يبحث الأطفال من عمر 9 سنوات وحتى مرحلة المراهقة عن الأمان والصحبة الصادقة يحتاجون إلى شخص يسمعهم ويضحك معهم ويق بجانبهم وقت الشدة ، ولكن قد يكون هذا الصديق هو نفسه مصدر الاذى والضغط والاضطراب ، فقد يختفي وقت الحاجه ويظهر عند المنفعة، والصداقة التي قد يتمسك بها الطفل أو المراهق في هذه الحالة لا تكون إلا صداقة ضارة وسامة لا تنفع ولا تضر.
وفي هذا التقرير يوضح تحيا مصر كيفية التفرقة بين الخلافات العادية والمناوشات السامة، وما هي طرق حماية النفس، والتي تتمثل في الآتي:-
الصداقة الصحية: تعتذر وتصحح الأخطاء، تمنحك طاقة إيجابية، تتميز بالتوازن بين الأخذ والعطاء، واحترام الحدود.
الصداقة السامة: تتجاهل ألمك أو تلومك، تستنزف طاقتك، وتكون قائمة على الأخذ فقط.
كيفية بناء صداقات صحية من البداية:
- كن نفسك: لا تتصنع شخصية لإرضاء الآخرين.
- اختر من يشبهك في القيم:الشخص الذي يقدّر عائلته، يحترم الآخرين، ويتعامل بلطف.
- راقب الأفعال وليس الكلمات:كثيرون يقولون إنهم "أصدقاء للأبد"، لكن الأفعال هي المعيار الحقيقي.
- امنح العلاقة وقتاً: حتى تتضح الأمور وتظهر المواقف الحقيقية، ولا تتسرع في كشف أسرارك أو التعلق بشكل مفرط.
ما هي الصداقة السامة؟
الصداقة السامة هي علاقة تشعر فيها دائماً بالضغط، تخاف من فقدان الطرف الآخر، أو تضطر للتنازل عن نفسك لإرضائه. فيها: تعطي وتُرهَق، بينما الآخر يأخذ ويتحكم، قد لا تدرك الأمر في البداية، لكن مع مرور الوقت، تبدأ في الشعور بما يحدث.
إشارات تنبهك إلى الصداقة السامة:
- يشعرك دائماً بأنك أقل منه: يقارنك بالآخرين، يسخر من ملابسك، مظهرك، أو حتى طموحاتك، مما يجعلك تشعر بأنك لست جيداً بما فيه الكفاية، فتظل تحاول إثبات نفسك له.
- يسخر من مشاعرك ويستخف بمشاكلك: عندما تخبره أنك تعاني من ضغط دراسي أو مشاكل في المنزل، يضحك أو يغير الموضوع أو يقول: "أنت تبالغ". هذا التقليل من شأن مشاعرك يترك أثراً نفسياً كبيراً مع الوقت.
-يصادقك فقط عند الحاجة: يتواصل معك عندما يحتاج شيئاً، مثل واجب دراسي، تذكرة حفلة، أو دعم نفسي بعد انفصال عاطفي، لكنه لا يكون موجوداً عندما تكون في حالة انهيار.

يغضب إذا اقتربت من الآخرين
الصديق السام لا يرغب في أن تكون لديك صداقات أخرى، ويشعر بالغيرة من أي علاقة جديدة قد تنشئها، وكأنه يراك ملكًا له. قد يفتعل مشاكل لتجعلك تبتعد عن الآخرين.
يشجعك على القيام بما يتعارض مع قيمك
يضغط عليك لتجرب التدخين، أو يدفعك للتحدث بأسلوب غير لائق مع عائلتك، أو يشجعك على التغيب عن المدرسة، أو التصرف ضد قناعاتك؛ ليظهر له أنك متعاطف معه وتدعم قراراته، وهذا النوع من الأصدقاء هو الأخطر.
ينشر أسرارك وقد يستخدمها ضدك
قد تبدأ العلاقة بثقة، لكن في لحظة غضب أو انتقام، تجد أنه ينشر ما قلته له في السر أو يهددك به، وهذا التصرف يسبب أذى نفسي عميق.
تعود من لقائه غير سعيد
ليس من الضروري أن يكون الصديق السام عدائيًا بشكل مباشر، أحيانًا يُثقل عليك عاطفيًا بكثرة الشكوى، والدراما، وطلبات الدعم دون مقابل، أو المزاج المتقلب.
مع العلم أنه ليس كل خلاف يعني انتهاء الصداقة، فالأصدقاء الحقيقيون قد يختلفون أحيانًا، وقد يقولون كلمات جارحة في لحظة غضب، لكن الفارق هنا.
طرق للحماية من الصداقة السامة
حدد حدودًا واضحة: لا تخجل من قول: "لا أحب هذا الأسلوب"، أو "لا أريد التحدث عن هذا الآن"، واعلم أن وضع الحدود ليس قسوة، بل هو احترام لذاتك.
استمع إلى مشاعرك الداخلية: هل تشعر بالتوتر كلما وصلتك رسالة منه؟ هل تشعر بالتردد عند لقائه؟ مشاعرك غالبًا ما تنبهك قبل أن تدرك ذلك تمامًا.
ابتعد تدريجياً: إذا كنت لا تستطيع المواجهة بشكل مباشر، يمكنك تقليل التفاعل تدريجيًا: لا ترد بسرعة، لا تبادر دائمًا، ولا تشاركه كل تفاصيل حياتك.
تحدث مع شخص تثق به: صديق ناضج، أحد الوالدين، معلم، أو مستشار نفسي؛ مشاركتك لما يحدث قد تفتح عينيك على حقائق كنت تبررها لنفسك.
لا تشعر بالذنب: أكثر ما يمنع المراهقين من الانسحاب هو الشعور بالذنب، لذا تذكر: رفض العلاقة المؤذية ليس أنانية، بل شجاعة، وقد تشعر بالفراغ، الوحدة، أو الحزن بعد إنهاء هذه العلاقة السامة.
امنح نفسك وقتًا للشفاء، ستتعلم، وستنضج، وستُحيط نفسك يومًا بأصدقاء يشبهونك حقًا، فمن الطبيعي أن تحزن على الذكريات، حتى لو كانت العلاقة مؤذية.
والأفضل قبل تطبيق هذه النصائح أو العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
0 تعليق