رغم وعود الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بإطلاق هاتفه الذكي الخاص "Trump T1" وخدمة المحمول التابعة له "Trump Mobile"، فإن العديد من الخبراء يشككون في قدرة المشروع على النجاح أو حتى الإطلاق ضمن الجدول الزمني المعلن.
الهاتف، الذي تم الإعلان عن بيعه بسعر 499 دولارًا في سبتمبر المقبل، يأتي بمواصفات تعتبر قوية نسبيًا، مثل شاشة 6.8 بوصة، ذاكرة وصول عشوائي 12 جيجابايت، سعة تخزين 256 جيجابايت، بالإضافة إلى منفذ سماعات الرأس ودعم بطاقات microSD.
وتشير بعض المزاعم إلى أنه سيتم تجميع الجهاز في ولايات أميركية مثل ألاباما وكاليفورنيا وفلوريدا، وهي خطوة تُروَّج لها كدليل على "إعادة التصنيع إلى الداخل الأميركي".
لكن محللي صناعة التكنولوجيا ينظرون للأمر بشك عميق. فحسب تأكيداتهم، لم تعد الولايات المتحدة تمتلك سلسلة التوريد المتكاملة الضرورية لتصنيع هاتف ذكي بالكامل محليًا، بدءًا من الشاشات والرقائق وحتى أبسط المكونات مثل البلورات وأجهزة الاستشعار – وهي عناصر يتم تصنيعها غالبًا في الصين، تايوان، وكوريا الجنوبية.
ومما يثير مزيدًا من الجدل، أن تصميم ومواصفات هاتف T1 يشبهان بشكل لافت هاتفًا صينيًا منخفض التكلفة يُعرف باسم REVVL 7 Pro، ويُباع حاليًا مقابل أقل من 180 دولارًا.
هذا التشابه دفع البعض للاعتقاد بأن T1 ما هو إلا هاتف صيني معاد تسميته، أُنتج عبر شركة تصميم وتصنيع أصلية (ODM) – وهو أمر شائع في الصناعة، لكنه يناقض تمامًا ادعاءات "Trump Mobile" بشأن التصنيع الأميركي.
بل إن هذا التناقض، وفقًا للمراقبين، قد يجعل من المشروع بأكمله "مهزلة سياسية"، إذ إن تسويق منتج صيني على أنه رمز للسيادة الاقتصادية الأميركية، بينما يُباع تحت شعار مكافحة النفوذ الصيني، سيُفقده أي مصداقية أمام الجمهور.
خدمة Trump Mobile
على الجانب الآخر، يُعتقد أن خدمة Trump Mobile قد تكون أكثر قابلية للتحقيق والربح مقارنة بالهاتف نفسه.
تُقدم الخدمة بخطة شهرية تبلغ 47.45 دولارًا – وهي أعلى من العديد من المنافسين مثل Charter (30 دولارًا)، Comcast (40 دولارًا)، وBoost Mobile (25 دولارًا).
كما تقدم شركات مثل Visible by Verizon وMint Mobile خططًا تبدأ من 20 دولارًا فقط شهريًا.
ورغم ذلك، يقول المحلل روجر إنتنر إن الخدمة يمكن أن تحقق التعادل المالي بعدد مشتركين يتراوح بين 200,000 إلى 300,000 مستخدم فقط، بشرط تقليل النفقات التشغيلية مثل عدم فتح متاجر فعلية والاعتماد الكامل على البيع عبر الإنترنت.
تظل المنافسة في سوق الاتصالات شرسة، ولا تملك Trump Mobile ميزة سعرية أو تقنية واضحة.
لكن يمكنها أن تستهدف شريحة معينة من المستخدمين الموالين لترامب سياسيًا، ما قد يساعدها على تحقيق عائد محدود، رغم عدم قدرتها على منافسة العلامات التجارية الراسخة من حيث الانتشار أو القيمة المضافة.
خلاصة
بينما يبدو أن مشروع Trump T1 قد يواجه عوائق واقعية تتعلق بالإنتاج والمصداقية، فإن Trump Mobile – رغم ارتفاع أسعارها – قد تنجح في تأسيس نموذج تجاري محدود ضمن جمهور معين.
ومع ذلك، فإن مستقبل المشروعين سيعتمد على مدى شفافيتهما، واستدامتهما الاقتصادية، ومصداقية تنفيذ الوعود في بيئة تكنولوجية لا ترحم الشعارات السياسية.
0 تعليق