تعامد الشمس.. عبقرية المصريين القدماء في رصد الكون

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في ظاهرة فريدة تدل على مدى تقدم وتفوق القدماء المصريين في علمي الفلك والهندسة، تعامدت الشمس صباح اليوم بالغرف المقدسة بمعبد إدفو في مدينة أسوان معلنة بدء فصل الصيف طبقاً للتقويم الذي وضعه القدماء المصريين.

رصد دقيق للشمس

المصريون القدماء كانوا أول من أدرك أن الشمس لا تتحرك بشكل عشوائي، بل تتبع مساراً منتظماً على الأفق، ومن خلال رصد دقيق للشمس ونجوم مثل الشعرى اليمانية، قدروا طول السنة بـ 365.25 يوماً، قبل آلاف السنين من ظهور التقويمات الرومانية أو الإغريقية.

الانقلاب الصيفي

ففي الأهرامات، بنيت الممرات بزاوية دقيقة بحيث تضيء أشعة الشمس وجوه الغرف الداخلية في أيام معينة، أقربها الانقلاب الصيفي، بعيدا عن الاعتدال مباشرة، ومعابد مثل الكرنك كانت منصة للتعامد الشمسي على المدخل أو الغرف المقدسة خلال أوقات فلكية محددة، مما يدل على دمج الفلك والدين، وأبو سمبل حيث تتعامد الشمس على تمثالي رمسيس الثاني، آمون ورع-حور خلال يومي 22 فبراير و22 أكتوبر، ربما تزامناً مع بداية الموسمين الزراعيين برت للحصاد وشمو للزراعة.

القدماء المصريين

وقد اعتمد القدماء المصريين تنفيذهم لتلك الظاهرة الفريدة على مراصد أرضية مثل دائرة النبتة قرب أبو سمبل، وهو الدائرة الفلكية فى حوض النبتة والتى تقع على خط طول 30.42 درجة شرق وخط عرض 22.32 درجة شمالا، وهى عبارة عن دائرة من الأحجار التى يبلغ ارتفاعها متران وهى مثبتة على أحجار أخرى تحتها ويوجد لهذه الدائرة أربعة مداخل وفى منتصفها ستة أحجار لتثبيت الاتجاهات الفلكية بدقة، كما استخدموا تقنيات مثل شد الحبل بقيادة كهنة مهندسين وعلماء نجوم، لتوجيه محور المعابد على خطوط الأفق المطلقة مع محور الأرض.

معبد أبو سمبل

من أعظم ما صور تعامد الشمس ايضاً نراها في معبد أبو سمبل، أسوان المعبد الذي شيده رمسيس الثاني في منتصف القرن الثالث عشر قبل الميلاد. وبمجرد أن تتسلل أشعة الشمس يضاء هذا المكان العميق داخل المعبد، الذي يبعد عن المدخل بنحو 60 متراً، وتستغرق ظاهرة التعامد 23 دقيقة. وتحدث تلك الظاهرة مرتين في العام، الأولى مع بداية فصل الزراعة 21 أكتوبر، والأخرى حين يبدأ موسم الحصاد 21 فبراير، وبعد نقل المعبد من موقعه القديم لإنقاذه من الغرق، أصبحت هذه الظاهرة تتكرر، لكن متأخرة يوما واحدا عن ذي قبل.

وفي الموعد المحدد ومع الشروق وعبر الممر الطويل تصل أشعة الشمس الذهبية إلى هدفها المرسوم لها بدقة في حجرة «قدس الأقداس» ،حيث تتصدر أربعة تماثيل متلاصقة، لتضيء وجه الفرعون رمسيس الثاني أولا، ثم تمثالين آخرين هما تمثال رع حور آختي إله الشمس، وأمون رع إله طيبة. أما التمثال الرابع فهو للإله بتاح الذي يمثل آلهة العالم السفلي (الظلام)، ولا تصل إليه أشعة الشمس.

844.jpg
معبد الكرنك
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق