ماذا يفعل 800 ألف أمريكي في إسرائيل؟

الرئيس نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كتب الباحث في الشؤون الأمريكية، محمد المنشاوي، هبر صفحته على “فيسبوك” متسائلًا عن: “ماذا يفعل ٨٠٠ ألف أمريكي في إسرائيل؟”

أوضح في منشوره أنخ: "وسط الجدل حول حدود التدخل الأمريكى فى العدوان الإسرائيلى على إيران، قال الرئيس دونالد ترامب «نحن نسيطر على السماء الإيرانية»، وقصد ترامب سيطرة إسرائيل رغم استخدامه كلمة «نحن».

تابع: “لم تكن هذه زلة لسان أو هفوة ترامبية، بل هى تعبير صريح ومباشر عن حجم التناغم والتكامل فى رؤية قيادة الدولتين للشرق الأوسط ولسياستهما ومصالحهما المتطابقة فى أغلب ملفاته.”.

يضيف: “ربما صعب على الكثيرين فى عالمنا العربى تفهم حجم وعمق خصوصية علاقة الدولتين، إلا أنهم معذورون حيث لا يوفر تاريخ العلاقات بين الدول الحديثة أى سابقة بهذه الصورة. وسهل من الوصول لهذه النقطة غير المسبوقة غياب أى موقف عربى يفرض تكلفة على طبيعة هذه العلاقات الخاصة على الجانب الأمريكى”.

يستطرد المنشاوي قائلًا: "لفهم خصوصية هذه العلاقات أعرض هنا لنقطة أن في هجمات ٧ أكتوبر قتل  46 أميركيًا، كما احتجزت حماس ١٢ رهينة أمريكية في ذلك اليوم، ولا يمكن فهم طبيعة العلاقات بين أمريكا وإسرائيل فيما يتعلق بغزه دون تذكر ذلكً طوال الوقت:

وعدد القتلى  والاسرى الأمريكيين طبيعي في ظل وجود ما يقرب من 800 ألف أمريكى يعيشون داخل إسرائيل.

وتشير تقديرات حديثة للوكالة اليهودية إلى وصول عدد اليهود فى جميع أنحاء العالم إلى نحو 15.7 مليون شخص، بينهم 7.2 مليون يهودى داخل إسرائيل، ويعيش حوالى 8.5 مليون يهودى خارج إسرائيل، أغلبيتهم الساحقة بما يقدر بنحو 6.3 ملايين شخص فى الولايات المتحدة (ما نسبته 74% من إجمالى يهود العالم خارج إسرائيل). فى الوقت ذاته، تشير تقديرات أمريكية لوجود ما يقرب من ثلاثة أرباع المليون أمريكى يعيشون داخل إسرائيل (أى ما نسبته 7.6% من سكان إسرائيل اليهود)، منهم نحو 60 ألف أمريكى يعيشون فى المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية، حيث يسمح «قانون العودة» لأى يهودى فى العالم بالحصول على الجنسية الإسرائيلية".

يضيف: “يختار كثير من اليهود الأمريكيين العيش فى إسرائيل تماشيا مع طبيعة تعاليمهم الدينية، ولا يكتسب هؤلاء الجنسية الإسرائيلية فى حالات كثيرة، رغم أن هجرتهم إلى إسرائيل تتغير لتصبح شكلا من أشكال الإقامة الدائمة”.

تابع: “كما أن هناك العديد من المنظمات الصهيونية التى تدعم وتسهل انتقال اليهود الأمريكيين، خاصة الفقراء منهم، بولايتى نيويورك ونيوجيرسى، للعيش داخل إسرائيل ومستوطنات الضفة الغربية. ويعد تحقيق التوازن السكانى مع العرب الفلسطينيين أحد أهم أهداف الجهود التى تدفع بها منظمات صهيونية تشجع على الهجرة لإسرائيل بين اليهود الأمريكيين”.

يضيف: “يختار المهاجرون الأمريكيون اليهود العيش بمناطق يعرف عنها التدين والطبيعة المحافظة اجتماعيا، وضمن عائلات كبيرة، وينجبون أطفالا كثيرة، ولديهم غالبا العديد من الأفراد الذين يخدمون فى الجيش أو كجنود احتياط”.

أوضح ان «واشنطن بوست»، قدرت بعد عملية طوفان الأقصى، وجود نحو 23 ألفا و380 مواطنا أمريكيا يخدمون فى جيش الاحتلال، كما غادر أكثر من 10 آلاف مدنهم الأمريكية تلبية لطلب قوات الاحتياط للعودة لوحداتهم القتالية.

يضيف: “ولا تشجع الحكومة الأمريكية مواطنيها على الخروج والقتال فى الحروب الخارجية، ولكن هناك تاريخا طويلا لليهود الأمريكيين الذين خدموا فى الجيش الإسرائيلى منذ احتلال فلسطين عام 1948، كما لا تعد الخدمة فى جيش دولة صديقة للولايات المتحدة عملا مخالفا للقانون الأمريكى”.

تابع: “تساهم العلاقات المتشابكة بين يهود أمريكا وإسرائيل - فى أحد جوانبها- فى تلقين العقل السياسى الأمريكى نظرة إسرائيلية أحادية الجانب للصراع على الرغم من لعب أمريكا - رسميا- دور الراعى الأهم لعملية سلام الشرق الأوسط منذ رعايتها معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979، ووصولا إلى الوساطة بين إسرائيل وحماس”.

اختتم حديثه قائلًا: “من جانبها، تدرك إسرائيل قيمة وجود أمريكيين لديها، مما يمنحها نفوذا داخل الدوائر الأمريكية المختلفة، ويسهل وجودهم -أيضا- من جهود اللوبى الصهيونى فى الولايات المتحدة”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق