أكد الدكتور طه الخطيب، المحلل السياسي الفلسطيني، أن مصر تبذل جهودًا كبيرة ومتواصلة مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية لمعالجة الوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه قطاع غزة، مشددًا على أن الجهد المصري يتميز بالنزاهة والشفافية، ولا تشوبه شائبة.
وأوضح "الخطيب " خلال مداخلة هاتفية مع برنامج " الحياة اليوم" المذاع عبر فضائية " الحياة" اليوم السبت، أن الورقة المصرية الخاصة بوقف إطلاق النار والتبادل نالت تأييدًا واسعًا، وقد جرى التفاوض بشأنها لما يقرب من 70 يومًا، إلا أن تعنّت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وإصراره على إخراج قادة حركة "حماس" ونزع سلاح المقاومة، أدى إلى تعقيد الموقف، بل وبلغ حد التطاول على الدور المصري.
وأشار المحلل السياسي الفلسطيني، إلى أن مصر تُعد الداعم الأول لغزة من حيث المساعدات الإنسانية، إذ قدّمت ما يقرب من 70% من إجمالي المساعدات التي دخلت القطاع منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر وحتى الآن، في ظل محاولات مستمرة لإنقاذ أكثر من مليوني إنسان من سكان القطاع المحاصر.
وتابع أن الاحتلال الإسرائيلي عزل مدينة رفح بالكامل، وبدأ تنفيذ عمليات إخلاء قسري للسكان باتجاه مناطق خان يونس ودير البلح، بينما تقف آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات عند بوابة رفح دون السماح بدخولها، مؤكدًا أن كل ما يحتاجه الإنسان من الغذاء والدواء والماء لم يدخل غزة منذ بداية شهر رمضان، ما يجعل الوضع الإنساني مأساويًا بكل المقاييس.
وقال "إن نتنياهو لا يريد وقف الحرب، ويسعى لإرباك المساعي المصرية عبر التصعيد السياسي والإعلامي، في محاولة للحصول على ضوء أخضر أمريكي بخصوص ملف إيران،" لافتًا إلى أن الولايات المتحدة تبحث عن حل نهائي لقضية غزة، لكن إسرائيل تحاول توظيف الحرب لتحقيق مصالحها السياسية والأمنية.
ودعا بعض الأطراف داخل حركة "حماس" إلى ضرورة توضيح الموقف المصري بشكل واضح للرأي العام الفلسطيني والعربي، ورفض محاولات التشكيك، مؤكدًا أن الوقوف متفرجًا في ظل هذا التصعيد لا يخدم القضية الفلسطينية.
وشدد على أن مصر لا تحتاج إلى من يدافع عنها، فجهودها صادقة وموقفها مبدئي، وغير قابل للتشكيك، مشيرًا إلى أن القاهرة لا تزال تلعب الدور المحوري في دعم غزة والدفاع عن الشعب الفلسطيني، رغم كل التعقيدات السياسية والعراقيل الميدانية.
0 تعليق