم. وتبيّن أن الجماعة لم تكن تملك مشروعًا مدنيًا للحكم، بل كانت تفتقر إلى أدوات الدولة، وتسعى للسيطرة فقط.

سقوط القناع في 30 يونيو.. و"الشرعية أو الدم"

في 30 يونيو 2013، خرج الملايين إلى الشوارع مطالبين بإسقاط حكم الجماعة، وهو ما دفع القوات المسلحة إلى التدخل في 3 يوليو لعزل محمد مرسي. وتؤكد الدراسة أن هذا السقوط لم يكن مجرد إطاحة برئيس، بل انهيارًا لحلم التمكين الذي سعت إليه الجماعة لعقود. وبدلًا من مراجعة التجربة، اختارت الجماعة التصعيد، ورفعت شعار "الشرعية أو الدم"، لتؤكد أن مشروعها لم يكن إصلاحيًا بل استحواذيًا بامتياز.

من السقوط السياسي إلى العمل التخريبي.. واعتصام رابعة لم يكن سلميًا

تشير الدراسة إلى أن جماعة الإخوان، بعد سقوطها السياسي، انتقلت إلى العمل التخريبي. وتكشف أن اعتصام رابعة لم يكن احتجاجًا سلميًا كما زعمت الجماعة، بل كان تحصينًا مسلحًا، ضمّ أسلحة نارية وبيضاء، ومنصات تحريضية، وخطابات تهدد بإسقاط الدولة. وبحسب الشهادات الميدانية، كانت هناك دعوات واضحة للجهاد والقتال، وخطاب داخلي موجه لتعبئة الأنصار نحو المواجهة المسلحة، في مقابل خطاب خارجي يُروّج للسلمية.

اللجان النوعية.. بداية الإرهاب المنظم

بعد فضّ الاعتصام، دخلت الجماعة في طور جديد من العمل السري المسلح. أنشأت ما يسمى بـ"اللجان النوعية"، وهي خلايا سرّية تولت تنفيذ عمليات إرهابية ممنهجة ضد منشآت الدولة ورجال الأمن. وشملت هذه العمليات تفجيرات لأبراج الكهرباء، وأقسام الشرطة، وكمائن الجيش، وأسفرت عن سقوط شهداء من القوات المسلحة والشرطة.

وتربط الدراسة هذه اللجان بقيادات إخوانية هاربة في تركيا وقطر، مشيرة إلى أنها اعتمدت في فكرها على أدبيات سيد قطب ومفاهيم مثل "الطاغوت" و"دار الحرب"، لتبرير العنف والقتل ضد أبناء الوطن.

التحالف مع تنظيمات تكفيرية.. وسيناء تتحول إلى بؤرة إرهاب

أوضحت الدراسة وجود تنسيق بين الإخوان والتنظيمات الإرهابية في سيناء وليبيا، حيث ظهرت أدلة على تبادل الدعم والمعلومات بين الجماعة وتنظيم "أنصار بيت المقدس"، الذي بايع لاحقًا تنظيم داعش. وتحولت سيناء خلال تلك الفترة إلى ساحة مفتوحة للعنف، نُفّذت فيها عمليات نوعية ضد الجيش المصري، وأثبتت التحقيقات أن بعض الدعم اللوجستي جاء من قنوات الإخوان بالخارج.

إعلام الخارج.. ماكينة تحريض موجهة ضد الدولة

اختتمت الدراسة بالإشارة إلى أن الجماعة أنشأت شبكة إعلامية ضخمة تعمل من إسطنبول ولندن، من خلال قنوات مثل "الشرق" و"مكملين" و"وطن"، تبث الشائعات وتُحرّض ضد الدولة، وتستخدم الدين لتبرير الخروج على الحاكم والدعوة للفوضى، في محاولة لزعزعة استقرار البلاد عبر منصات إعلامية تخدم أهداف التنظيم.

دراسة خفاجي: من الدولة إلى الفوضى.. الإخوان اختاروا التصعيد بدل المراجعة

خلص الدكتور محمد خفاجي في دراسته إلى أن جماعة الإخوان، بعد أن سقط مشروعها في اختبار السلطة، اختارت طريق التصعيد والعنف، وفضّلت وهم "العودة القريبة" على الاعتراف بالفشل. وأثبتت المرحلة أن التنظيم لم يكن يومًا يحمل مشروعًا وطنيًا أو ديمقراطيًا، بل كان يستهدف الهيمنة المطلقة على مقدرات الوطن، ولو بثمن الدم والفوضى.

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق